الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البابا مع رواد الفضاء .. والأزهر مع السلفيين ..!


دعونا نعطي فرصة للتأمل كي يتخذ بعض المسارات بيننا فلربما يكون قادرا على كسر بعض النوافذ المغلقة أو ثقب بعض الجدر الصلبة التي تحاصرنا مانعة عنا سيل أشعة المستقبل الساطعة ..

المشهد الجديد تبثه قناة دوليه حول حدث فريد وقع في النصف الشمالي من كوكب الأرض برحاب الفاتيكان حيث مقر البابا الإنسان فرنسيس بابا الكاثوليك السادس والستين بعد المائتين .. السلام لروحه الطيبة ...

وعلى كرسي منفرد وطاولة بسيطة وطلة يحاوطها البهاء والضوء أراد البابا أن يخترق أفكار التراث ليصعد إلى أفق البينة التي حجبوها ولا زالوا عنا بالشرق التعيس خلف غبار التدليس والتهميش والتخويف الذى أرعبونا به من أصوات الضجيج وغبار المدن التي تسقطها داعش ومن خلفها كتاب الفتاوي واللحى الممسوسة بالجنون الغاوي...

وسط هذه الأجواء البابوية البسيطة والتي نشرت روح الأمل .. وحمامة سلام تلتمس ضياءها من رداء أبيض ووجه متسامح متأنق يواجه به البابا عالمه الإنساني المنصت له ..

وأمام شاشة كبيره واضحة الدلالة أمامه جلس حيالها بابا الفاتيكان بأواخر أكتوبر 2017م ليجري مكالمة مباشره مع رواد الفضاء بالرحلة رقم 53 ليسألهم ويشعروه ... ويستحث مواهب الروح وما يتدفق بوعيهم كي يخبروه .. ويأخذهم إلى مشهد نفتقده نحن على الأرض وهم بمركبة فضاء ينظرون لكوكبنا من خارجه.. ويرون الأرض من السماء ... ويتضاءل حولهم كل شيء في هذا الكوكب الكبير والمثير ... وتلتحم بينهم أخوة اللحظة وأخوه المصير رغم اختلافهم دينا ومكانا وجنسية فالفضائيون على المركبة من أمم مختلفة وحدتهم لحظة المحبة والتسامح والهدف والتي حاول البابا أن يثيرها في نفوسهم ... !

ومن هنا ذهب هكذا حوار بابا الفاتيكان معهم وهو البصير بما يفعل والمعني بما يقصد والرسول ببشارة يريد أن يزفها للعالم بموقف ذي مغزى لعل البعيد والقريب والمشتبك في أزماته يعتبر ..!!

الفيديو تم نشره في 26‏/10‏/2017 وفيه أجرى البابا فرنسيس مكالمة مرئية مع رواد فضاء الرحلة 53 لناسا وهذه مقتطفات من المحادثة :

البابا : وأنتم تتأملون الكون اللامحدود ألا يجعلنا هذا نفكر في أسئلة عديدة منها من أين أتينا وإلى أين نذهب؟
من خلال تجاربكم كونكم رواد فضاء و تجربتكم في الفضاء الخارجي ماذا تعتقدون عن مكان الانسان في هذا الكون ؟؟

رد عليه أحد رواد الفضاء وهو مهندس إيطالي : ... سيدى إنني هنا كمهندس محاط بآلات وحواسيب ومعلومات تقنيه وتجارب .. مهمتي هي جمع المعلومات والعمل على الحفاظ على كفاءة المعدات .. ولكن حين نبدأ بالحديث عن هذه الامور الباطنية أجدنى متحيرا وأعتقد أن هدفنا هنا هو معرفة ذواتنا وملء عقولنا بالمعرفة ونفهم ما يدور حولنا ولكن على الجانب الاخر فالشيء المثير هو أننا كلما زادت معارفنا كلما أدركنا قلة ما نعرفه ..!

بهذه اللحظة التقط البابا طرف الخيط مشيرا إلى لوحة مستوحاة من الكوميديا الالهية لدانتي والمكتوبة في القرن الـ14 واللوحة مستوحاة من قصيدة شعرية تدور حول أن الحب هو القوة التي تحرك الشمس وما حولها من النجوم و سألهم وهو يشير للوحة ما رأيكم في كون المحبة قوة تحرك الكون ؟؟

رد عليه رائد فضاء روسي وأخبره عن كتاب صوتي يسمعه عن رواية le petit prince للكاتب الفرنسي انطوان سانت اكسبيرى وتدور حول ذلك الطفل الصغير الذى يسعى للتضحية بحياته من أجل الحفاظ على صديق عمره وكيف أنه كان يفكر في نفس المعنى أن الحب هو الذى يعطى القوة حتى في أصعب القرارات والتي منها التضحية لصالح من نحب .

ثم سألهم البابا عن السبب الذى جعلهم يصبحون رواد فضاء ؟

أجابه رائد الفضاء الأمريكي أن ما يعطيه السعادة كل يوم هو قدرته على الرؤية الخارجية للأرض كما يراها الله .. لا يمكن لمرء أن يصعد هنا و يرى جمال الأرض الذى لا يمكن وصفه ولا يشعر إلا أن روحه قد لمسها الله !..
وأضاف كلما رأينا السلام والصفاء والهدوء لكوكبنا من بعيد .. حيث لا حدود لا صراعات فقط سلام ...نتمنى أن
نعطى مثالا بتواجدنا معا بالفضاء على ما يمكن تحقيقه لو تعايش الكل فى سلام ..

رد عليه البابا: لقد نجحت في فهم أن الارض فى غاية الهشاشة وسهل أن يتم تدميرها بالأفعال الشريرة ..
...... نكتفي بهذا القدر

لنحول وجهنا للشرق التعيس الذى لا زالت السلفية بشيوخها تصدر فتاوي تقول بأن الأرض مسطحة بل وتكفر من يؤمن بالحقائق العلمية التي تقدم دلائلها المبهرة حول كروية الأرض بل ذهب غيهم إلى إدعاء سمج يزعم أن رحلات ناسا ما هي إلا أفلام هوليوديه بعيدا عن الحقيقة ...!!

هذا الشرق الغارق بين الأشلاء والدماء قد فقد وجهته تماما بعدما سلم لمثل هذا الفكر الكرائهي المأفون رايته ...
للدرجة التي تُركت فيها مقاعد الأستاذية في جامعة الأزهر ومعاهده ومدارسه ومناهجه بيد صبيان السلفية التي تخرج لنا كل يوم عقولا جاهزة للانفجار ومؤهلة لحمل السلاح إذا وجدته لإثارة الخراب في الأرض دون أن يكون هناك إرادة سياسية بصيرة بالمخاطر تبدأ وفورا إلغاء ما يسمى بالتعليم الديني وفرض مناهج معاصرة تتحلق حول الحقيقة البنت البكر للمستقبل إن كان لنا في التزاوج معه من حاجة..

فإلى متى ندور حول داعش وتوابعها الفاسدة بينما بابا الفاتيكان بألقه وتألقه يتواصل وهو بمكتبه الأنيق وبكل بساطة مع رواد الفضاء ليرسل للعالم بشارته بضرورة العيش معا في سلام ومحبة..؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط