الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

النظام العربى ...نظرة من الداخل


كانت الإجراءات الأخيرة التى اتخذها النظام السعودى وعلى رأسه الملك سلمان هى الدافع الرئيسي لكتابة ورصد الحالة التى وصل إليها النظام الإقليمى العربى.

هذا النظام الذي يواجه تحديات كبيرة اليوم وغدا فى ظل حاﻻت عدم اﻻستقرار التى تسيطر على الدول العربية منذ يناير 2011 هذا التاريخ الذى يشهد على التغييرات التى طالت بعض القوى الإقليمية العربية وساهمت فى وجود حالة من اﻻنقسام.

صحيح أن النظام الإقليمى العربى يعانى من عدم الفاعلية ونقص التعاون واﻻنقسام ويكفى للتدليل على ذلك الموقف العربى الباهت من القضية الفلسطينية وأقصد هنا تباين الرؤى حول القضية الأولى فى الشأن العربى الذى يعانى من... ظروف وأجواء صعبة للغاية على المستوى الإقليمى والدولى. 

وتعانى الدول العربية من موجة عدم اﻻستقرار نتيجة الثورات العربية التي حدثت فى عام 2011، ومن قبلها سقوط بغداد وتزايد النفوذ الإيراني في العراق بشكل ﻻ يقبل التشكيك، هذا النفوذ تدعمه رايات مذهبية والمشهد بكامله اﻵن فى العراق يدعم التقسيم أو على الأقل الوﻻء التام لإيران التى أصبحت توجد فى كل شبر في الأراضى العراقية وتؤكد ذلك قواتها فى الموصل والرايات السوداء والحمراء التى تعلن الوﻻء الدينى والمذهبى لإيران الشيعية.

ومن قبل العراق لبنان الذى يعتبر رأس حربة للنظام الإيرانى فى المنطقة وجيش حسن نصر الله يؤكد ذلك.

وفى الخليج زاد النفوذ الإيرانى فى اليمن من خلال دعم ميليشيات الحوثيين الشيعية حتى مع اندﻻع الحرب لم تستطع دول التحالف العربى حسم معركة اليمن حتى اﻵن تلك البلد العربى الذى يتمتع بأهمية جيو استراتيجية، ولم يتوقف التمدد الإيرانى عند ذلك فقط بل طال المصالح المصرية بمحاولتها الوصول إلى بديل اقتصادى يعطل عمل قناة السويس وتقوم بعمل دراسات لبدائل محتملة لقناة السويس لذلك تسعى للنفاذ إلى البحر المتوسط وكذلك البحر الأحمر للإضرار بمصالحنا وهذا ليس غريبا فى عالم السياسة.

الغريب هو عدم اﻻهتمام بتلك التحركات الميدانية التى تعلن وبوضوح عن مطامع إيرانية فى دولنا العربية ويجب أﻻ ننسى نفوذها المتزايد فى سوريا وحفاظها ومعها روسيا على بقاء الأسد ونظامه حتى اﻵن.

لذلك فالتحديات أمام الدول العربية وخاصة دول الخليج أراها صعبة وممتدة وخاصة مع وجود دعم إقليمى ودولى يمول ويدعم عدم اﻻستقرار الذى من شأنه تدعيم التواجد الدولى فى دولنا العربية ....وما أن يحدث ذلك وﻻ أتمنى حدوثه مطلقا تصبح السيادة العربية منقوصة ولذلك ينبغى التكتل وعدم اﻻلتفات كثيرا لما يفرقنا ودعم واتخاذ القرارات التي تدعم اﻻستقرار ﻷن المستقبل قد يحمل نيران صراع مذهبى.

وﻻبد من دعم القوى الإقليمية العربية وخاصة السعودية ومصر حتى تكون درعا وسيفا أمام كل محاوﻻت النيل من اﻷمن القومى العربى الذى أصبح على المحك فى ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة الصعوبة لأن تلك الظروف التى تفرض واقع التعاون الخليجي والعربي اﻵن قبل أى وقت سابق.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط