الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السودان الصغير ومصر الكبيرة


لم أعد أفهم ما أهداف النظام السوداني و كيف يدير علاقته مع مصر؟.. فالواضح من تصرفات هذا النظام انه يزايد علي علاقة ابدية وعناصر شراكة لا يمكن علي الاطلاق المزايدة عليها، فهناك روابط انسانية واجتماعية تحتم عليه ان يغض الطرف عن المغريات التي تدفعه الي الاساءة لهذا البلد الكبير الذي يحمل علي ارضه اكثر من 3 ملايين سوداني وإلى حدود استراتيجية ورباط سياسي لم ينقسم عندما استقل السودان عن مصر في مطلع الخمسينيات.

إن هذه المواقف الرخيصة التي تصدر عن النظام السوداني ضد مصر ليس كما يشاع بسبب النزاع علي الحدود كما يروج البشير لشعبه، فالقبائل التي تعيش في مثلث حلايب و شلاتين منذ آلاف السنين تتحرك جنوبا وشمالا تربط الشعبين ببعضهما دون التقيد بهوية معينة.

أما عن موقف السودان في ملف سد النهضة فهو الموقف العجيب الذي سيسجل كوصمة عار في سجل العلاقات السياسية بين مصر والسودان خاصة ان السودان سوف يتضرر اضعاف المرات حال انهيار هذا السد الذي تحاول مصر تقنين أوضاعه بما لا يضر الاطراف كافة وبما يطمئن الملايين من ابناء شعوب اثيوبيا ومصر والسودان وجنوب السودان علي مستقبلهم.
 
إن رفض السودان التوقيع منذ ايام علي التقرير الاول للمكتب الهندسي هو بمثابة ضغط علي مصر لن يفيد، فالنظام السوداني يعرف جيدا ان مصر لن تسمح بأن يعتدي احد علي حصتها من المياه وأن كل الخيارات متاحة حتي وإن ظلت هي وإثيوبيا تنبحان في المحافل الدولية عشرات السنين.

إن السودان الان يحتاج اكثر من اي وقت مضي الي مساندة مصر، فهذه الدولة الشقيقة تتعرض لحال الانهيار الاقتصادي الحاد وتضارب البنوك علي العملة ويأخذ الجنيه السوداني في التراجع يوما بعد يوم الى مدى لا يعرفه أحد.

إن مصر التي وقفت سنوات وسنوات مع السودان في شتي المجالات، لا تستحق هذا الحجم من الكراهية والتآمر من السودان الذي كان يكفيه ان  يبتعد عن ملف سد النهضة إذا لم يكن قادرا علي مقاومة المغريات وستظل مصر كبيرة علي كل من يحمل لها الكراهية وسيظل السودان صغيرا حتى يتخلص من هذا السلوك المشين.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط