الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

راتكو ملاديتش.. «جزار البوسنة» يتلقى عقابا رادعا بـ «السجن المؤبد».. ارتكب 106 جرائم صنفت بالأسوأ بعد الهولوكوست.. «الجنائية الدولية الخاصة بـ يوغوسلافيا» تقتص من السفاح الصربي بعد 22 عاما من جرائمه

صدى البلد

  • إدانات بارتكاب جرائم إبادة جماعية وقتل واغتصاب وإرهاب بحق مسلمي البوسنة منذ 22 عاما
  • هيئة المحكمة ترفض دفوع محامي السفاح الصربي وتطرده بعد نوبة صراخ
  • رئيس النيابة العامة للمحكمة الجنائية الدولية بـ "يوغوسلافيا السابقة": الحكم الصادر أعطى إحساسا بالعدالة لأسر الضحايا

أدانت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، اليوم الأربعاء، الجنرال الصربي راتكو ملاديتش، الملقب بـ«جزار البوسنة» بتهمة ارتكاب إبادة جماعية بحق مسلمي البوسنة في «سريبرينيتسا» في الفترة ما بين 1992 إلى 1995 وحكمت عليه بالسجن المؤبد، في محاكمة على جرائم ارتكبت منذ 22 عاما في واقعة من أسوأ الجرائم فظاعة في أوروبا عقب محرقة الهولوكوست.

ووجهت المحكمة الجنائية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة في «لاهاي» الدولية الجنرال الصربي البالغ من العمر 74 عاما باتهامات منها ارتكاب أعمال إبادة جماعية خلال الحرب البوسنية التي استمرت نحو 3 سنوات، ومنها: الاضطهاد، والقتل والتعذيب، والاغتصاب، والإبادة، وقصف سراييفو، والقنص والترحيل، والإرهاب، واحتجاز قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة كرهائن.

وكان رتكو ملاديتش، زعيم الحرب الصربى قد أشعل بجرائمه الارهاب في البوسنة خلال حقبة التسعينيات، وقد أجبرته سلطات اليوم الاربعاء، على الخروج بالقوة من المحكمة بعد نوبة صراخ أطلقها غاضبا اثناء قراءة الحكم ضده عن اخر عملية ابادة جماعية ارتكبت فى اوروبا على يده.

وقد تأخر قرار الحكم الذى طال انتظاره لمدة نصف ساعة، بعد ان طلب ملاديتش من القاضي ان يأخذ استراحة قصيرة فى الحمام، وجرى تمديد التأخير عندما بدأت الشائعات في الانتشار بأن القائد الصربي السابق، والذي بدا معافى خلال الجلسة في المحكمة، قد أصيب بنوبة مرضية مفاجئة.

ولدى دخوله قاعة المحكمة في المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، كان ملاديتش قد أثار غضب أقارب الضحايا بابتسامة عريضة أمام الكاميرات، لوح خلالها بإصبع الابهام مفصحا عن أنه لا يشعر بأي حالة ندم حيال الجرائم التي ارتكبها ضد مسلمي البوسنة.

وكان ملاديتش، قائدا لجيش صرب البوسنة خلال فترة الصراع البوسني في الفترة 1992-1995 ولعدة سنوات، وهو واحد من أكثر المجرمين المطلوبين من قبل المحكمة الجنائية الهاربين حول العالم، ويبلغ حاليا من العمر 74 ويعاني من حالة صحية سيئة.

وقال محاموه قبل إصدار الحكم أن موقفه ليس جيدا بما فيه الكفاية، ولم يكن من الواضح ما اذا كانوا سيسعون الى تأجيل تلك اللحظة الحاسمة خوفا من تأثير قرار القاضي على صحته كما ادعوا خلال المحاكمة.

وكان قاضي المحكمة الجنائية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة قد رفض بالفعل دفوع محامي ملاديتش فى وقت سابق من هذا الشهر؛ مرجأ النظر في القضية إلى جلسة لاصدار حكم نهائي.

ويمكن القول إن المحاكمة فى لاهاى التى استغرقت 530 يوما، لنظر اهم قضية في جرائم الحرب فى اوروبا منذ أن طالعتها محكمة نورمبرج، ويرجع ذلك جزئيا الى حجم الفظائع التى ارتكبت على يد الجنرال الصربي.

واستمعت المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة لـ 591 شاهدا، ودرست ما يقرب من 10 آلاف معرض بشأن 106 جرائم منفصلة.

ويقول علماء القانون ان «ملاديتش» واثق من ادانته بارتكاب جريمة ابادة جماعية في مجزرة سريبرينيتسا في يوليو 1995 حيث قتل اكثر من سبعة الاف رجل وامرأة مسلمين اغلبهم بالاعدام.

وأدين الزعيم السياسي الصربي البوسني، رادوفان كاراديتش، بالإبادة الجماعية في العام الماضي؛ بسبب دوره في عمليات قتل سريبرينيتسا.

وظهر ملاديتش في مقطع فيديو يعطي أوامر لقواته عندما انفصل رجال الجيش بشأن اعتقال أولاد في سن المراهقة وفصلهم عن أسرهم قبل وقت قصير من بدء عمليات الإعدام.

وقال رئيس الادعاء أو النيابة العامة للمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، سيرج براميرتز، وفقا لما نشرته صحيفة «ذا جارديان» البريطانية «إن الحكم الصادر بالتأكيد جاء جزاءا لتجسيد الشر منصفا لكثير من الناجين والضحايا، وهذا هو السبب وراء أهمية هذه المحاكمة؛ لأنها تعطي إحساسا بالعدالة للأشخاص الذين كانوا ينتظرون هذه اللحظة لسنوات عديدة».

وأضاف «ان قضية ملاديتش كانت بالتأكيد واحدة من اهم القضايا فى هذه المحكمة، متابعا انه على مدى سنوات عديدة، وأتذكر عندما بدأت في عام 2008، كان الجميع متشائما جدا حول فرص القبض على ملاديتش واعتقاله وتقديمه للمحاكمة».