الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سلاح الإمارات


لعل أبلغ ما قيل في وصف مبادرة صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله لنشر ثقافة القراءة بين ملايين الطلبة العرب هو ما قاله الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية: «مشروع تحدي القراءة العربي هو الفارق بين من وفّقهُ الله لنشر سلاح العلم والنور ومن اتبع  الشيطان لنشر سلاح الجهل والظلام».

هذا هو إذن "سلاح الإمارات"، إنه العلم والنور والقراءة والثقافة في وجه الجهل والظلام والقتل والإرهاب والإجرام والمتاجرة بالدين. وقد قال الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)) الزُّمَر، 9.
والإمارات في ذلك إنما تنطلق من واجب أخلاقي والتزام حضاري تجاه أبنائها أولًا وتجاه أبناء أمتها ثانيًا، لأن رسالة التنوير مسؤولية جسيمة لكنها تتسق أيما اتساق مع مشروع الإمارات الحضاري، بينما يتسابق الآخرون على تمدن ممجوج خالي الوفاض من أي قيمة أو خُلُق.

وقد أدرك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مبكرًا أهمية البعد الحضاري في مسيرة دبي، فجعل منه الأساس لكل مسارها التنموي. ومن يتابع مبادرات سموه على مدار العقدين الماضيين يدرك أن دبي بنيت على أسس أخلاقية راسخة في الأرض تمازج فيها العطاء مع الخلق، والتحضر مع المسؤولية، وصناعة الإنسان مع تربية المواطن، لذلك لم يكن غريبًا تركيز سموه على مفاهيم تحضرية كالوقت والتميز والعطاء ورعاية أصحاب الهمم واحترام القوانين وغير ذلك.

حتى تحدي القراءة العربي الذي نحن بصدده، أراده صاحب السمو رسالة محبة تجمع ولا تفرّق، تثري ولا تفقر، وتنشر السلام لا الحروب، وتسيل دموع الفرح لا دموع الحزن والألم، لذلك تقبّلها الناس بقبول حسن. وها نحن نجد أكثر من سبعة ملايين طالب وطالبة من أنحاء العالم العربي يتسابقون للمشاركة في التحدي، ما يجعلها أكبر نشاط عروبي وحّد قلوب الناس ووجّه أفئدتهم نحو عاصمة السعادة والقراءة دبي. ولعلنا في العام القادم نشاهد ضعف هذا الرقم إن شاء الله خاصة بعد أن أمر صاحب السمو نائب رئيس الدولة رعاه الله بتحويل تحدي القراءة العربي إلى تحدٍ عالميٍ، داعيًا الجاليات العربية في المهجر وفي كل بقعة للانضمام لمسيرة القراءة العربية.

تحدي القراءة العربي يتماهى تمامًا مع منطق الإمارات القائم على نشر ثقافة العلم والإبداع والابتكار، والقراءة اليوم لم تعد ترفا، وإنما ضرورة لا بد منها في معركة التنمية ومسار التطور الفردي والاجتماعي وبناء الأمم. ولا تنسوا أننا في عصر اقتصاديات المعرفة.

وبهذا المنطق، منطق الإمارات وسلاحها البنّاء، يصبح طبيعيًا جدًا أن يكون لدينا وزراء للذكاء الصناعي والمهارات والعلوم المتقدمة والأمن الغذائي، لأن من يدرك قيمة العلم في الحياة والعمل والاقتصاد هو أول من يجعله ركنًا أساسيًا من أركان الحكم والتنمية.

نعم، لدينا سلاح نجيد استخدامه، وها نحن ننشره بكل الحب في عالمنا العربي. وأنعِم به من سلاح، هذا السلاح الإماراتي.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط