الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بين القاتل والمقتول


بقدر حزنى على ما آل اليه حالنا من لامبالاة وأنا مالية وتراخِ وتراجع عن التمسك بقيم الشهامة ونصرة الضعيف والوقوف فى وجه الظالم ،بقدر كل هذه المعانى يتكرر مشهد الخسة والعار ونفس الاشخاص الذين تجمعهم صفة واحدة وهى الخوف ، فهم أنفسهم من رأوا بأعينهم مقتل الضباط فى البدرشين ولم يتحركوا ولم يواجهوا قوى الشر والظلم ، وهم ايضا من جروا من امام قاتل رجل الدين المسيحى فى المرج ولم ينصروه ويخلصوه من يد ظالمه وقاتله .

وبين كل هذه المشاهد الدخيلة على مجتمعنا قفزت الى ذهنى فكرة تصور القاتل والمقتول ماذا كان يدور فى ذهنيهما قبل النهاية ..وبالطبع القاتل كان يدور فى ذهنه ما توارثه فى مجتمع ظل يتحدث كباره ان المسيحى وان كان جارك او شريكك الا انه لا يؤمن بأن الله واحد ، وان عيسى هو ابن الله ، وايضا على قناعة بأن المسيح هو ثالث ثلاثة وعليه فهم اهل جهنم ..وعليك ان تتخيل نفسية القاتل وهو يعيش مشبعا بهذه الموروثات وبالطبع سيكون صاحب شخصية حاقدة ونفس غير سوية ستحل ما حرمه الله وهو قتل النفس بغير الحق.

وإذا أضفت الى كل هذه المكتسبات والموروثات اشخاصا يتخذون من الدين ستارا ومن اللحية والجلباب عنوانا لتدين زائف اذا تجمع هؤلاء واستقطبوا هذا القاتل ولقنوه وعلموه وجندوه لكى يخلص البشرية من هذه الشرذمة المارقة التى تزيد ارض المحروسة رجسا ونفاقا ، بالطبع سينفذ وهو مقتنع بأنه يسدى الى البلاد خيرا ويتأكد انه سيرث الجنة بحورياتها ويسكن مع حواريى المسيح عيسى عليه السلام ..

نترك القاتل ونذهب الى القتيل ذلك الرجل الذى قضى عمره يبحث عن الخير ويهديه لاهله اينما كانوا فالكل شاهد انه كان يجمع الاموال والمتعلقات لمن هم بحاجة اليها ولا ينظر لأى دين يدينون ، ذلك القسيس لم يجرم فى حق اى احد باعتناقه دينه وايضا ليس من شأن اى شخص على البرية ان يمنعه عن ذلك ولا عن ممارسة شعائره بطريقته ،لان ببساطة الله هو من يحاسب ومن سنعود اليه ويعاقبنا على ما اقترفناه من سيئات ويكافئنا على حصيلة الحسنات، وايضا لم يقل فى اى رسالة من الرسائل السماوية ان من حق اى انسان ان يقتل آخر وان من يفعل ذلك فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياهم فقد احيا الناس جميعا وكأنه يقول عز وجل انه فقط من بيده الحياة.

القسيس الشهيد عندما رأى قاتله كان يظن كل الظن ان هؤلاء الناس الذين سعى من اجل خيرهم سينقذونه من يد قاتله الظالم ، ولكنه غاب عنه ان هذا الوطن لم يعد فيه من يقفون فى وجه الظلم وانما اصبحوا يكتفون بالمشاهدة وبالطبع بالتقاط الصور والفيديوهات لأى شىء ولسان حالهم يقول وأنا مالى ..يارجل الدين نم طويلا حتى تلاقى ربك ويا أهل دينه لن تكون هذه اخر حوادث الاغتيال بدم بارد ، ويا أهل مصر اما آن الاوان لأن تعودوا اصحاب مروءة وشهامة ؟و ايضا يا من تموتون كل يوم من الخوف من مجابهة الباطل الم تعلموا ان الاعمار بيد الله وان الحذر لا يمنع قدرا وان الساكت عن الحق شيطان أخرس؟؟!!!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط