الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منتدى شباب العالم.. ومبادرات أخرى


جاء من أجل السلام والإبداع والتنمية، ليكون منصة فعالة للحوار المباشر بين الدولة المصرية بمؤسساتها المختلفة والشباب المصري الواعد الذى يطمح فى بناء مستقبل أفضل لوطنه، وفيه نوقشت قضايا وموضوعات تهم مختلف الفئات الشبابية حول العالم، من خلال جلساته، عبر فيها شباب العالم عن رؤاهم، طارحين أفكارهم متبادلين تجاربهم.

عن المؤتمر الوطنى للشباب "منتدى شباب العالم بشرم الشيخ"، والذى أقيم تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، وعقد في الفترة من 4-10 نوفمبر الجارى" أتحدث سلفا.

والمؤتمر الوطنى للشباب "منتدى شباب العالم بشرم الشيخ" يأتي تتويجا لإعلان ودعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي في أبريل 2017 بختام المؤتمر الوطنى الرابع للشباب بمدينة الإسماعيلية، مشاركته للشباب المصري فى دعوة أقرانهم من مختلف دول العالم للمشاركة في منتدى شباب العالم، لينقل للعالم رسالة سلام وتنمية ومحبة من أرض مصر.

ومبادرات ومنتديات الشباب فعاليات عظيمة الأهمية بمكان، إذا ما أحسن استغلالها وتوظيفها توظيفا حقيقيا فعالا يخدم قضاياهم، ويبعث فيهم روح الأمل والحياة، في أن هناك من يقدرهم ويعنى بشأنهم، ويؤمن بهم وبدورهم في مبنى جسد الوطن على اختلاف مكانه وزمانه.

أيضا لا نغفل مبادرة البرنامج التأهيلى لتأهيل الشباب للقيادة التى اطلقها رئيس الجمهورية فى الثالث عشر من سبتمبر عام 2015، وجعلها تحت رعايته شخصيا، والتى يهدف منها إنشاء قاعدة شبابية من الكفاءات القادرة على تولى المسؤولية السياسية والاجتماعية والادارية فى الدولة، من خلال تأهليها بأحدث نظريات الإدارة والتخطيط العلمى والعملى، واختبار قدراتها على تطبيق الاساليب والطرق الحديثة بكفاءة عالية، لتكوين نواة حقيقية لمجتمع يفكر ويتعلم ويبتكر.

من المبادرات المثمنة الناجحة أيضا -والتي شاركت برأيى فيها لإحدى الجرائد مؤيدا ومشددا على أهميتها- المبادرة المباركة التي اطلقها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والتي تتمثل في فتح الأزهر أبوابه للشباب لتلقي اسهاماتهم الفكرية ومقترحاتهم المستنيرة من أجل دعم رسالة الأزهر في نشر ثقافة السلام الاجتماعي على المستوى الوطني والاقليمي والدولي، وترسخ للمفاهيم الصحيحة للدين الاسلامي في عقول الناشئة لحمايتهم من الاستقطاب الفكري.

حيث تنمى وتفتح تلك المبادرة وغيرها أفق كل من القادة ومتخذى قرار الشأن الشبابى، وتعرفهم ماذا يريد الشباب بالفعل وعن قرب؟، وتشعر شبابنا أنهم محور الاهتمام والتركيز من قبل مؤسستنا الدينية والرئاسية وفى شتى المجالات، كما أن مناقشة هذه المقترحات في حوار مجتمعي جماهيري بين الشباب والعلماء من كافة التخصصات، تضع لنا ورقة علاج أصيلة تؤخذ من فم من يعانى مشاكل فكرية أو دينية او سلوكية أو مهنية أو قومية منهم، فيكون الدواء مناسبا تماما للداء الذى يعانى منه الكثير من شبابنا.

ثم أطلاق مجموعة من الشباب، مبادرة تحمل شعار «غيَّر.. تتغيَّر»، تسليطا للضوء على النماذج المؤثرة إيجابيًا لتغيير المجتمع نحو الأفضل، خلال جلسة محاكاة الدولة المصرية في اليوم الختامي للمؤتمر الوطني الدوري الثالث للشباب بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي بالإسماعيلية، في السابع والعشرين من ابريل الماضى، حيث يهدف ويسعى هؤلاء الشباب إلى تشجيع أقرانهم على استثمار الوقت، واكتشاف قدراتهم، وبث حالة من الأمل والتفاؤل في المجتمع المصري، عارضين نماذج لشباب قاموا بأعمال جليلة وإيجابية، وأصروا على النجاح رغم كل الصعوبات في العديد من المجالات الإنسانية والاجتماعية والتكنولوجية والاقتصادية، وكل ذلك توازيا لتأكيد وتشجيع الرئيس السيسي المتواصل لهم ، بقوله: "الشباب أمل مصر.. وهنسلمكوا البلد في أقرب فرصة".

كما أذكر وأشيد بتنظيم لجنة خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة الأزهر بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة عدد من الدورات التدريبية حول تنمية روح المواطنة وتعزيز الشعور بالهوية المصرية والقومية لدى الشباب وتعرفيهم حقوقهم وواجباتهم، وتشجيعهم علي مثل تلك المبادرات الإيجابية تجاه مجتمعاتهم، والتي عقدت في عدد من الكليات منها اللغة العربية والعلوم والإعلام والتجارة.

ومبادرة ''شباب من أجل مصر'' التي أطلقها الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة السابق، وشكل لجنة لإدارتها برئاسته فى 17 أكتوبر 2016، تهتم المبادرة بحل مشاكل الطلاب والطالبات والاهتمام بهم سواء داخل الجامعة أو خارجها، وتدريبهم على مهارات مهنية ودراسية، ومبادرة الرائد الجامعى "شباب مصر أمل مصر" لجامعة المنصورة فى التاسع من فبراير الماضى، ومبادرة النائب علاء عابد رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب "وطن يتسع الجميع ومساواة بلا تمييز" في التاسع عشر من يوليه من العام الجارى، ودعوته للأزهر والكنيسة لتبنى تلك المبادرة للحوار مع الشباب لمعرفة مشكلاتهم الفكرية، وتوجيههم بالخطاب المعتدل الوسطى لقبول الآخر، وغيرها من المبادرات التى تصب فى المصلحة الحياتية والمهنية والتنموية والمستقبلية لشبابنا.

رؤيتى أن هذه المبادرات يمكن أن تسفر عن النتائج المرجوة منها، متى وجدت النوايا المخلصة لتنفيذها، وعدم حصرها أمام كاميرات الفضائيات وميكرفونات الإذاعات، فلا بد أن يدعى الشباب الى الازهر ومؤسسات الدولة الأخرى، لتدور مناقشات حوارية جدية يُسمَع فيها للشباب، فى كل ما يعن لهم من قضايا وامور تؤرق فكرهم، وتشتت عقولهم، لا أن يستمعوا هم لتنظير أكاديمى وتربوى لا طائل منه كما أن على الأزهر وعلمائه وكل مسئولي الدولة أن ينزلوا بأنفسهم الى الشباب، فى كل تجمعاتهم، فى المساجد، والجامعات، والمدارس، والمقاهى، والكافيهات، ومراكز الشباب، والأندية، والمصانع، فى الحوارى، والشوارع، والأزقة، وهناك مبادرة غاية فى القيمة السلوكية، والتربوية، والأخلاقية، والحوارية، للمملكة العربية السعودية تسمى مبادرة "فطن"، أرجو أن يستفاد منها فى مبادراتنا تلك.

قناعتى الشخصية أنه يمكن أن تلقى قبولا من الشباب، متى وجدوا اهتماما حقيقيا مفعلا بهم، وبآلامهم وتطلعاتهم المستقبلية، ويستطيع الازهر وغيره من جديد بجهود وإخلاص علمائه الذين ينيرون المعمورة كلها بعلمهم وضميرهم الجمعى الذى لا ينضب، أن يحتضن الشباب كما حدث من قبل، ويستفيد من مقترحاتهم في محاربة التطرف والارهاب بكونهم الفئة الاولى المستهدفة من قبل الجماعات الإرهابية والمتطرفة بالفعل.

وهناك نماذج مشرفة طيبة يحتذى بها لشبابنا المحب لوطنه، البانى له بسواعده الفتية المباركة وأفكاره البيعة المبتكرة، وعزيمته وتوكله على الله حق توكله، أخذت بزمام المبادرة والفعل، كشباب جمعية "لمسة خير" بقرية "الصنافين" بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، والتي كتبت عنها مقالا مطولا ببوابة الأهرام، إعجابا بهم وبتجربتهم الرائدة في تنميتهم لقريتهم ومجتمعهم، دون انتظار مساعدة من أحد، يجمعهم ويوحدهم عشق وطنهم وقريتهم، في تكامل وتكافل ذاتى بناء آتوا حصاده المثمر، ومثل شباب قرية شبرا النخلة بمركز بلبيس شرقية، وتجربتهم التنموية البناءة أيضا.

كل تلك التجارب تصلح لتكون قدوة ومثلا يحتذى في التنفيذ الفعلى لباقى شبابنا، كل في موقعه ومكانه، ليستفاد منها في تلك المنظومة والمبادرات في استغلال شبابنا لطاقاتهم وفكرهم، وبنائهم الفعلى الحثيث الجاد في منظومة التعمير المقرونة بعشق تراب الوطن، والايمان الكامل الممزوج بذلك كله.

وهذا دورنا أيضا نحن الإعلاميين، إيمانا منا وتأكيدا على دور الإعلام التنموى الرئيس الفاعل المؤثر في تبني وتشجيع وإبراز تلك المبادرات وغيرها، وتفعيلها بما تستوجب اهميتها من تغطية لائقة فى كل القنوات القومية، والفضائية الخاصة، وفى الإذاعات، والصحف القومية والمستقلة والحزبية وان يدَع إعلامنا تاركا قضايا ومعارك فارغة تافهة لا طائل منها، تحتل مساحات كبيرة منه، وأن يكون الاعلام ملازما لتك اللقاءات والحوارات والمناقشات، لنكون معول بناء، لا هدم، وهذا دورنا ورسالتنا كقادة رأى تنويرى، يساهم فى علاج الخلل الفكرى والسلوكى لشبابنا حتى نستعيد ونبنى مجتمعنا بجادة الاخلاق وأشرفها وأطيبها بسواعدهم وعقولهم المستنيرة اخلاقيا وسلوكيا وتربويا.. وعلى الله قصد السبيل.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط