الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المعارضة بسلاح الجهل


المعارضة، لها سمات ومؤهلات، يجب أن تتوافر فى ممارسها، فهى درجة من درجات العلم، تكاد تصل إلى حد الخبرة فى التخصص، فهى تلعب دورا هاما فى إحداث التطور الذى تنشده الدول والشعوب.

والمعارضة فى العلوم السياسية، وظيفتها تبصير الرأى العام، بسلبيات النظام الحاكم، وتقديم الحلول والبدائل والمقترحات الواجب اتباعها لحل الأزمات التى تعانى منها الدولة فى كل المجالات.

وقد ساد هذا المفهوم، ويتم العمل به لدى الدول المتحضرة، التى آمنت بالوطن وبحق الشعوب فى التطور والديمقراطية، فسادت تلك الدول الأمم، وارتقت الأنظمة السياسية فيها، بفضل المعارضة الوطنية البناءة، التى تتبادل بدورها الحكم مع الأنظمة الرسمية.

غير أن المعارضة فى بلادى مصر، تحولت إلى وظيفة لكل من لا وظيفة له، وتحول الكثيرون إلى خبراء فى كثير من المجالات، حتى أصبحت تعج بهم مواقع التواصل الاجتماعى، التى تحولت إلى مقهى، وساحات للافتاء، والحديث فى أمور الدنيا والآخرة بغير علم.

وقد وصل الأمر إلى بعض من يدعون أنفسهم من الصحفيين، والمشاركين فى صنع القرار العام فى الدولة، فتجد من يفتى فى الاقتصاد وخلفيته الدراسية بعيدة تماما عن علم الاقتصاد كأحد العلوم الاجتماعية.

وهذا يتحدث فى السياسة وكل خلفيته مجموعة من الاعجابات على مواقع التواصل، فاختلط الحابل بالنابل، وانقلبت الأمور رأسا على عقب، حتى تم تصدير حالة من اليأس إلى نفوس الناس.

ولا يدرى هؤلاء الذين يدعون أنفسهم من المتخصصين والخبراء وأهل العلم، أن معارضتهم كشفت جهلهم وفضحت شهاداتهم ، المعارضة بدون علم، جهل واضح، وعمل فاضح، يجب أن يستتر أصحابه حتى تقوى معرفتهم، وتشتد خبرتهم.

وعندى أن الحديث فى الاقتصاد كالحديث فى الدين بغير علم ، يضلل الناس ولا يهدى إلى سبيل الرشاد.

وتبقى الأزمة فى نفوس الذين يمارسون المعارضة، أنهم يشعرون بحالة نقص، فى وقت يعانون فيه النرجسية الشديدة، التى تفرض عليهم حب النفس والرغبة فى إظهارها بمظاهر القوة.

المعارضة حق مكفول للجميع، غير أنها ينبغى أن تكون معارضة قائمة على علم ومعرفة، حتى يتم تبصير الرأى العام بما هو صواب، وليس الخراب.

وعلى الذين يدعون أنفسهم من أهل الصحافة والعلم، أن يراجعوا مواقفهم ، وأن يساهموا فى حل المشاكل بتقديم المشورة والنصيحة القائمة على المعرفة، والخبرة والدراسة، وألا يقحم البعض نفسه فى مجالات ليس له بها خبرة أو سابق معرفة.

فقمة الفتوى أن يقول الإنسان لا أعلم، ولكن الحادث فى بلادى مصر، أن كلمة "لا أدرى" أصبحت مرادفا عند البعض للجهل، فى حين أنها تنم عن قمة المعرفة.

فالمعارضة بسلاح الجهل، لا تقل خطورتها على البلاد والعباد، عن مخاطر الجاهل الذى يحمل السلاح فى مواجهة الدولة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط