الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"على أن"‎


أؤمن بالقَدَرْ، و أُسْلِم بالقَضَاء، وأري أن كل ما دُونَ ذَلِك هباء، فَكُل ما يمُر بِنَا هو نصيب مسطور علي الجبين، لا رادَ لَهُ إلا رحمةِ الله ولا مُسبب له إلا إرادتُه.

نَهج القرآن الكريم واضِح أشار للحَسَدْ ، واستعاذ بالله من شر الحاسدين ، و استعانَ بأسمائه الربوبية الثلاثة "الرب والملِك والاله " لمواجهة الوسواس الخنّاس ، شيطان النَّفْس الذي لا يقهرُه إلا رب تِلْك النَّفْس.

لمْ يخلِقَ الله داءً إلا وَخَلَق له الدواء، فإذا كان الحَسَدْ داء قُلُوب ضِعاف الأيمان، فاليقين بقدرةِ الله دواءً ضِد شرورهِم ، فاللهُ نصير المحتمين به ، فلا يَرُد نداء من يستجير به ،ويسأله بقدرتِه التي فلقَت النوي لتخرُج مِنها الحياة، و يتضرَع إليّ عَظَمَتِه ربًا لِكُل النّاس، أنّ يصرِف كَيْد أشَرَ الناس.

فإذا أرادَ الله بكَ خيرًا أذًا فَقَدْ قضي الأمر، و للخير وجوه عديدة لا نعلمها ، نَحْنُ بينَ يدي الله وكلّ ما يَحْدُث ما هو إلا تنفيذ لارادته.

كما أشار لنا الله بوجود الحَسَدْ وعلمًّنا كيف نحُصِن أنفسنا مِنْه ، نهانا عَن التَطيُر ( التشاؤم ) بكل صوره.

فصوت الغراب ظاهرة طبيعية ، و فَتح المقَصْ و قفْلُه بلا سبب ظاهرة إنسانية، والحذاء المقلوب لا يُعَدْ كونه أكثر مِن دليل علي وجود شخص مُهمِل في المكان ، والعَين عندما تَرِف تكون مؤشرًا علي التهاب مُحتَمَل في الأعصاب، رقم ١٣ مُجرَد رَقَم يُحافِظ علي تسلسِل الأرقام يسبِقُه رقم ١٢ ويليه ١٤ ، القِط الأسود لا يُبشِر إلا بكروموسومات مختلطة أدَّت لإبهار الفراعنة فكنّوا لَهُ مشاعِر التبجيل والاحترام.

وغيرها مِن العادات والأفكار الفّجة القادرة علي تغيير مزاج البعض إلي مزاج متشكك وقَلِق من كُل ما سيحدُث عَقِب ذَلِك.

وأحمِد الله علي نعمِة أنه عافاني مِن هذا السلوك المريض، اللهم إلا مِن شئٍ واحد ، نُقطِة ضعفي الانسانية التي أرجو مِن الله أن يُبرئني مِنها.

" علي أن " هي تِلْك العِبارة الوحيدة القادرة علي إلقاء بذور التشاؤم في نفسي وريّها بمياه القلق مِن قَلْبٍ مقبوض لتطرِح شجرة وارفة من اليأس يستظِل بها الباءسين ، الضحايا المتوقعين مِن الآثار اللتي ستَتَرَتَبْ علي تِلْك الجملة.

ينطبق عليها تشبيه بأنها " هادم الملذات ومُفرِق الأحباب" فهي لا تأتي إلا في سياق كلام مُبشِّر لتقتل فرحته.

فتجدها في إعلانات الوظائف علي سبيل المِثال ، فتشعُر وكأن تِلْك الوظيفة قَدْ خُلِقَت مِن أجلَك فهي تتطلب نفس مهاراتك و كفاءاتك ، وبينما أنتَ سارِح في فضاء أحلامَك كيف ستُنفِق مُرتَبَك الأول ، تجد تِلْك العِبارة تطُل بوجهها القبيح ، تضحَك بخبث لأنها تَعْلَم جيدًا ما ستفعله بِك.

" علي أن لا يتجاوز عُمر المتقدِم " ، " علي أن يكون المتقدِم قَدْ... " ، " علي أن يكون له خبرة لا تقِل عن .." ، "علي أن لا يكون سَبَق لَهُ.." ، (صاءدة الأحلام) إنها حقًا كَذَلِك ، فَكُل تلك الأعتبارات شكلية ، هادرة للطاقات والقدرات فأحيانًا تتعَقَد الأمور علي صغائرها ، فشرط العُمر يُهِدِر كفاءات و يحرمها حق الفُرصة ويحرِم المكان من فضل الخِبرة، التي لا ترتَبِطْ بعدد السنين ، وإلا ما كان هناك تجارب واختراعات لأطفال لا تتجاوز أعمارهُم الأعوام المطلوبة كشرط للخِبرة.

فنظرة عَدْل للجهاز الاداري في الدولة نجد خبرات بعشرات السنوات ولكن ليس لها أثر علي الشخص أو الجِهة التي يعمل بها سوي المشيب علي المفارِق.

اكتساب مهارات العمل لا يرتبِط بأعداد، فعُمر المتقدِم أو عدد سنين خبرَته ليسوا دليلًا إلا علي كيف أفني المتقدِم سنوات عُمره السابقة وقطعًا لا تغفِل كلماتي أهمية سنوات الخبرة ولا تقلل مِن شأنها ، لَكِن يجب إتاحة الفرصة للجميع بدون الشروط اللاعقلانية ، و أَجِلْ الحُكم عليه بَعد تقييمه العملي.

افتحوا أبواب الفُرص في العَمل والسَكَن والتعليم وكلّ ما يحمِل الْأَمَل ، احرصوا علي فتح طاقات النور " علي أن" تُفتَح علي مِصراعيها.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط