الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دمعة حزن وابتسامة اللقاء


عادت إلى بيت أبيها بعد أن أصبحت وحيدة وغير مرغوب فيها ممن كانت له حياة، وعندما تنفس كل الهواء الذى أخرجه من باطن الأرض وضيقها إلى رحاب السماء وعنانها ،حينها كان عمله اليومى واللحظى هو تحويل حياتها إلى جحيم وتجريحها وتشكيكها فى كل شىء حتى تطلب هى بنفسها البعد والابتعاد أو تتخلص من حياتها كلها.

 ولأنها كانت تخاف ربها فقررت الابتعاد وترك بيتها له يفعل به وفيه ما يريد وخاصة أن ابناءها كانت لهم حياتهم ودنياهم وانهم كانوا يرفضون استسلامها لظلمه ويشجعون اتخاذها خطوة لحفظ كرامتها التى أهدرها قصدا وعمدا وأيضا كانت هى تريد اأن تحفظ ماء وجهها وتحافظ على ماتبقى لديها من مشاعر انسانية ترفض أن تستمر مع من لفظها وأهانها لا لشىء فعلته سوى انها لم تعد مهمة لديه ولاتلاءم حاضره .

عادت الى ذلك البيت الذى يحمل كل المعانى الجميلة والذكريات الطيبة مع أسرتها وخاصة أبيها ذلك الرجل الذى كانت تتمنى أن تحظى بزوج مثله ،وكم كانت تداعب ابيها وتؤكد له لن أتزوج الا من يكون مثلك فى كل شىء.

 وكان يسعد بكلامها ويدعو لها بالتوفيق فى حياتها.. والان عادت مكسورة حزينة الا انها كانت تحمل بين ضلوعها قلبا نابضا راغبا فى الحياة ونسيان مامضى والتطلع الى ماسيأتى ،كما انها كانت كعادتها تخلق من الالم امل ومن المحن منح .

مضت بها حياتها الجديدة وهى تواجه الكل وتحنو على نفسها وتطمأنها بان مامضى لن يعود، ولن اتنازل من اجل أن يسعد غيرى، وكانت تحدث نفسها وتقول لها لاتجزعى ولاتهلعى فقد استوعبت الدرس جيدا واصبحت قوية وخبرت معادن الأشخاص وصرت على قناعة بان ليس كل من نحبهم يستحقون ذلك.

ومع الوقت صالحت نفسها وسامحتها الأخيرة عما ارتكبته فى حقها من تنازلات واحتقارات وايضا عاهدتها على ان تحقق لها الكثير مما فات وبين الوعد وتصحيح المسار الذى اخذ من حياتها مرحلة جنى الثمار ،كانت تقف يوميا أمام صورة أبيها وتعاتبه أنه وافقها عندما قالت له هذا زوج المستقبل ولحبه لها لم يعارضها بل ساندها وازرها وتحدى الكل واهما انه يسعدها.

فكانت تقول لصورة ابيها ولروحه التى تظلل عليها وتظلها فى كل مراحلها كانت تقول الم يكن من الاحرى يا ابى أن تعنفنى وترفض اختيارى وتجبرنى على الرضا بمن تختاره انت لى؟

ألم يكن يا أبى من الأجدى لى أن تجنبنى مااصبحت عليه من هوان ومن سوء اختيار لمن لم يوفنى حقى ولم يعطنى قدرى ؟ ألم يكن ليقسو قلبك ياابى وتخيرنى بين البقاء بلا زواج وعدم الزوج ممن اخترته ساعتها وفرحت به وأنهى عمرى حزنا وحسرة؟

وهى فى مناجاتها وتصريحاتها تجد يد أمها تربت عليها وتقول لها الحذر لا يمنع قدر ياغاليتى وما إنتى فيه لم يكن يمنعه رفض أبيكى رحمه الله لمن اخترتيه .. فتمسح دمعها وتحتضن امها وترضى بقضاء الله وتسعد بما هى عليه.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط