الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفكر الإرهابي إلى أين؟


دماء منثورة علي بقع متعددة من أرض المحروسة شمالًا وجنوبًا شرقًا وغربًا، أصبحت تتكرر بشكل ملحوظ يجب التوقف عنده والحذر منه .. كيف تحولت القلوب إلي العداوة الواضحة حتي يتم استهداف كل من الجيش والشرطة بهذه الصورة الدامية وبشكل مستمر... جماعات متعددة تحمل فكر إرهابي تنتشر علي الحدود وتحاول أن تتوغل في قلب مصر لتثير الفتنة والاضطراب . عداوة ملحوظة تزرعها بعض الجهات تجاه كل من يحمي هذه الأرض المباركة.

الدماء تنتشر مع زيادة توغل هذا الفكر الإجرامي الذي لم نعد نستوعبه من كثرة ما يحدث من مآسي و كوارث
ومحاولات جسيمة لإيقاع هذا الوطن في فخ الانفلات الأمني.. وما زال مع الاسف بعض منا يتعاطف مع هؤلاء.. قتلة حماة الوطن والمتسبب الأساسي للفوضي... لا نستطيع السكوت عن تكرار تلك الأحداث وعدم التوقف عندها بكل تدبر وتفكير.

من المؤكد أن الموت في سبيل الله وفِي سبيل حماية الأوطان هي أشرف الطرق للموت وأحسنها ولكن لا نستطيع إغفال الضرر الواقع علي الجميع من هول الأحداث الدامية التي أصبحت تتكرر بشكل ملحوظ .

ويظهر المحللون كُلُّ كما يترائي له، البعض يذكر الواقع الأليم وآخرون يُبْدِعون في تهويل الموقف حتي يثيروا سخط الكثيرين من أفراد الشعب المصري وأخرون يستغلون الأحداث لنقل صورة دامية للمجتمع الغربي والعالمي حتي تظهر مصر في موقف البلد غير الآمن الذي يزداد فيه الأعمال الإرهابية ، والبعض يتعاطف مع الموقف بصورة المبالغة فيظن أن الحياة قد تقف عند هذا الحد ويجب إيقاف كل ما هو آت من مقومات الحياة أمام الأحداث الدامية المتكررة.

نعم كلنا في حزن عميق من هول الدماء المتناثرة ، كلنا قلوبنا تبكي علي أبناء هذا الوطن الذين يُقتلون غدرًا وعدوانًا ولكننا نحيا في مجتمع مفتوح سريع الحركة لا يقف عند شئ مما يحدث عندنا ولكن يُراقبنا بكل هدوء وحذر ليتصيد لنا الأحداث فيهول منها ويوقع بِنا بين البلاد ويضعنا في كادر من البلاد المحظورة التي أصبح من الخطر التعايش فيها ، ويُحِذر كل منهم رعاياه في بلدنا للانتقال منها والهروب من واقعها الذي أصبح أليم.

ويترتب علي ذلك هبوط في معدلات السياحة الخارجية وتراجع في مشاركات مصر في التجارة العالمية ، محاولات لإيقاع وطن بأكمله ذو مكانة دولية مهمة في الشرق الأوسط وتحويله إلي بلد يتحكم فيه الاٍرهاب حتي نقف عن التقدم والازدهار وفقط نفكر في الرد وتحسين الصورة العالمية.

والحقيقة الحياة كدول تختلف كثيرًا عن الحياة كفرد أو مؤسسة قد تحزن الدولة لكنها لن تقف عند الحزن بل ستمضي قُدمًا في محاولات للانتصار علي الحرب الفكرية والدامية والحرب التي تعد من الحروب العالمية وهي القتال بالارهاب عن بعد موجه من بعض الدول دون الخوض في معركة كبيرة قوية تشترك فيها الدول بصورة واضحة . أصبحت الحروب بالتآمر والخديعة والخيانة التي هي العنصر الأساسي لنجاح العمليات الإرهابية المتعددة فلولا الخيانة من الداخل ما نجح الارهابيون في مخططهم وما أُهدرت دماء حماة الوطن.

الغريب في الموضوع هجوم البعض علي كل من الجيش والشرطة حتي في الظروف الدامية تحت مسمي انهم يتعاملون بقوة وحسم دون تفرقة بين الإرهابي والمواطن .

وهنا يجب أن نتوقف عند الحالة النفسية التي يصل إليها الجميع في ظل وجود بعض الخونة فالمواطن البسيط يُشْحَن من كم الإعلام الفاسد الذي يحاوطه ليلًا و نهارًا معلقًا علي الأحداث ومتلاعبًا بالمواقف والكلمات يستطيع بكل بساطة تحويل المتهم إلي برئ والظالم إلي مظلوم كما سبق وحدث في مصر أيام ثورة ٢٥ يناير وما نتج عنه من ظهور كائنات تحت مسمي النشطاء لا وظيفة لهم سوي الاساءة إلي كل من الجيش والشرطة محاولة منهم إرجاع شعبية تلك القطاعات المهمة بالدولة والنيل منهم لمصلحة الخونة أصحاب الأهداف التخريبية .

واذا تناولنا الأمور من الجهة الأخري من جانب كل من الجنود والضباط في كل من الجيش والشرطة نجد أنهم يتعرضون لضغوط نفسية شديدة بين الحذر واتخاذ القرار والحفاظ علي الأمن والسيطرة علي الفوضي ... كل تلك العوامل تؤدي بهم أحيانًا إلي الحسم في الأمور والتعامل بمنتهي القوة ما يأخذه البعض عليهم مع العلم انه إذا تبدلت الأدوار ولعب كل منا دور الاخر لربما يكون ردود الأفعال الصادرة من البعض تكون أشد وأقسي من ردود أفعال بعض الضباط والجنود الذين يتحمل كل منهم المسئولية الأولي في الحفاظ علي أمن وسلامة الوطن.

علي الجميع أن يتفهم الوضع ويتعايش مع متطلبات المرحلة من قوة وثبات فنحن في حالة من الحرب الشرسة الخفية التي تطارد صفاء المجتمع وتعمل علي تفرقته وهدم مؤسساته وجذب الوطن إلي ظلمات الخراب والدمار فعلينا جميعًا التوحد والصبر والاتحاد ومحاولة تخطي الأحزان مهما بلغت شدتها حتي نستطيع الانتصار علي الفكر المتطرف الشرس الذي يطارد وطننا الحبيب.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط