الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ننشر محاور وأهداف «مؤتمر الإفتاء العالمي»

صدى البلد

تعقد دار الإفتاء المصرية مؤتمرها العالمي الثالث عبر الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، اليوم، الثلاثاء، بمشاركة وفود أكثر من 60 دولة حول العالم، تحت عنوان «دَور الفتوى في استقرار المجتمعات»، كخطوة عملية للرد على الفتاوى الشاذة.

ويعرض «صدى البلد» في السطور التالية رؤية ومحاور وأهداف وضيوف «مؤتمر الإفتاء العالمي».

الرؤية والفلسفة
شهدت الفترة الأخيرة، مجموعة من الفتاوى الضالة، التي زعزعت أمن واستقرار المجتمعات، وأشاعت الكراهية بين الناس، وبررت القتل والذبح، الأمر الذي جعل دار الإفتاء المصرية عبر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تناقش هذه الظاهرة بصورة علمية للخروج بنتائج قابلة للتطبيق على أرض الواقع، من أجل ذلك كان موضوع المؤتمر العالمي للإفتاء هذا العام عن "دور الفتوى في استقرار المجتمعات".

ويبحث المؤتمر آفاق الفتوى من حيث تعلقها بحفظ استقرار حياة الناس في مختلف نواحيها سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وكيفية استخدام منجزات العلم الحديث في خدمة هذه العملية، داعية مفتيي العالم للجلوس على موائد البحث العلمي لإيجاد حلول لفوضى الفتاوي وطرح الخطط وللمشاركة في التنمية الوطنية والعالمية، من هنا جاءت أهمية إقامة مؤتمر عالمي حول الإفتاء والفوضى والاستقرار مستفيدين من ذلك بما وضعه أهل العلم من ضوابط وقواعد زخرت بها كتب الأصول والفقه.

4 محاور للمؤتمر
ويأتي عنوان المحور الأول «الفتوى ودورها في تحقيق الاستقرار»: وفيه مجموعة من العناصر منها "الإفتاء وتحقيق السلم المجتمعي، الإفتاء والإجابة عن الأسئلة القلقة والمحيرة، الفتاوى الشاذة وأثرها السلبي على الاستقرار، الإفتاء وحفظ هوية الدول والأمم".

وحمل المحور الثاني عنوان: «الفتوى في مواجهة الإفساد والتخريب»: ويتناول «فتاوى الجماعات المتطرفة، ورعاية المقاصد الشرعية ومواجهة الفوضى والتخريب، إدراك الواقع في فتاوى الجماعات الإرهابية عرضا ونقدًا من فوضى الإرهاب إلى فوضى الإسلاموفوبيا عرض وتحليل».

وجاء عنوان المحور الثالث «الفتوى ودورها في دعم البناء والعمران»: وفيه "دعم العمران مقصد وضابط لعملية الإفتاء، والتنمية بالفتوى الاستراتيجية والضوابط، الفتاوي الاقتصادية وضوابط التنمية، الفتوى ودعم القضايا الإنسانية المشتركة".

4 ورش في المؤتمر
ويتضمن المؤتمر 4 ورش عمل، الورشة الأولى عن الفتاوى المتشددة والفضاء الإلكتروني، والثانية عن فوضى الإفتاء ووسائل الإعلام، والورشة الثالثة عن الإفتاء والاستقرار الأسري، والرابعة عن تجارب المؤسسات الإفتائية في التصدي للفتاوي الشاذة.

أهداف المؤتمر
ويهدف المؤتمر إلى التعرف على المشكلات في عالم الإفتاء المعاصر، ووضع حلول لها، والكشف عن الأدوار التي يمكن للإفتاء المعاصر الاضطلاع بها في تصويب الواقع والارتقاء به إلى أعلى المستويات الحضارية.

ويبحث المؤتمر، آفاق عملية الفتوى من حيث تعلقها بحياة الناس في مختلف مناشطها، ودراسة كيفية استخدام منجزات العلم الحديث بروافده المتعددة في خدمة عملية الفتوى، والوصول إلى أدوار محدودة تؤديها عملية الإفتاء في مجال التنمية المجتمعية، ونقل مجال الإفتاء من مجال سلبي يقتصر على المشكلات إلى مجال إيجابي ينتقل إلى عمل التدابير الوقائية من المشكلات.

وينبه المؤتمر على طبيعة ما يسمى "فتاوى الأمة"، والتأكيد على عدم ولوج الأفراد لهذا المنزلق الخطير بعيدًا عن ساحات الاجتهاد الاجتماعي، وضع ضوابط محددة لعملية الاستنباط من التراث والتنبيه على خطورة الفتاوي التاريخية إذا تمت دراستها بعيدا عن سياقاتها التاريخية والواقعية.

الدول المشاركة
ويمثل ضيوف المؤتمر بانورما عالمية تصنع مزيجًا يقدم رؤية تناسب في أفقها العام مع النظرة الوسطية التي تحملها الأمانة ويجمع مفتيين من أكثر من 60 دولة.

ويناقش المؤتمر إشكاليات وآفاق العملية الإفتائية، خاصة أن الشريحة المستهدفة هم الممارسون لهذه العملية وهم المفتون وأعضاء المجامع الفقهية.

ويضم المؤتمر علماءً من فلسطين والسعودية والبحرين والإمارات واليمن ولبنان وعمان والأردن والعراق والجزائر والمغرب وموريتانيا والسنغال وأوغندا والكاميرون وزامبيا وكينيا وجيبوتي وأمريكا، وإندونيسيا وماليزيا، وباكستان، والهند وسنغافورة واليابان والصين وفرنسا وهولندا وبريطانيا وإيطاليا وعدة دول أخرى تغطي قارات العالم.

الجلسة الافتتاحية والبيان الختامي
وتعقد الجلسة الافتتاحية لمؤتمر دور الفتوى في استقرار المجتمعات يإذن الله يوم الثلاثاء المقبل الموافق 17 أكتوبر في الساعة العاشرة صباحًا وسيتحدث فيها الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، وكل من مفتي الجمهورية اللبنانية وأمين عام رابطة العالم الإسلامي ووزير العدل المصري، ويلقي الكلمة الرئيسيّة للمؤتمر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ويلقي الدكتور شوقي علام البيان الختامي للمؤتمر يوم الخميس.

تطبيق على أرض الواقع
من جانبه، قال الدكتور إبراهيم نجم، مُستشار مفتي الجمهورية الأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن أعمال مؤتمر الإفتاء هذا العام ستترجم إلى برامج عمل تناسب لغة العصر وتتماشى مع فهم الأجيال الجديدة ولغتهم، وتساهم بصورة عملية في الاستقرار المجتمعي في أنحاء العالم باعتبار أن الفتوى الشاذة مسئولة عن جزء من الاضطراب الحادث في العالم، وأن أعمال المؤتمر ستتحول إلى برامج عمل قابلة للتطبيق بمجرد انتهاء المؤتمر وستشرف عليها لجنة من الأمانة.

وأوضح «نجم»، أن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم ستعمل على تحويل الجهد العلمي لمؤتمر الأمانة هذا العام - والذي جاء تحت عنوان "أهمية الفتوى في استقرار المجتمعات" - إلى برامج تستفيد منها جميع المؤسسات والمدارس والجامعات على مستوى العالم.

وأضاف أن الأمانة تمثل مؤسسة جامعة لعلماء ومؤسسات إفتائية من جميع أنحاء العالم، تعمل على دراسة القضايا والمستجدات، مشيرًا إلى أن العالم الإسلامي كان بحاجة ماسة إلى وجود بوتقة جامعة تجمع العلماء وذوي الرأي من التخصصات المختلفة لتبادل الخبرات وتوحيد الجهود والاجتهادات حول القضايا العالمية المهمة، وفى مقدمتها مواجهة التطرف والإرهاب على المستوى الأهم والأخطر، ألا وهو المستوى الفكري والديني، وهذه الأمانة وفرت هذه المظلة التي يجتمع حولها كوكبة من علماء الدنيا لدراسة قضايا الأمة الإسلامية.