الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شاهد..«هويدا» أسطورة الجزارة تتحدث لـ«صدى البلد»: «الناس حبتني»

صدى البلد

بأيادٍ رقيقة وأنامل ناعمة اعتادت الطفلة على مرافقة والدها لعمله، واستبدلت الدمى والألعاب بالسكين واللحم.. هويدا طفلة العشر سنوات اعتادت على مرافقة والدها إلى محل الجزارة تتأمله أثناء عمله، فتارة تقف كمتفرجة فقط وتارة أخرى تجرب تقطيع اللحم إلى أن أصبحت من أشهر الجزارين بمنطقة البساتين.

كبرت الطفلة وشبت، وخلال خمسة وأربعون عاما من العمل في الجزارة، استحقت وبجدراة لقب "أسطورة الجزارة"، في منطقة البساتين ، بالتحديد شارع مهران، بمجرد سؤالك عن "الحاجة هويدا" تجد العشرات يرشدونك إلى محل جزارتها، "أسطورة الجزارة" هكذا اشتهرت الحاجة هويدا في المنطقة، فسمعتها الطيبة وبراعتها في الجزارة جعلت العديد يطلقون عليها لقب الأسطورة.

"امبراطورة اللحمة الجملي" لقب أطلقه أحد الجزارين الكبار على هويدا حسني بعدما لاحظ مهارتها في بيع اللحم الجملي، وطريقتها التي نجحت في اجتذاب الزبائن بأسلوبها الحسن.

تزوجت هويدا وقرر زوجها إيقافها عن العمل والجلوس في المنزل لتربية الأطفال، وجدت نفسها لا تطيق البعد عن الجزارة مما جعلها تعود مرة أخرى، وبعدما كان زوجها يعمل "بلاط محارة" اتجه للعمل هو الآخر بالجزارة وبعدما أصبحت أم لفتاتين وولدين، ابنتها ارادت استكمال المسيرة ولم يعيقها سوى رفض الزوج، إلا أن الشابين استكملا مسيرة الأم .

أشارت أسطورة الجزارة إلى أن المجتمع لم يتقبل في البداية فكرة كون امرأة "جزارة" ولكن بعد التعامل معها تقبلوا الفكرة فضلا عن شعبيتها بالمنطقة وحب الناس لها، وتابعت قائلة:" الناس حبتني بالاسلوب الحلو ".

واستطردت الحاجة هويدا قائلة أن الصورة الذهنية لدى الشعب المصري تجاه السيدات اللاتي يعملن في مهنة الجزارة سلبية، معتقدين أنهن سيدات "بلطجية" ويخشاهم البعض، مؤكدة أن الأسلوب الحسن والخلق الطيبة هو أهم ما يجب أن يتصف به الجزارون.

"فخورة إني اشتغلت المهنه الي انا حباها وكملت مسيرة أجدادي" هكذا وصفت الحاجة هويدا في العقد الخامس من عمرها مسيرتها في الجزارة، مشيرة إلى أنها أثبتت جدارتها في بيع اللحوم الجملي في أزمة جنون البقر التي أثيرت منذ أكثر من عامين، ونجحت في تسويق اللحم الجملي في المنطقة.

وتابعت قائلة:" الناس تعبت وما بقتش تجيب لحمه" مضيفة أنه بعدما كانت الزبائن تشتري بالكيلوهات ويصطف العشرات أمام جزارتها إلا أن الحال تغير الان مع الظروف الاقتصادية، وأصبح الزبائن يشترون كيلو واحدا كل فترة".