الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى وفاة آن سوليفان.. اليتيمة التي صنعت المعجزات مع هيلين كيلر

صدى البلد

فتاة ولدت وعاشت في ظروف مأساوية في ملجأ، مات أخيها أمامها بسبب الفقر وكثرة الأمراض، كثيرًا ما كانت تسوء حالتها الصحية دون أن تجد من يساعدها، وبعد أن دفعها القدر لتعيش في معهد المكفوفين وتعلم طريقة القراءة باليد، عملت كمعلمة للصم والمكفوفين حتى استطاعت بذكائها تعليم الحالة التي أجمع الكثير على استحالة تعليمها وهي "هيلين كيلر"و التي كانت صماء وكفيفة وبكماء، وبفضل ما قدمته لها آن سوليفان طيلة أكثر من 10 أعوام استطاعت هيلين أن تصبح أديبة ويسطر التاريخ اسميهما معًا.

ولدت آن سوليفان في 14 أبريل 1866 في ولاية ماساتشوستس في الولايات المتحدة الأمريكية، ونشأت يتيمة مع أخيها الأصغر سنًا جيمي في ملجأ للأيتام، وكانت طفولتهم مأساوية حيث كانا ينامان في غرفة الموتى، ولم يتحمل أخوها الوضع وتوفي أخوها بعد ستة أشهر، وفقًا لما ذكر في موقع "المؤسسة الأمريكية للمكفوفين".

في 22 فبراير 1876، أرسلت آن وشقيقها جيمي وأوشكت آن على العمى وهي في عمر الرابعة عشر، فتم إرسالها إلى معهد بيركنز للمكفوفين في ولاية أخرى في ووترتاون، بعد مطالبتها المباشرة إلى مسؤول الدولة والذي سمح لها بمغادرة الملجأ، وكانت هذه مرحلة فارقة في حياتها.

في المعهد، بدأت آن في التعلم الأكاديمي بداية من عام 1880، وتعلمت الكتابة والقراءة بسرعة، وتعلمت أيضًا طريقة استخدام الأبجدية اليدوية من أجل التواصل مع الصم والمكفوفين، وهذا المهارة جعلتها مميزة جًا عن نظرائها في نفس السن وفتحت أمامها مستقبل وحياة من الإنجازات الرائعة.

تخرجت آن من المعهد في عام 1886 وكانت ماهرة جدأً وذاع صيتها، حتى عرضت عليها عائلة "كلير" أن تدرس لابنتهم وبعد وقت قصير قبلت العرض، وكان الأمر في بدايته صعبًا عليها خاصة وأن ابنتهم "هيلين كيلر" كانت لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم.

في مارس 1887، بدأت آن في ممارسة دورها كمعلمة مرافقة مدى الحياة لهيلين كيلر، كانت هيلن طفلة غاضبة متمردة لم تتواصل مع بشر من قبل، ولكن استطاعت آن كسب ثقتها في وقت قصير، وبدأت في تعليمها من خلال الإمساك بيدها ووضعها على فمها ثم تردد الكلمات ومقاطع الحروف، فكانت يد آن بمثابة المفتاح السري الذي جعل هيلين ترى العالم دون أن تبصر.

كانت آن معلمة هيلين لمدة 13 عامًا، وفي عام 1900 التحقت هيلين بجامعة كامبريدج، ورافقتها آن في كل صفوفها الدراسية، ممسكة بيدها في كل المحاضرات والواجبات، وحصلت هيلين على البكالريوس في الفنون وكان هذا بمثابة انتصار لكلتيهما، خاصة أن "آن" لم تكن طالبة رسمية.

وخلال سنوات الدراسة في رادكليف، تقرب منهم "جون ألبرت ميسي" الذي ساعد آن في كتابة السيرة الذاتية لهيلين، وتودد لـ "آن" ووقعا في الحب وتزوجا في 3 مايو 1905، ولكن بدأ زواجهم في التفكك في غضون سنوات قليلة وانفصلا في عام 1914، ولكن لم تكن مطلقة رسميًا.

قضت آن أولى سنواتها بعد الانفصال في تلال الغابات مع هيلين و بولي تومسون، وأصبح الثلاثي مقربين جدًا خاصة وأن بولي كانت تعمل كأمينة هيلين ومساعدة آن، وفي أوائل عام 1916، ضعفت صحة آن حيث تم تشخيص حالتها أنها مصابة بالسل ويجب تغيير جو التلال لتتعافى، وبالفعل انتقلت إلى ليك بلاسيد وانتقلت بولي معها، ولكنها عادت إلى تلال الغابات في بداية الحرب العالمية الأولى.

وعلى الرغم من تراجع صحة آن إلا أن الثلاث نساء ألقوا محاضرات، وعملت هيلين في المؤسسة الأمريكية للمكفوفين كمحستشارة ولجمع التبرعات، وفي عام 1930 أرادت جامعة تمبل في فيلادلفيا، الاعتراف بإنجازات آنو هيلين وأرادوا تكريمهم بشهادات فخرية قبلت هيلين حينها ورفض آن، ولكن بعد عام وافقت آن على هذا التكريم على مضض.

وتوفيت آن سوليفان المعلمة المثالية في 20 أكتوبر 1936 عن سن يناهز السبعين عامًا بعد أن أصابها العمى، في منزلها بالغابات، ودفنت في كاتدرائية واشنطن الوطنية، وجسد قصة حياتهما الممثل الهندي أميتاب باتشان والممثلة الهندية راني موخيرجي وقام أميتاب بدور آن سوليفان، في فيلم black.