الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سمير وزوجته كفيفان احترفا فن البامبو: «فلسنا والبيت بقى ورشة».. فيديو و صور

صدى البلد

شقة لا تصلح للحياة الآدمية، يغلب عليها الظلام الدائم، تحولت غرفة النوم لورشة نجارة وغرفة الأطفال لتصبح مخزنا لمنتجات يدوية، يعيش بها زوجان ضربا مثالًا في الإصرار على النجاح والتفاؤل، فسار كل منهما على خطى طه حسين، واستغلا الظلام الدائم اللذان يقبعان فيه ليصبح حقلًا للفن والإبداع.. يتخيل كل منهما تصميمًا لقطعة أثاث مبتكرة وينفذاها دون رسم مبدئي، مستخدمين أبسط الأدوات "البامبو" اعتمادًا على أناملهم وخيالهم فقط.

الزوجان سمير رجب وزوجته حولا شقتهما البسيطة في عزبة خير الله لورشة عمل لتصنيع منتجات مطبخ وأثاث بطريقة الجدل باستخدام البامبو الذي يشبه الشرائط البلاستيكية، ورغم أن كليهما مكفوفًا إلا أن فقدان البصر لم يكن عائقًا في هذا المشروع.

لم يولد سمير جابر «39 عامًا» مكفوفًا بل فقد بصره منذ 17 عامًا بسبب حادث أثناء عمله في السباكة، حيث تسبب "تسييل" النحاس إلى انبعاث بخار مادة كاوية إلى عينه، ولم يحصل على أي تعويض بسبب عدم وجود تأمينات في هذا العمل، ولم تكن هذه المأساة الأولى الذي يمر بها فاعتاد منذ كان في الخامسة عشر من عمره تحمل مسؤولية أسرته خاصة بعد وفاة والده.

أصيب سمير بصدمة بعد إصابته بالعمى، خاصة أنه اعتاد العمل في الأعمال الحرفية التي تعتمد على مهارة يدوية، فتنقل من وظيفة لأخرى حتى تعرف على زوجته الحالية فاطمة التي فقدت بصرها في عمر الثلاث سنوات بعد إصابتها بمرض الحمى الشوكية، وفسره البعض أن يوجد عامل وراثي للإصابة به خاصة أن والدها ووالدتها أقارب.

أصر والدا فاطمة على إلحاقها بمدرسة لتعليم المكفوفين، فدرست في مدرسة "النور والأمل" للمكفوفين، وتعلمت القراءة بطريقة برايل، ولكن لم تستكمل دراستها وفضلت تعلم فن "الجَدل"، وكانت تشعر فاطمة أن الإقامة في مدرسة داخلية بمثابة سجن كبير فتركتها وحفظت القرآن في أحد معاهد التحفيظ.

تزوج سمير وفاطمة في عام 2010 وكانت صديقة أحد أصدقائه، ورزقا بالتوئم المبصر فاطمة ومحمود بعد عامهما الأول من الزواج، ليكونا أعينهما على العالم، وبدآ مشروعهما معًا في فن "البامبو" الذي يعتمد على الجدل وصنع كراسي و ترابيزات وأطباق للأكل، وبسبب عدم وجود مال كاف للعمل في ورشة، حولا منزلهما الصغير في عزبة خير الله لورشة، حيث غرفة النوم ورشة خشب وغرفة الأطفال معرض للمنتجات.

ورغم شهادة الجميع بمهارتهم وابتكارهم لصنع أكثر من شكل مستخدمين خامات بسيطة كالخارزان والبلاستيك، إلا أنهما لم يجدا فرصة لتسويق هذه المنتجات، ويعملان في تصنيعها مستغرقين وقتًا ومالًا ومجهود دون وجود من يشتريها، ويقول سمير لـ"صدى البلد" : "مفيش جمعيات خيرية ساعدتنا كلهم تاجروا بينا، وانا متوظف ضمن ال 5% بس مرتبي 850 جنيه منهم 450 جنيه إيجار للشقة ونفسي جهة تهتم بينا أو حتى سكن أنا مقدم في شقة إسكان الشباب من 2007 ولسة متوافقش عليها".