الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«بلومبيرج» تتساءل: «كيف فقد رئيس زيمبابوي السلطة؟».. زوجته كلمة السر طمحت إلى السلطة بمساعدة «مجموعة الأربعين».. والجيش انحاز إلى نائبه المقال

صدى البلد

الجيش لم ينتقد موجابي ولكن "زوجته" و"المجرمون" حوله
إقالة موجابي لنائبه يعني انتصار زوجته ومؤيديها في خلافته
منانجاجوا نائب الرئيس المقال تولى وزارة العدل والدفاع والاستخبارات والأوفر حظا في تولي الرئاسة

انتهى احتكار رئيس زيمبابوي روبرت موجابي للسلطة الذي استمر لـ37 عاما بعد تدخل الجيش، وأشار تقرير نشرته وكالة "بلومبيرج" الأمريكية أنه من غير الواضح إذا ماكان تدخل الجيش انقلابا أم لا، ولكن القوات المسلحة أسرعت بالقول إن تحركاتها لا تستهدف موجابي أو عائلته ولكنها ضد المجرمين حوله الذين ارتكبوا جرائم تسببت في معاناة اجتماعية واقتصادية في البلاد، وتعهدوا بتسليم السلطة فور إنجاز مهمتهم، وهي السماح للمشرعين بالعمل بحسب قواعد الديمقراطية، وحوصر موجابي في منزله حتى الجمعة. 

ولفت التقرير إلى أن كل هذه التحركات في الأيام الأخيرة هي بالأساس حول من سيخلف موجابي، وهذا حفز موجابي على إقالة إمنانجاجوا نائبه السابق، حيث كان ركيزة للأجهزة الأمنية والعسكرية التي ساعدت موجابي على الظهور كزعيم للأمة بعد الاستقلال عن بريطانيا 1980، وتعني إقالته أن زوجة موجابي ومؤيديها ربحوا اليد العليا في معركة السيطرة على الحزب الحاكم، والسباق حول خلافة الرئيس، ولكن التدخل غير المقيد للقوات المسلحة أظهر أين تقع السلطة الحقيقية. 

لم يكن موجابي رجلا عسكريا، ولم يقاتل في حرب استقلال البلاد التي امتدت من 1967 حتى 1979، أما زوجته فقد اختفت من المشهد العام منذ استيلاء الجيش على السلطة، وربما انتهت حياتها السياسية، تزوج موجابي من جريس، سكرتيرته السابقة في 1996 بعد موت زوجته الأولى، ولقبت في زيمبابوي بـ"جوتشي جريس" لنمط حياتها الباهظ، واستغلت منصبها كسيدة أولى لبدء حياتها السياسية، وانتخبت رئيسة للرابطة النسائية للحزب الحاكم، ودعم طموحاتها السياسية فصيل من الحزب الحاكم عرف باسم مجموعة الاربعين، ومن المرجح أن يتم تهميشهم الآن أيضًا.

أما الجهات الفاعلة في الجيش هي: تشوينجا الذي تزعم القوات المسلحة منذ 2004، وقائد الجيش الجنرال فاليريو سباندا، وبيرنسي شيري قائد القوات الجوية، ومنانجاجوا 75 عاما وهو من قدامى المحاربين في حرب استقلال زيمبابوي، وكبار أعضاء الحزب الحاكم، وله دور سياسي رائد، وربما ينتهي إلى أن يصبح رئيس البلاد القادم، وقد ترأس وزارتي الاستخبارات والدفاع والعدل، وعينه موجابي نائبا للرئيس في 2014.

وأشار التقرير إلى أن اقتصاد زيمبابوي في حالة صعبة، وأي تشكيل لإدارة جديدة ستواجه معركة صعبة لإعادته إلى المسار الصحيح، وليس للبلاد عملة خاصة بها، وتستخدم الدولار الأمريكي في عقودها القانونية، وثمة نقص حاد ومزمن في السيولة النقدية، و 95% من القوى العاملة عاطلة عن العمل، ورحل 3 ملايين زيمبابوي إلى المنفى.

أما الحالة العامة في زيمبابوي فهادئة، سيطر الجيش على إعلام الدولة، وأغلق البرلمان وحاصر البنك المركزي، وتمركزت المدرعات العسكرية في وسط العاصمة هراري، ولا يوجد مؤشر على الاضطرابات، ومعظم المحلات التجارية والبنوك مفتوحة، والمطار والبورصة تعملان بشكل طبيعي، وأرجأت جامعة زمبابوي الامتحانات، وحذرت السفارات الأجنبية مواطنيها من مغادرة منازلهم، وتوخي الحذر.