الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ويبقى الأمل .. رغم قسوة الواقع


- إنما الأمم الأخلاق
عندما قال الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم" وهو لا ينطق عن الهوى : "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وعندما أنشد أمير الشعراء احمد شوقي "رحمه الله " وقال : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا، إلا لمنزلة الأخلاق وعظمتها وتأثيرها في تهذيب الافراد وبالتالي الشعوب والمجتمعات، لترقى في تعاملاتها وعلاقاتها الإنسانية، ورغم تلك النداءات فعصرنا لايزال في احتياج ملح لثورة أخلاقية سريعة، لإنقاذ مجتمعنا من الانحلال والفوضى الأخلاقية، حتى نتمكن من البقاء الآمن، وإلا قذفت بنا رياح التسيب إلى مالا تحمد عقباه ولا يعلم أحد مداه .

مجتمعنا سقط بين مطرقة الإرهاب وسندان التسيب الأخلاقي حتى وقعنا بين قطبى الرحى الأصعب والأشد تنغيصا، الوضع الذي انعكس على الواقع بأسوأ النتائج حتى ألقت بظلالها المرعبة على كل نواحي حياتنا،وواقع الشارع يؤكد ذلك بوضوح شديد ومحزن !.

- نفاد رصيد مشاعر الود
فعندما يختل ميزان مدفوعات أحاسيس ومشاعر البشر ويوشك رصيده على النفاد" وربما نفد بالفعل" فلا تنتظر اعتدال ميزان المجتمع أخلاقيا وإنسانيا، فبين طغيان المادة "الزائلة" وقيم الروح "الباقية" يبقى إنسان العصر حائرا، يتشدق بالأمل فوق جسور الأوهام وسراب الأحلام، يهرول ذهابا وإيابا في نفس المسار ، مسار ذل المادة وهوان البشر على البشر، فجميعنا نعاني من وهج وظلم واقع دولي ومحلي يكيل بمكاييل متفاوتة ومتعددة حسب شريعة الغابة ودساتير المساومات والمزايدات، واقع يتجاوز ويتغاضى عن الأقوياء، ويتحكم في الضعفاء يعترض طريقهم ويطغى عليهم ظلما وعدوانا، واقع يسرق أحلامهم ويسحل أمنياتهم.

وعلى مسمع ومرأى من مبادئ الشرعية الدولية المزعومة وميزان العدل المزدوج .والروهينجا أحدث دليل !

وتقسيم الدول العربية دليل آخر على نوايا خبيثة لن تهدأ حتى يقسمونا دويلات كملوك الطوائف في تاريخ الاندلس حتى سقوطها !.

توقف قليلا وارصد وشاهد وحلل ما يجري حولك ولا تندهش فما يحدث ليس نتيجة شيء غريب ولا بفعل كائنات غريبة هبطت علينا من العوالم الأخرى بل هو ما جناه " الإنسان" على ما تبقى من اطلال الاخلاق والإنسانية لديه.

- احتلال عنكبوتي
في السنوات الأخيرة اندلعت الثورات المعلوماتية عبر ميادين الشبكات العنكبوتية وما زالت مستمرة بكل انعكاساتها سلبا وإيجابا، وإن كانت سلبياتها أكثر وأشمل وأعم ! ، فهي تزداد كل لحظة فتزداد معها معدلات القلق والتوتر، حتى استحوذت على عقل ووقت البشر من كل الأعمار، وصل مداها إلى دهاليز البيوت وأنفاق وأغوار المجتمع، حتى غرف النوم اقتحمت حياتنا بكل جرأة ووقاحة ! فتضاعفت معها حدة التفاعلات والانفعالات وتغيرت طبيعة العلاقات الإنسانية والأخلاقية والتواصل البشري في واقع جديد وتصرفات سلبية لا قبل لنا بها، كل شيء يتغير حتى ذلك الكائن البشري الذي يفعل ويتفاعل مع تلك المتغيرات التي صنعها بنفسه، وبيده صنع كل أسباب توتره وخوفه وقلقه وأسباب إفساده وجره إلى دروب غير محمودة العواقب . سلوكيات شبابية غريبة عن مجتمعاتنا العربية في الشكل الخارجي وفي الثقافة والأفكار، فكلما طغت المدنية الحديثة على الإنسان المعاصر كلما سلبته عقله فزاد قلقه وخوفه وترقبه ، وشوقه وترحمه على أيام البساطة وأيام الأدب والاحترام .

- أخلاقك هدف سهامهم

ليس كل ما يأتي من الغرب يسر القلب، وليست كل معلومة جديدة مفيدة، وليس كل قديم لا جدوى منه، والعكس أيضا وارد وصحيح، فقط كن على مسافة واحدة بين الأصالة والحداثة، فما بين الحقيقة والوهم - بشر - يلعبون على وتر واحد، وتر يفصل بين أنغام الحلم الجميل وصخب الواقع المؤلم، ونوايا مجهولة لا نعلم لها غرضا واضحا لكن المؤكد أننا الهدف والمستهدف .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط