الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من رواد المدرسة البيانية في التفسير عائشة عبد الرحمن "حياتها"


الدكتورة عائشة عبد الرحمن - بنت الشاطئ - تلميذة الشيخ أمين الخولي وكانت أقرب تلاميذ الشيخ تطبيقا لمنهجه في تفسيرها "التفسير البياني".

مولدها والبيئة التي أحاطت بها:-
ولدت الدكتورة عائشة عبد الرحمن عام 1913م في بيت جدها لأبيها الشيخ إبراهيم الدمهوجي الكبير وفي بيت عرف باليسر والغني. ووالدها لم يكن من أبناء دمياط – التي تربت بها – وإنما ولد في قرية "شبرا بخوم" من ريف المنوفية، وأمضي بها طفولته، و حفظ القرآن الكريم، وجوده، ثم أغراه عالم القرية الشيخ يوسف شلبي لطلب العلم، فنزح إلي العاصمة مع عدد من رفاقه المجاورين، ونال شهادته التي عين بها مدرسا بمدرسة " دمياط الابتدائية" الأميرية للينين، وكان له من طريق التصوف باع، فعكف علي دراسته إلي المدى الذي جعله ضاق بالتعليم العصري في المدرسة الابتدائية؛ فسعى حتى نقل منها إلي المعهد الديني في جامع البحر، وأخذ مكانة بين شيوخ المعهد. وتزوج أم الدكتورة عائشة عبد الرحمن ولعل الذي زكاها لديه، دون غيرها من بنات دمياط ، أنها حفيدة الشيخ "الدمهوجي " الذي كان شيخا للجامع الأزهر، وكان لهذا الموروث الثقافي أثره الواضح في إشعال حب الثقافة عند الدكتورة عائشة عبد الرحمن، وترغيبها في العلم و التعلم.

تعليمها:-
تعلمت الدكتورة عائشة عبد الرحمن في كتاب القرية بعد أن سلمها أبوها إلي الشيخ "موسي" ليحفظها القرآن الكريم، غير أن دراستها الجادة المنظمة، لم تبدأ إلا صيف عام1918م وهي السنة الخامسة من عمرها.

ورغبت الدكتورة عائشة عبد الرحمن منذ صباها في مواصلة التعليم و لكن تحت تأثير الموروث الثقافي الحائل عن خروج الفتيات من البيت بعد سن البلوغ، فجاءها الرد، حازما حاسما:"بأن بنات المشايخ و العلماء لن يخرجن إلي المدارس الفاسدة المفسدة، وإنما يتعلمن في بيوتهن " وتدخل الجد لحسم الموقف، فمازال بوالدها حتى انتزع موافقته علي التحاقها بمدرسة "اللوذي للبنات "، وأخذت الظروف الاجتماعية تقف أمامها عائقا عن تعليمها لولا بعض التدخلات التي كانت شفيعة لها عند والدها الذي رغب في إبقائها في المنزل عن الخروج منه.

فإرادة الله جعلت الفتاه تتدرج في مراحل التعليم فتقدمت من المنزل لامتحان كفاءة المعلمات سنة 1929م ثم الشهادة العامة الابتدائية عام1931م، و الكفاءة الثانوية عام 1932م، و البكالوريا عام 1934م دون أن تلتحق بمدرسة بهذه المرحلة، ثم وصلت إلي الدراسة الجامعية في قسم اللغة العربية كلية الآداب جامعة القاهرة فنالت درجة الليسانس الممتازة في اللغة العربية سنة 1939م ،و الماجستير في الأدب عام 1941م ، و الدكتوراه في الأدب تخصص نصوص عام 1950م.

وقد تدرجت في المناصب الجامعية من معيدة بقسم اللغة العربية سنة 1939م ، ومدرس مساعد عام 1942-1944م، ثم مدرسة بجامعة عين شمس سنة 1952م وأستاذ مساعد سنة 1957م، ثم أستاذ كرسي اللغة العربية وآدابها سنة1962م، حتى أستاذا للتفسير و الدراسات العليا بكلية الشريعة جامعة القرويين سنة1970م.

فأبرزت الدكتورة عائشة عبد الرحمن إرادتها حيث تحملت ما لا يتحمله أولو القوة من الرجال فقد كانت تصارع معتقدات بيئة حرمت علي الفتاة الخروج من المنزل للحصول علي العلم، محطمة للمعتقدات الموروثة الهادمة، وهذا يبين مدي القوة و الإرادة التي تحلت بها الدكتورة عائشة عبد الرحمن للوصول إلي هذه المكانة السامية.

اتصالها بالصحافة:
بدأت صلة الدكتورة عائشة عبد الرحمن بالصحافة في سن مبكر، عندما كانت تقرأ الصحف لجدها القعيد، فأعجبت بالصحافة و رغبت في العمل الصحفي، و أخذت تراسل بعض الصحف الكبرى و منها مجلة "النهضة النسائية "، حتى استطاعت الاتصال بالسيدة الجليلة " لبيبة أحمد" التي استغنت عن خدمة رئيس التحرير الأستاذ "محمد صادق عبد الرحمن " و مدير الإدارة "السيد عقل " و عهدت إليها في القيام بعملهما معا من عدد أكتوبر سنة1933م، وقد أدركت بفطنتها حاجة الدكتورة - عائشة عبد الرحمن – إلي مورد إضافي؛ كي تستعين به علي مواجهة نفقات تعليمها لكي تعفي أمها من المبلغ الذي تقتطعه لها من نفقات بيتها المحدود المتواضع.

وكانت أضواء المجد الأدبي تلوح علي أفقها، منذ نشرت لها "جريدة الأهرام " في صفحتها الأولى مقالاتها عن الريف المصري وقضية الفلاح، وقد توثقت صلتها بالجريدة الكبرى من يوم أن أرسلت إليها مقالتها الأولى، في سنة 1935م، فلم تكتف بنشره في صفحتها الأولى، بل اتصل بها سكرتير التحرير الأستاذ "نجيب كنعان" يدعوها لمقابلة صاحب الجريدة "جبرائيل تكلا بك " الذي رحب بها و ضمها إلي أسرة التحرير، بتوجيه من الأستاذ "ألصون الجميل ".

لقاؤها بالشيخ أمين الخولي:-
وكان لقاء الدكتورة عائشة عبد الرحمن بالشيخ أمين الخولي ذا طابع خاص يحمل في طياته نظرات الإعجاب الشديد من الدكتورة لأستاذها حيث أعجبت بشخصيته وعلمه، وامتد هذا الإعجاب إلى استيعاب دروسه، ومنافسة أقرانها للتفوق في إثبات قدرتها علي استيعابها أكثر من أي طالب آخر.

وكانت الدكتورة متأثرة بأستاذها في كل ما كتبه؛ متأثرة بمنهجه وجبروت منطقه علي حد تعبير الدكتورة نفسها، فتطيل الوقوف عند كلمة حتى تلمح سرها، وهذا ما مهد السبيل للدكتورة عائشة عبد الرحمن لأن تكون أقرب تلاميذ الأستاذ الخولي تطبيقا لمنهجه التفسيري فأنتجت الكثير من الأعمال التي تؤصل لمنهج "المدرسة البيانية " في التفسير و نخص بالذكر الدراسات القرآنية منها:-
-القرآن وقضايا الإنسان دار العلم للملايين، بيروت.
- الشخصية الإسلامية دراسة قرآنية دار العلم للملايين، بيروت.
- مقال في الإنسان دراسة قرآنية دار المعارف بالقاهرة.
- القرآن و التفسير العصري دار المعارف بالقاهرة.
- الإعجاز البياني للقرآن ومسائل ابن الأزرق :دراسة قرآنية لغوية و بيانية . دار المعارف بالقاهرة
- كتابنا الأكبر منشورات جامعة أم درمان الإسلامية
- التفسير البياني للقرآن الكريم المجلد الأول و الثاني ، دار المعارف بالقاهرة.
ويعتبر الأخير العمل المطبق لمنهج أمين الخولي الذي قام بوضع أسسه المنهجية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط