الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إلى المصريين.. أخبرونا بربكم.. ماذا فعلتم بوطنكم...؟


وقف الرئيس السيسي فوق المنصة بمؤتمر دعم الاقتصاد المصري في شرم الشيخ بشهر مارس 2015م ليودع الحضور بكلمة تعلقت بضمير عالمنا حينما أصبحت سطرا من التاريخ وقد اتخذ لها الرئيس أنفاسا وطنية عرفناها من لحن نبرته التي أعادها حول كلمة... بلادي ... بلادي ... ثم بدأ يبوح للحاضرين عن بلاده التي كانت محط رؤية لدولة عظيمة اليوم بكوكبنا فقال ..
في عام 1862 جاء وفد من اليابان ليقف على طبيعة الرقي المصري ويتعلم من التجربة المصرية في النهوض والبناء وتوطين العلم ....!!
فأين اليابان اليوم وأين ذهبت مصر ...؟
وبعد مائة عام بالتمام والكمال في عام 1962 .. جاء وفد آخر من دولة عظيمة ثانية يحتل إبداعها ربع كوكبنا وهي كوريا ليقف أيضا على ملامح التجربة المصرية ..!
فأين كوريا اليوم وبأي قعر قد سقطت مصر ...؟
ولا نغفل أيضا عن حقيقة منسية تحكي لهذا الشعب عن الملوك الذين جاءوا إلى مصر ليتعلمون فيها فيتخرج من مدارسها الملكة صوفيا التى اعتلت عرش إسبانيا بل كان يكفي الطبيب المصري في العهد الملكي أن يعلن عن مصريته لتفتح أمامه أبواب المشافي ومعاهد العلم بلا أي أوراق إضافية تيمنا بعبقريته وتقدمه ...!
فما الذي حدث بربكم ...؟
وكيف إلى الحضيض قد ذهب وطنكم ..؟
ولا سيما عندما يزودنا التاريخ بجملة من الحقائق .. من بينها أنه في ليلة وفاة الزعيم جمال عبد الناصر وبأرقام البنك المركزي المصري ..
كان الجنيه الذهب يساوى 4 جنيهات مصرية ...!
وكان اقتصاد مصر أقوى من كوريا الجنوبية بشهادة البنك الدولي ....
بل بلغ ثمن القطاع العام الذي بناه المصريون فى عهد ناصر 1400 مليار دولار حسب تقديرات البنك الدولي آنذاك ..
وفي ليلة وفاة جمال عبد الناصر كان في مصر أكبر قاعدة صناعية فى العالم الثالث حيث بلغ عدد المصانع التى أنشأت فى عهد ناصر 1200 مصنع منها المصانع الثقيلة والاستراتيجيه والتحويلية ....!!
بل وصل الإبهار المصري في بناء السد العالي درجة أن أصبح أعظم مشروع تنموي وهندسي فى القرن ال20 باختيار الأمم المتحدة الذي يعادل 17 هرم مثل هرم خوفو..!
وانخفضت نسبة الأمية من 80% قبل عام 52 إلى 50% عام 1970 بفضل مجانية التعليم فى كل مراحل الدراسة فجاء إلينا علماء أمثال أحمد زويل و مجدي يعقوب و المشد و مصطفى السيد وسعيد بدير وكثير من العلماء والعظماء في مختلف الفنون والمجالات ...!!
هذه السطور علينا أن نقف أمامها جيدا ونبحث عن أسباب الضمور الذي ضربنا ولن يكون خارجا عن ثلاث ...
أولا - تهاوي الضمير الوطني الذي عمل على توطين الفساد والمفسدين في دولاب الدولة الإداري والإنتاجي بالعهود التالية بعد تراخي الأجهزة الرقابية التى لوثتها الحالة العامة التى تجتاح الوطن ...!
ثانيا - سقوط التعليم في مستنقع الإنشاد والتحفيظ وتهاوي قيمه البحثية والابتكارية وتأخير فضيلة الاحتفاء بالعقل والتفكير مع غياب المشاريع القومية الكبرى التى تستثمر جهود الأمة ...
ثالثا - سيطرة تيارات دينية سلفية على المشروع الثقافي الشعبي فضربت الناس بخرافات طويلة حول طول الثعبان في القبر وليلة الضمة ومسئولية القضاء والقدر عما يحيط بنا من قهر ثم كرس الخطاب الروائي المتخلف أزمة الإرهاب في الوطن ودفع الناس للانشغال بالهوامش على حساب خيارات تأصيل قيم النهضة ومرافقه التطور ...!
وتم تسويق ثقافة المساويك والطرح ... وضرب الشباب بخلافات المتواتر والمنقطع .. وسلامة السند وعلة المتن وتدويل المفاهيم حول علم الحديث وهجر الكتاب المبين ومقاصده الكبرى التى تدور حول الحق والعدل والمساواة وتنقية الضمير وتجويد العمل ....
وانشغل الشعب بالغطاء الشكلي دون اليقين القلبي ...
واستمر تيار الهلوسة في صناعة التخلف الذي ختمها بداعش والنصرة وأخواتهم الشقيقات الأخرى واستمرت الرضاعة من نفس المستنقع المليء بهذا التسييل العام الذي يستخف بالقيم العلمية والعقلية الرصينة التى تعيش على خدمة الإنجاز والحياة .. !!
النظر هنا ضرورة كبرى ...
حتى نتوقف عن إنتاج الموبقات ونقوم من تحت الركام لصناعة ثقافة تجمعنا من هذا الشتات وتسد أبواق التشرد والنفاق ...
لقد كان صوت الرئيس السيسي للخارج .. وأهدافه للداخل .
صوتا أطلقه ليكمل لهم سطورا عن عظمة دوله لن تموت وقد بدأت في النهوض من جديد ..
بينما سطوره للداخل يجب أن تتلقفها مؤسسات الدولة لتحولها لخطط ...
فيتوقف جنون الأوقاف عن منح المنابر لضلال سلفي يزحف
ويتوقف جنون الأزهر الذي يبكي على داعش في الكتاب ويرفض تنقيه كتابها الذي بين أيادي طلابه مما به من خرافات تلوث براءة الألباب ..!!
ويبدأ مع الدولة نهضتها التى تجعل رؤية محمد عبده حاكمه ... أو أقفال أبوابه جاهزة ...
وحتى لا نبدأ طريق تفجره من خلفنا فلول الإرهاب التي تنبت في باحات خلفية للدولة بأموال دافعي الضرائب والمتطلعين للقيام بشأن المستقبل واحتياجاته مما يوجب علينا أن نسرع الخطى باتجاه دولة الحداثة والمواطنة ...!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط