الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السلام.. الخيار الأمثل


كانت تصريحات سعد الحريرى، رئيس الوزراء اللبنانى، أمس كاشفة لبعض اﻷمور على الساحة السياسية العربية، وكانت تلك التصريحات تعبر عن رأيه السياسى والمتمثل فى إحساسه بعدم شعوره باﻷمن فى لبنان ويقصد أمنه الشخصى، مضيفا أنه يحمل هموم كل مكونات الشعب اللبنانى حتى حزب الله الذى يعتبره أحد تلك المكونات شريطه التزامه بدوره السياسى فقط!!!!

إلى هنا نتوقف ونذهب إلى مناقشة بعض الأمور والتغييرات على الساحة العربية والخليجية، حيث تشهد الساحة السعودية تغييرات أراها حادة، خاصة على الصعيد الداخلى والإقليمى وعملية اﻻعتقاﻻت الأخيرة واعتراض صاروخ حوثى تم إطلاقه على الرياض يؤكد أن الخليج العربي في حالة من عدم اﻻستقرار كنتيجة طبيعية لتزايد النفوذ الإيراني وعدم استقرار دول الجوار، خاصة لبنان واليمن وسوريا والعراق، ما أدى فى النهاية إلى وجود ما يشبه عملية شد الأطراف بين السعودية وإيران، وأتمنى أﻻ تصل أبعد من ذلك.

وعلى الرغم من سخونة الأوضاع وتوقعات البعض بأن المنطقة على حافة الحرب وتجهيز البعض لميدان المعركة فى لبنان على أساس أن السعودية تريد مواجهة إيران لتزايد نفوذها إلى حد تهديد الأمن الخليجى.

وعلى الرغم من كون حزب الله فى لبنان يمثل الذراع العسكرية إيران ويمثل قاعدة شيعية ذات نفوذ فى الشام، فإننى أميل إلى وجهة النظر التى تتبناها مصر وهى تغليب السلام على أى خيار آخر، ويشهد على ذلك سعى مصر الدائم لتحقيق التهدئة في سوريا.

ولم يعد خافيا على أحد أن العراق تم تسليمها للحوزة الإيرانية التى ساهمت فى خلق النعرات الدينية وعدم اﻻستقرار الممتد لسنوات طويلة منذ اﻻجتياح الأمريكى للعراق، ولنا فى ذلك عبرة، حيث أصبحت دولنا العربية مطمعا لكل الدول الكبرى وعدم استقرارها يعنى فى أبسط صورة تزايد النفوذ الخارجى وخضوع الحيز الجغرافى العربى للعبث من تلك الدول التى ﻻتريد سوى مواردنا والحفاظ على مسارات التبعية وفرض الوصاية لذلك تسعى لخلق حالة من الصراع.

تلك الحالة هى فى الحقيقة صراع على مناطق النفوذ وكأن التاريخ يعيد نفسه ودليل ذلك ما تشهده الساحات السورية والليبية واليمنية والعراقية، بالإضافة إلى التوتر فى سائر الدول والذى يعكس الصراع الحقيقى بين الدول الكبرى، خاصة روسيا والوﻻيات المتحدة الأمريكية.

لذلك فأى صراع أو حرب ما هو فى الحقيقة إﻻ حروب بالوكالة عن تلك الدول والخاسر الوحيد الدول والشعوب العربية.

ورسالتى إلى صانع القرار فى الدول العربية ﻻبد من تضافر الجهود من أجل منع أى صراع محتمل وبذل المزيد من الجهد والتنسيق لمواجهة التمدد الإيرانى، وﻻ خيار آخر سوى المزيد من الفاعلية والوحدة ومحاولة العودة من جديد إلى رصد التجارب السابقة ومواجهة من يخرج على الإجماع العربى بمنتهى القوة وبخطوات مدروسة ليس من بينها التهور أن زمن حسم المعارك والحروب أصبح من الماضى فى ظل انتشار تجار الدم والسلاح فى الدول الكبرى، لذلك يجب أﻻ نقع فى فخ السقوط فى حرب محتملة إﻻ إذا تم فرضها علينا.

صحيح أن إيران تسعى ولديها أهداف واضحة للجميع إﻻ أن رسالتى تمثل دعوة للسلام بعيدا عن طبول الحرب والخراب التى أراها تُقرع منذ أسابيع معادلة صعبة للغاية لكن ﻻبد من تغليب السلام عن أى خيار آخر، خاصة فى تلك اللحظات الصعبة والحرجة التى نعيشها اﻵن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط