الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كرم أصلان يكتب: مصر تعود للجنوب

صدى البلد

تابعنا باهتمام شديد ، على مدار الأيام الماضية ، خبر تسلم د. سحر نصر ، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي رئاسة التجمع الإفريقي لعام 2018 خلال اجتماعات البنك الدولي في واشنطن ..

إضافة إلى خطوة أخرى لا تقل أهمية حول استضافة مصر "التجمع الافريقي" المقرر له العام المقبل . وإذا ما وضعنا هذين الإنجازين الكبيرين في السياق الأعم والأشمل المتمثل في حرص مصر على استعادة دورها القيادي بالقارة الأفريقية ..

فإن النتيجة الحتمية التي سنتوصل إليها أن مصر تسير على الطريق السليم في جميع إجراءاتها السياسية والاقتصادية . كما تعكس هذه الخطوات المهمة الرغبة المؤكدة لدول أفريقيا للعودة إلى حضن مصر خصوصًا إذا ما وضعنا في الحسبان الدعوة التي أطلقتها الوزيرة ، المشهود لها بالكفاءة ، لمحافظي الدول الافريقية في البنك الدولي، للمشاركة في مؤتمر "الاستثمار من أجل تنمية مستدامة.. أفريقيا 2017" والذي تنظمه الوزارة بالتعاون مع الوكالة الإقليمية للاستثمار التابعة لمنظمة "الكوميسا" بمدينة شرم الشيخ . وفي واقع الحال أننا تركنا الملعب الأفريقي لسنوات طويلة ..

وهذا على وجه التحديد ما أثر بصورة غير مطلوبة على ما شهدناه في تجارب مثل انتخابات اليونسكو وسد النهضة .. لذا كان الخيار الوحيد أمام مصر هو تسخير جميع الإمكانيات المتاحة لاستعادة دورها المؤثر في القارة الأفريقية .. لذا كان لزامًا علينا أن نتخذ جميع الإجراءات والقرارات الكفيلة باستعادة دور مصر الريادي من خلال جذب الاستثمارات الواعدة وافتتاح عدد من الشركات الاقتصادية القوية خصوصًا في ظل المرحلة الحاسمة التي يمر بها العالم والمنطقة على وجه الخصوص . إن قيام تحالفات استثمارية واقتصادية بين مصر والدول الأفريقية لهو خير بيان على الرغبة الأكيدة في استعادة الصف عبر مد جسور قوية من العلاقات التجارية والاستثمارية بين مصر وأفريقيا ..

وهو ما يعكس ضرورة الدخول في شراكات وتجمعات وكيانات اقتصادية قوية قادرة على التعاطي مع التحديات التي تواجهها القارة السمراء وتلبي احتياجات الشعوب . وتبذل مصر كل الجهود لتعزيز المصالح وتحقيق أولويات التنمية الأفريقية خلال توليها رئاسة التجمع الأفريقي 2017 ، المقرر عقده خلال الفترة من 7 إلى 9 ديسمبر 2017 بمدينة شرم الشيخ ، وجعله أقرب أكثر من أي وقت إلى أولويات البنك الدولي، ومن المنتظر أنها ستركز على الشباب والاستثمار في البنية الأساسية والاستثمار في رأس المال البشري كأساسيات للتقدم ، ولضمان مستقبل أفضل لأفريقيا، وسيتم التنسيق مع مجموعة البنك الدولي في هذه المجالات وغيرها من المجالات ذات الأولوية في القارة الأفريقية .

كما ستعمل مصر على تحقيق أهداف التنمية الوطنية، وتنفيذ جدول أعمال الاتحاد الأفريقي لعام 2063 والمساهمة بفعالية في التحديات العالمية من خلال تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتكيف مع تغير المناخ، وهذا يستلزم ضرورة التشاور الوثيق بين جميع المحافظين الأفارقة خلال رئاسة مصر لضمان التعبير عن أولوياتهم ومصالحهم واهتماماتهم . ويكتسب التركيز على قضايا الشباب أهمية كبرى خصوصًا في ضوء ما تمثله هذه الشريحة التي تتخطى 70٪ من قارتنا الأفريقية تحت سن الـ35 عاما ، وبحلول عام 2035 سيكون أكثر من 50٪ من الشباب الذين يعملون في سوق العمل في أفريقيا ، لذلك فإن الحقيقة الماثلة أمام أعيننا أن مستقبل أفريقيا يقع في أيدي شبابها ، وهذا يفرض ضرورة الترابط بين الفرص الاقتصادية للشباب ومعالجة الفجوة في البنية الأساسية في أفريقيا.