الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سد النهضة.. والخيارات الخطرة أمام القاهرة ..!!


الفشل المتلاحق الذي غابت بموجبه مصر قرابة نصف قرن عن الحضور الفاعل في وسط أفريقيا حَوَّل منابع النيل إلى باحة خلفيه لخنق القاهرة ..

وعندما بدأت أزمة بناء السدود حول منابع النهر تتابع الفشل والتباطؤ حتى أخذ دورة تراخٍ كاملة.. مكنت كل من له هدف أن يملك مفتاحا خاصا يدخل به على مصر بلا استئذان ويكشف عورتها كلما أراد أن يرفع لنزوته الاذان..!!

الخيارات اليوم تضييق أمام مصر وسط حالة من التربص الذي يحاول خلط كل الملفات وضرب المنطقة كلها بجمرة خبيثة من الإرهاب والتوتر الطائفي والمذهبي حتى يستمر مشهد الحصار الذي يشغل مصر عن أهم قضاياها فتنتهي أثيوبيا من عملها لنواجه أزمة السد ...!!

هذا التربص الذي تتلاشى مع وجوده أي خيارات للمواجهة حتى لا يبقى أمام القاهرة حينها إلا وسائل متاحة فقط تستخدم في ملاعبتها بما تجيده من طرق لدفعها للانصياع لخداعهم والسقوط أسفل أجنداتهم أو الانهيار بين يدي الجفاف والعطش ...!!

اليوم على مصر أن تنتبه ... أن الخيارات الخطرة أمامها تتزايد ولا سيما بعد الرفض الأثيوبي للمقترح المصري الذي كان يقضي بإنشاء فتحتي طوارئ في جسد السد على أن يكون الإنشاء والتكلفة على نفقة وتنفيذ الحكومة المصرية ليأتي الرفض الأثيوبي باعثا بأكثر من رسالة ومحركا لأكثر من مؤشر ..!

إن الدولة الأثيوبية ليست حريصة على حسن الجوار ولا مصلحة الشعوب المجاورة ولا تنظر للنهر إلا كملكية خاصه ضاربه عرض الحائط بسطور القانون الدولي المنظم للعلاقة بين دول المنبع والمصب ويقول الرفض إنها قادرة على حماية خياراتها المسيئة وأنها تمتلك ضوءً أخضرا من قوى دوليه وإقليميه تريد أن تمسك رقبة القاهرة عبر ملف سد النهضة المُشيد على أراضي بني شنقول السودانية المحتلة ..!

الآن كل يوم يمر على سد النهضة بدون الوصول إلى حل نهائي يقربنا من أزمة لا تقبل الحل ومستقبل غير قادر على البقاء بجوار ما سيفرضه الغد من خيارات..!

ولذا يصبح لزاما على الحكومة المصرية الآن اتخاذ كل ما يلزم من خيارات لدفع أثيوبيا للتوقف عن بناء السد لحين الانتهاء من الوصول إلى صيغ تحفظ لأثيوبيا حقوقها في التنمية ولجيرانها حقوقهم في الحياة ..!

وإلا فإن الخيار العسكري الذي يعمل على خلع قواعد السد وتهشيم أضراس أثيوبيا يصبح حقا مصريا كاملا يمنع شبح مستقبل لا يستقيم وحاجة الأمة المصرية...! لأن هذا الخيار غدا بعد ملء السد لا يمكن أن يكون له مكان بين الخيارات العملية لمواجهة تصلب أثيوبيا ومن خلفها ....!

فالسد الممتلئ ستصبح مسئولية حمايته على عاتق القاهرة أكثر من أثيوبيا التي يقع السد على أطرافها الشمالية الشرقية بإقليم بني شنقول السوداني المحتل لأنه في حالة انهياره أو ضربه لن يصيب أثيوبيا بأذى يذكر بينما سيلغي من الخارطة بلدا يسمى السودان وسيغمر مصر بطبقة من الطمي والماء بارتفاع 1.5 متر كما يصرح الخبراء بعدما يأخذ بطريقه السد العالي أيضا ..! لتصبح مصر حينها بين خيارين إما الموت أسفل الطين والماء غرقا .. أو الموت بين براثن الجفاف والشح عطشا..!!

يتضح الآن أهمية الوقت في المعالجة وإيقاف بناء السد بالقوة للوصول إلى الصيغ الملائمة تحت لافتة لا ضرر ولا ضرار ..

إن الحكومة المصرية اليوم ملزمة كونها المتضرر الأول والوحيد مما يجري عند منابع النيل بأن تجعل من هذا الملف همها الاستراتيجي الأول فتعمل عبر محاور متعددة وعلى أعلى المستويات للوصل إلى حل لا يمنع حق أثيوبيا ولا يضر بحياة القاهرة ..

وإلا فالأيام والساعات التي تمر تقربنا من خيارات لا يمكن أن تسر ...!

والتاريخ الذي شهد تقاعس من سبق ستكون لغته مختلفة وهو يرى الآن الزمن يجري حول مشاهد عبثية بتهاون ونزق ...!

حان الوقت إما أن تسمع أثيوبيا لصوت الحق أو تسمع لصوت لا يبقى على أرض بني شنقول المحتلة سدا..!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط