الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الزي الأزهري.. ضرورة


من الصفات التي أثنى الله بها على طالوت حينما بعثه ملكا على بني إسرائيل، أن الله قد زاده بسطة في العلم والجسم، وهذا معناه أن من كمال العالِم أن يكون ذا بسطة في الجسم، وليس معنى البسطة في الجسم أن يكون طويلا عريضا قوي البنية مفتول العضلات فقط، وإنما أيضا جميل الهندام مميز الملبس.

فالعالم بهذا المعنى القرآني يجب أن يكون متميزا في ملبسه، ومن هذا التميز أن يكون هو وأقرانه من العلماء لهم زيهم الخاص الذي يميزهم عن غيرهم فيعرفون به ويتمايزون حتى إذا ما احتاجهم الناس لأمر من أمور دينهم ودنياهم عرفوهم بزيهم، وهذا مما فطن إليه علماء الأزهر قديما، فميزوا أنفسهم بذلك الزي المعروف المشهور (العمامة والكاكولا)، وصار الناس يعرفون العالم الأزهري من خلال هذا الزي فيجلونه ويعظمونه وينزلونه منزلته، ويقبلون عليه دون غيره يستفتونه في أمور دينهم وما يصلحون به دنياهم.

ولم يكن هذا الزي يميزه في الداخل فقط، بل كان العالم الأزهري يميز ويعرف في الخارج بهذا الزي، فكان إذا ذهب بزيه إلى أي بلد، خاصة في آسيا وأفريقيا، تدافع عليه الناس يقبلونه ويحتضنونه ويتبركون بملامسته، ويتمسحون في كاكولاته وعمامته.

ولا تزال حادثة حمل سيارة الشيخ الباقوري عليه رحمة الله على رؤوس الجماهير حينما سافر إلى إحدى الدول مع الرئيس جمال عبد الناصر، شاهدة على مكانة العالم الأزهري في قلوب المسلمين في كل أنحاء العالم، وما كان الناس سيعرفون الشيخ الباقوري إلا بزيه الأزهري الذي كان يرتديه.

ولقد أدرك إمامنا الأكبر الشيخ أحمد الطيب أهمية الزي الأزهري للعالم الأزهري وما يضفيه عليه من جلال ووقار حين ابتعاثه للخارج، فأصر على أن يرتدي كل مبتعث الزي الأزهري في سفره وعمله في الدولة التي يسافر إليها ويحرص على أن تشتمل حقيبة المسافر من هؤلاء المبتعثين على ما يلزمه من الزي الأزهري هناك.

كما يصر فضيلته على أن يرتدي مرافقوه في رحلاته الخارجية الزي الأزهري، وذلك تأكيدا منه على ضرورة تمايز العالم الأزهري.

كما أنه أصدر قرارته على أن تلتزم قيادات الصف الأول حتى الرابع بالمعاهد الأزهرية بارتداء الزي الأزهري.

وأنا أقترح تشجيعا على عودة هذا الزي إلى المعاهد الأزهرية أساتذة وطلابا أن يتقرر صرف بدل زي لكل أستاذ على غرار وزارة الأوقاف ومن لم يلتزم به يحرم من هذا البدل، كما يُّنص على أن من شروط القبول في المعاهد الأزهرية ارتداء الزي الأزهري كما كان الأمر قديما.

ويمكن تطبيق هذا الأمر في الجامعة سواء مع أعضاء هيئة التدريس أم مع الطلاب.

وبهذا نستطيع أن نعيد إلى الأزهر شيئا من خصوصيته وتميزه.

وتبقى بعد ذلك أمور أخرى تتصل بالمضمون لها حديث آخر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط