الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالمستندات.. لأول مرة شاب من ذوي الإعاقة يطلب التنازل عن الجنسية المصرية.. والمحامي يرد: نسبة قبول الطلب 80%

سمير عبد الهادي الفقي
سمير عبد الهادي الفقي

شاب من ذوي الإعاقة:
معاشي 323 جنيها شهريا.. والحكومة مش مهتمة
ارغب في التنازل عن جنسيتي والانتماء لدولة تصون كرامتي
المحامي محمد ابو ذكري:
الاتفاقيات الدولية لذوي الإعاقة تمنحهم الحق في تغيير جنسيتهم



يواجه الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، في مجتمعنا العديد من التحديات لنيل حياة كريمة، والحصول على أبسط حقوقهم في الحياة، من مأكل وملبس وتكوين اسر خاصة بهم، فضلًا عن الاضطرار إلى مواجهة نظرات الشفقة التي يتلقوها من أغلب المحيطين بها، ليستمروا في الاختباء منها، أو مواجهتها بقلب وعقل رافض هذا المجتمع الذي يحاربهم طوال الوقت دون مبرر واضح.

"اصبحنا منبوذين من مجتمعنا لإصابتنا بإعاقة ابتلانا الله -عز وجل- بها، دون أدنى تفكير في كيفية الاستفادة مننا أو مساندتنا للحصول على حياة بسيطة"، تلك الكلمات التي يرددها الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة ، في محاولات مستميتة لإثبات كينونتهم والشعور بذاتهم، بل ايضا لمواساة أنفسهم.

ينجح البعض من ذوي الاعاقة من التعايش مع المجتمع المحيط، ليتمكن من الحياة وسط ذويه، او تشملهم مراعاة من اسرهم واصدقائهم، لكن البعض يفقد قدرته كاملة في طريقة للبحث عن حياته الضائعة وسط كل تلك التحديات، التي يأتي اقساها عدم معرفته السبب وراء تلك المواجهات النفسية والمادية.

تحاول الحكومة المصرية والمؤسسات، والمجتمع المدني، والأفراد المتطوعون، وغيرهم مساندة الأشخاص من ذوي الإعاقة، بالتزامن من إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2018، عام لهم.. لتحقيق متطلباتهم، ورغباتهم في العمل والمسكن، وفقا لقانون الـ 5% الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن فقد البعض منهم الرغبة في مجرد البقاء في مجتمعنا، مهما بلغت درجة تقديم العون، والاغراءات للبقاء.

يظهر من وسط 15 مليون من ذوى الاعاقة في مصر، شخص في مقتبل العمر، ذو 27 عاما، رافض الحياة في هذا المجتمع، ليتقدم بأول طلب من نوعه بالتنازل عن الجنسية المصرية، مقابل البحث عن دولة وجنسية اخرى يتمكن فيها من الاعتماد على ذاته وتكوين حياته الخاصة، دون الشعور بالرفض منه -على حد قوله -.

نبرة من الحزن الممزوج بالغضب سادت انفاس سميرعبد الهادي الفقى، الشاب العشريني العمر، مصاب بشلل نصفي ايمن، معبرًا عن استيائه الشديد لكل الأزمات التي مر بها، والتي اضطرته في نهائية الأمر لتقديم طلب للتنازل عن الجنسية المصرية والبحث عن جنسية أخرى تكفل له كرامته.

"سنوات قضيتها في محاولات التقدم للوظائف المختلفة في القطاع الخاص والحكومي، ولجأت لوزارة التضامن الاجتماعي، بعد تخرجي من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، لينتهي بي الحال بمعاش شهري 323 جنيها فقط؟!"تلك كانت الكلمات التي صاح بها "سمير" في حديثه لـ "صدى البلد"، مستطردًا " 323 جنيها هيعملوا ايه؟! والحكومة مش مهتمة، بالإضافى إلى عدم وجود اهتمام إعلامي أو ثقافي أو اجتماعي.

وتساءل الشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، أين أملنا في الحياة؟!، وقد كنت عضوا في لجنة الخمسين لتعديل الدستور، وشارك في العديد من الأنشطة المجتمعية، وانتهى بي الأمر بـ 323 جنيها معاشا شهريا، وأنا وأكبر إخوتي وأمي سيدة كبيرة في العمر بحاجة إلى من يرعاها، وأنا هنا بحاجة إلى رعاية.

بعد تفكير كبير توصل الشاب العشريني إلى الحل الأمثل من وجهة نظره للحصول على حقوقه في الحياة، فقد قام بالتواصل مع أحد المحامين لرفع قضية التنازل عن الجنسية ليتم اتخاذ جميع الإجراءات لتحديد ميعاد جلسات في المحكمة للبت في الأمر.

ومن جهتة أكد محمد أبو ذكري المحامي المسئول عن رفع القضية، على أن نسبة قبول الطلب 80%، موضحًا أن "سمير" حاول كثيرًا التقدم لوظائف مختلفة، لكنه دائمًا ما كان يواجه بالرفض المتكرر، ما استدعاه للتنازل عن جنسية والسفر إلى دولة أخرى يعيش فيها ويحيا حياة كريمة، مستقل بذاته.

ويضيف "أبو ذكري" أن كافة الاتفاقيات الدولية تنص على حق الجميع في التنقل من دولة لأخرى، أما الاتفاقيات الدولية لذوي الإعاقة تمنحهم الحق في تغيير جنسيتهم ليس فقط التنقل، موضحًا أنه ليس هناك قانون في مصر يحذر من التنازل عن الجنسية بشكل عام، وخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة فلهم تمييز إيجابي في هذا الأمر، ما يشجع سمير للذهاب للمحكمة لتحديد ميعاد الجلسة الأولى للقضية.