مواجهة الإرهاب مسئوليتنا جميعا

أن يتم زرع قنبلة في مسجد وقت صلاة الجمعة لقتل أكبر عدد من المصلين الذين يصطحبون أطفالهم كما تعودوا كل أسبوع ، وأن يتم إغلاق باب المسجد ومحاصرته وقتل كل من يحاول الخروج، وأن تكون النتيجة أكثر من 300 شهيد من المدنيين الآمنين، منهم 27 طفلا ذهبوا ليتعلموا الصلاة مع آبائهم، فهو ليس عملا ارهابيا فقط ولكن من قاموا به فقدوا كل إحساس بشري وإنساني.

لا يعرفون دينا ولا ضميرا ولا أي شعور إنساني .. لا يهمهم سوي القتل والدماء بأي شكل وبأي وسيلة .. ولكن كيف وصلوا الي قلب المدينة في بئر العبد .. وكيف حاصروا المسجد .. أين الأهالي ؟!، ألم يراهم أحد، وعددهم حوالي ثلاثين إرهابيا يرفعون أعلام داعش .. لماذا لم يتم الإبلاغ عن هذا الموكب الدموي ؟

نحن نقول دائما إن الثأر مسئولية القوات المسلحة والشرطة .. ولكني أعتقد أن الثأر هو مسئولية الشعب المصري كله .. هؤلاء الإرهابيين عندما هددوا وعندما تحركوا أكيد أن الأهالي شاهدوهم .. فلماذا وكيف لم يبلغوا عنهم.. وهم يعلمون أن هذا التحرك بالتأكيد هو للقتل والتدمير والإرهاب .. نحن جميعا في مركب واحدة، والارهاب أصبح لا ينتقي فهو يفجر ويدمر كل ما تطوله يداه بعد أن تم تضييق الخناق عليه ومحاصرته ومحاصرة الدول التي تموله .. فلا يفرق بين مسلم ومسيحي ولا مدني من غيره .

فجروا الكنائس وقتلوا الأبرياء والآن جاء الدور علي المساجد .. لنقف جميعا صفا واحد، في حالة حداد وحزن مرير علي الأبرياء الذين ذهبوا إلي ربهم ما بين راكع وساجد .. ليشهدوا علي قاتليهم المجرمين الذين لايعرفون ربا ولا دينا .. العالم كله أعلن تضامنه مع مصر .. برج أيفل أطفأ انواره .. الأمم المتحدة أجلت احتفالية مهمة .. مجلس الأمن أدان الحادث بشدة، قادة الاتحاد الأوروبي الخارجية البريطانية وأمريكا وروسيا أدانوا بشدة.

مصر نكست أعلامها ودقت أجراس كنائسها أمس تضامنا مع أسر الشهداء والمصابين لنعلن أننا جميعا ضد كل إرهابي قاتل، وأننا متضامنون ضد من وصل إجرامهم الي حد لا يمكن السكوت عليه، أو غض البصر عنه.. ولن نقف متفرجين تاركين المسئولية للجيش والشرطة وحدهم .. فدورنا جميعا مهم .. وعلينا أن ندعم مؤسسات الدولة في حربها الشاملة ضد هذه العصابات الإرهابية المجرمة، التي نعلم جميعا أن وراءها جهات خارجية لا تريد الخير والاستقرار لمصر وشعبها.

نحن مسئولون عن مواجهه الإرهاب والثأر لشهدائنا .. ربنا يكون في عون الجيش وفي عون الشرطة .. أعلم أن الحادث لن يمر دون عقاب رادع وحاسم، وأن يد العدالة ستطول كل من شارك، وساهم، ودعّم أو موّل أو حرض على ارتكاب هذا الاعتداء الجبان على مصلين آمنين عزّل داخل أحد بيوت الله .. وأن القوات المسلحة والشرطة قدموا الكثير وفقدوا العديد من أبنائهم وأبنائنا، شهيدا يتلوه شهيد أعلم أنهم سيثأرون لشهدائنا ويستعيدون الأمن والاستقرار بمنتهى القوة خلال الفترة القادمة كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لم يتوان وخرج ليحدثنا في كلمة قوية هي رسالة لكل من سولت له نفسه الاعتداء علي مصر وأبنائها بأننا سنأخذ بثأرنا وسننتقم من كل ارهابي جبان .. أعرف أننا سننتقم ونثأر ونرد حق أبنائنا.

ولكن من غير مساعدة مجتمعية ومن غير مساعدة أهلنا من البدو والعرب لن ننجح في مواجهة هؤلاء الدمويين ومنع إجرامهم .. وإذا كانت هناك فجوة بين هذه القبائل والسلطات لابد أن يتم علاجها .. واذا كان لهم شكوي لابد أن نحتويهم وان يكونوا عيوننا علي هؤلاء الارهابيين ويبلغونا بكل تحركاتهم لأنهم في النهاية هم المتضررون الذين يدفعون الثمن ونحن جميعا معهم .. فمصر دائما صفا واحد جيشا وشعبا وحكومة ضد كل من يستهدف أمننا وحياتنا ومستقبلنا .. كلنا مسؤولون.