الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جمال خاشقجي .. عندما يفقد الكاتب حياءه وشرفه ومهنيته


جمال خاشقجي … صانع الملاعق ... إذ لا تزال الملعقة تسمى ببعض بلاد الخليج والشام خاشوقه ... ذو أصول تركية … رمى أجداده تسول الفقر مع آبائه إلى القفز على الحدود بحثا عن وطن يعطيهم من ثرائه…. ... أو جوار يمنح ضعتهم وضعفهم بعضا من بهائه .. وقد مكنهم نزوحهم من بلادهم إلى المدينة النبوية بعضا مما أراده صناع الملاعق بتركيا.

وعليه فالرجل لا يملك أصولا وأساسيات ومبادئ الانتماء …فهو تركي بالدم …وأي شئ آخر بالعطاء …لا بأس ان يتحول لسعودي أو قطري أو صهيوني المهم الرجل جاهز دائما ليرتمي بأحضان الجهة التي ستكون صاحبة اليد عليه والجاهزة بخزائنها للعطاء الموفور له.

ساعتها سيظهر ولاءه ويعلن في صفقه وقحة انتماءه ولا سيما وقد ظهر فى عهد كل شئ فيه للبيع … فبدا وقحا كأيامه … منسدلا لسانه كأحباره .. في واقع يعيشه أضحت فيه الأقلام رمز القداسة والمواقف رمز الشهامة أيضا لها أسواق تمارس فيها بالعهر أشواطا للشراء و البيع ..

وساعتها فلا بأس أن يواجه جمال خاشقجي عالمنا في حوار تلفزيوني بجمله تجاريه رخيصة يقول فيها عن مصر، إن شيك بمبلغ أربعة مليارات دولار من قطر لمصر ينهي الأزمة الخليجية.

فالتاجر الشاطر بشرق أوسطنا كخاشقجي هو الذي يتخلص من ضميره المهني بسرعة و يتسلق سور النفاق الأملس كالحرباء بقدره ويتحول إلى سمسار أحبار إن كان من صنف هذا البائس الذى لا يحتمل الفقر مع القيم بعدما فتحت له أبواب الغنى مع السمسرة حينها لا تجد لغته سطورا بل أرقاما … ولا مهنيته مواقف بل اتفاقيات ..وضميره محشوا بالدولارات فلا تدمع عينه على الدم المراق بخرائطنا التعيسة نتيجة لتواطؤ قومه الترك على جثث العرب وخرائطهم و سمعة أوطانهم الضائعة بين تلافيف التآمر والفتنه بل سيصدع للتغطية على عوراته عبر النباح فى متاجر الأسواق على الأوطان الثمينة والعريقة حين يري كل تحرك سياسي أو اجتماعي كأنه مصحوب بدفتر للشيكات التي تعج بها أدراجه.

تقريبا الرجل بلا مؤهل قيمي غير أنه وجد نفسه فى واقع يقدمه ويدفع له ويستخدم لسانه ففتح فمه الكبير ومد لسانه العيي هذه المرة لينال من مصر التي وطأت بنعالها فوق هامة مشروع جماعاته الإرهابية فى المنطقة.

المشروع الذي لا تزال ذيوله تحاول النيل عبر الالتفاف على رقبة أبو الهول التي لا يعرفها خاشقجي المثبتة رقبته فى اتجاه بوصلة من يدفع له فلا تشرئب عيناه للنظر إليه.

وكيف يعرف المأفون أن هنا وعلى لسان يوسف النبي خزائن الأرض التي تطعم كل جوارها وبلا مَن أو أذي وهنا الكساء الذي يذهب لبيت الله لتدور حوله جماعات المؤمنين والمنافقين على حد سواء وبلا تفضل أو إعلان ،
و هنا الطبيب الذي يداوي جراح مرضى من يدفعون له وبلا تأفف أو إرهاق.

إن أمثال خاشقجي ممن يشعرون بمتلازمة عدم الانتماء أو آلام التجاذبات بين وطن ولده وآخر رباه قد جعل رأسه مشدودا عصابته يتنقل مهموما ومنهكا فوق دفاتر الشيكات وحينها يظن واهما أن الأوطان الكبيرة تباع أيضا و تشتري.

وهي الأوطان التي لم تعرف يوما إلا لغة العطاء مالا ودما، الأوطان التي حفظت المنطقة والعالم من أن تعلوا هامتها سواطير الإرهاب السلفي التي يشايعها ويناصرها جمال خاشقجي وحلف مبروم على عصا الإرهاب نداها نباحا يعمل من خلاله وأمامه وخلفه ومعه.

وهو الأمر الذي لم يستطع أن يخبئه كمدا وحسره فذهب لإهانة مصر بما يعتقد أنها تُشتري بأربعة مليارات قطريه بعدما داست قدم شبرا على الدوحة وإلا فلا مجال لأن نضع الكبار بموازاة الأقزام … فتلك نقيصة تأباها السطور الشريفة ..

لا يعرف خاشقجي فالرجل جاهل لا يدرك أن قوة العراقة وبأسها بشارع قروي واحد فى مصر يطعم مما تنتجه الأرض ويستر نفسه من أقطانها و يشرب من نيلها هو أكثر ثراءً وغني من ثروة بدويه طارئة وأنه أشرف من إمارة تحولت بالاحتلال الأمريكي إلى مستعمرة لا تملك قوت يومها ولا زمام قرارها …. و ليس لديها ما تسد به حاجتها.

لم نكن نعرف أن شرف المواقف التي اتخذتها مصر فى مواجهة الإرهاب من الممكن أن تفقد الكاتب حياءه ومهنيته إلى هذه الدرجة وتريق أحباره على أفكاره فيظهر قبيحا كما بدأ خاشقجي وهو يتطاول بسفه غير مسبوق على القاهرة التي قهرت مشروعه الإرهابي ومن خلفه ومصممه للوصول إلى المعادلة الصفرية مع الإرهاب وسدنته فى كامل المنطقة و العالم … وسنرى.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط