الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الخطيب رئيسا للنادي الأهلي


حينما تم تعيين المهندس محمود طاهر رئيسا للنادي الأهلي، لم أكن أعلم الكثير عنه، ولأني مهتما بالشأن الرياضي المصري، وإن لم أكن مستغرقا فيه، فظننت أنه أحد أبطال النادي العريق في إحدى اللعبات التي يطلق عليها اللعبات الشهيدة، لأنها لا تحظى بالاهتمام الإعلامي ولا الجماهيري، وأخذت أستعين بمحرك البحث جوجل، الذي فشل في أن يشفي غليلي، في معرفة المجال الرياضي الذي تفوق فيه المهندس محمود طاهر، وإذا بي يهديني تفكيري في أن الرجل لم يمارس الرياضة وإلا كان قد سبق اسمه لقب الكابتن الذي يحرص الرياضيون كل الحرص، مهما كانت الشهادات العلمية الرفيعة التي حصلوا عليها، على أن يوصفوا بها.

وتوقفت مع نفسي: لماذا افترضت - بل اشترطت - أن يكون رئيس النادي الأهلي المهندس محمود طاهر رياضيا، وأغلب رؤساء الأندية - فريق الزمالك الكبير خير مثال - لم يمارسوا الرياضة، ليس بمصر فحسب، ولكن في العالم أجمع، وبرزت الإجابة واضحة جلية، وهي أن جيلنا في فترة وعيه الكاملة شاهد رؤساء الأهلي رياضيين كبارا، خاصة من نجوم لعبة كرة القدم التي تأسر القلوب وتذهل العقول، والتي يتربع على قمتها، محليا وقاريا ويساهم عالميا، النادي الأهلي، فاعتلى الكباتن: صالح سليم وعبده صالح الوحش وحسن حمدي، كرسي رئاسة أعظم نادي مصري وعربي وأفريقي الأربعة عقود الأخيرة، وحقق النادي في ظل قيادتهم نتائج مبهرة، يصل بعضها ليوصف بالإعجاز، مثلما حقق النادي بطولة أفريقيا للأندية الأبطال في أفريقيا في ظل توقف النشاط الرياضي بمصر بعد ثورة يناير، فكان ذلك كفيلا في أن يرسخ في أعماقي الواعية أن يكون رئيس النادي الأهلي رياضيا، ولم أستسغ غير ذلك، رغم ما تحقق في عهد المهندس محمود طاهر من استكمال واستمرار لإنجازات الأهلي الكبير.

بعد أيام قليلة يحسم أعضاء الجمعية العمومية للنادي الأهلي مصير الانتخابات الأكثر إثارة في تاريخ النادي الكبير: والإثارة تأتي من ضجة إعلامية هائلة نتيجة لترشح أسطورة كرة القدم المصرية محمود الخطيب على منصب الرئيس؛ واسم الخطيب كاف لكي يجعل الإعلام يسعى وراء هذا المحبوب الذي ملك افئدة هواة لعبة كرة القدم؛ ليس على مستوى جماهير الأهلي المُتَيَّمة والعاشقة لأسطورة النادي فحسب، بل من كافة جماهير مصر التي لم تتفق في يوم على لاعب قدر ما اتفقت على "بيبو" الذي ملأ الدنيا وشغل الناس - اقتباسا للمقولة التي أطلقت على شاعر عربيتنا الكبير أبو الطيب المتنبي - وكذلك حاز الخطيب حب الكثير من جماهير الكرة خارج مصر: عربيا وأفريقيا كما فعلت كل المواهب النادرة في الرياضة المحبوبة.

لم يكن فقط ظهور اسم محمود الخطيب كمرشح هو ما أشعل الوسط الإعلامي الرياضي - وغير الرياضي - بل ما تم استخدامه من دعاية لرئيس النادي الأهلي الحالي المهندس محمود طاهر في ظاهرة جديدة، ليس على مستوى الانتخابات في النادي الأهلي الذي يعتز بقِيَمِه وتقاليده فحسب، بل على مستوى الانتخابات في كافة الأندية الرياضية على مستوى مصر بل لا نبالغ إن قلنا على مستوى العالم.
لا أعلم إن كان هناك حد أقصى للدعاية الانتخابية للأندية مثلما يحدث في الانتخابات النيابية أم لا؟ ولا أعلم هل هناك مساحة جغرافية محددة أيضا لمثل هذه الانتخابات من عدمها! وإن لم يكن ذلك منصوصا عليه، فأظن أن المشرع في حاجة إلى ضبط هذه الأمور، بعدما نقلت لنا وسائل الإعلام مبالغات دعائية للسيد المهندس محمود طاهر لم تكن يمكن أن تخطر على بال أحد.

لم نعدم ظهور أساطين المال في مصر بجوار المهندس محمود طاهر، ذلك الذي عكس الحالة الانتخابية وكأنها تنافس بين سطوة المال وقيمة المبادئ التي يتباهى بها المنتمون للقلعة الحمراء.

سقطت قناة النادي الأهلي في هذه المنافسة الانتخابية سقوطا هائلا ما دفع قائمة محمود الخطيب للاعتذار عن الظهور عليها في الفترة الحالية، يضاف هذا السقوط إلى فشلها السابق؛ فالقناة التي تتحدث باسم أكبر نادي يمتلك أكبر قاعدة جماهيرية في مصر وأفريقيا والوطن العربي والتي يمكنها أن تستقطب مشاهدين لا يقل عددهم عن مائة مليون ولا تستطيع أن تنقل مباريات ناديها في كافة المسابقات على الهواء مباشرة فإن إدارتها فاشلة بكل المقاييس.

ليس لجماهير الأهلي المائة مليون - حسب تصور مشجعي النادي - الحق في الإدلاء بأصواتهم لاختيار الخطيب رئيسا للنادي الأكبر، ولكن يحق ذلك لأعضاء الجمعية العمومية فقط، والتي تشرئب لها أعناق جماهير النادي العريضة يوم الخميس بعد القادم، والتي تنتظر منهم أن يعلوا قيم ومبادئ النادي خاصة بعدما تساءل عن ماذا تعني تلك المبادئ الرئيس الحالي للكيان الكبير المهندس محمود طاهر! في تساءل صدم أبناء القلعة الحمراء وجماهيرها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط