الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قوامة الرجل .. بين المقصد القرآني والتعنت الذكوري


في مقال سابق تحدثثنا عن عناد الزوجة، وفي هذا المقال نلقي الضوء على التعنت الذكوري وسوء استغلاله لمفهوم القوامة، فمن دواعي الأسف أن يظل نسبة كبيرة من رجال مجتمعنا العربي محتلين للمرتبة الأولى في تصنيف مسابقة الأفكار الرجعية بصفة عامة وخاصة وأشدها ظلما وإجحافا في تصوراتهم عن المرأة، فأفكارهم احتلت عقولهم وثقافتهم الخاصة مرجعيتها عصور الجاهلية الأولى الضيقة الأفق، حتى غمرت قناعاتهم فيها غمرا، وأسرته وتحكمت في طباعهم وعليه فلم تتحرر المراة تحررا يليق بها وبكيانها المجيد وتقديرها اللائق ،《وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ》،

لم تحظ الأنثى حتى الآن بتعامل متحضر وراقي في مجتمع عربي إنشغل بأشياء ذكورية تتسم بالجفوة والغلظة !، فلو أعطيت المرأة الاهتمام المستحق ، لهانت كل مشاكلنا الاجتماعية وربما السياسية أيضا، فالمرأة كيان بشري جميل ، لها استقلالها الفكري وتحررها الاجتماعي حسب تداعيات انوثتها وخصوصياتها ، فقد منحها الله صفات ومؤهلات لو استغلت على الشكل الصحيح لأرتقى المجتمع بشكل أفضل مما هو عليه الآن .
لم يكن الدين عدوا للمرأة، مهما حاول أعداء القرآن من إتهامه بظلمها فقد أنقذ الإسلام الأنثى من وأد الجاهلية
《وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ》.

لقد كرم الدين الحنيف المرأة خير تكريم، ولم يشرع للرجل استغلاله للمرأة الاستغلال السيء والقميء الذي نراه حتى ممن يدعون التدين ولا ممن يدعون التمدن والتحضر، فبعض الرجال معدومي الرحمة والإنسانية وأولوا الآيات تأويلا يتماشى مع عقلياتهم المتحجرة، وخاصة فكرة القوامة ومفهومها الخاطئ ، ممن يزايدون على حرية وحقوق المرأة في الإسلام بقولهم أن الإسلام أعطى المراة حريتها وفي ذات الوقت هم من يظلمون المرأة ظلما مبينا، والأمثلة كثيرة في مجتمعنا العربي من المتأسلمين مدعين الإلتزام والتمسك بأصول العقيدة السليمة وفقه المرأة والتعدد وهم أبعد ما يكون من جوهر العقيدة وأصول الدين الحنيف.

فالمقصد القرآني للقوامة هو الالتزام وتحمل المسؤولية واحتواء الزوج للزوجة وحمايتها تحت مظلة الاحترام والرفق والمودة والرحمة "وجعلنا بينكم مودة ورحمة " فالقوامة ليست تسلط ذكوري مستورد من عصور الجاهلية الأولى، على أن المرأة ليست إلا جسدا ووعاء !، هذا التعنت الذكوري والتفسير الغريزي لمفهوم الأنثى يرفضه الشرع ولا يقره وكذلك يرفضه وينكره كل رجل نبيل وشهم نقي السريرة طيب النفس يمتلك الشهامة والمروءة ويتسم بالنخوة ورحابة الصدر .

- المرأة :
المرأة كنز لا يفنى لمن أراد حلاوة الدنيا وتحضر ونهضة المجتمع، المرأة شريك حيوي بدونها يشهر المجتمع إفلاسه، ويصبح رصيده من الرحمة والجمال لا شيء ، فالنساء شقائق الرجال فرفقا بالقوارير.

- المراة كانت وما زالت ملهمة شعراء أجمل حروف وأرق كلمات وأعذب أحاسيس ،في قصائد ما زالت خالدة الذكر والإحساس ، فكل رجل لم يأت إلا من رحم امرأة، حملته جنينا وأرضعته طفلا.
- المرأة ليست سلعة كي تباع وتشترى ، المرأة الصالحة حسنة الدنيا وجنة الآخرة ، المرأة تاج فوق رؤوس الرجال،
فلن تقوم قائمة لمجتمع فيه ألمراة تهان أو تضيع حقوقها أو يستغل جسدها أقبح استغلال !

- المرأة إنسان لها ما لها وعليها ما عليها، لا فضل للرجل عليها، فقط الاحترام المتبادل هو سفينة النجاة وما دون الاحترام فهو سفينة " تايتنك".
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط