الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زيمبابوى.. «الإثنية تحكم»


تعانى القارة الأفريقية ومازالت تعيش ضحية لممارسات النخب الحاكمة التى أدت إلى زيادة المعاناة وعدم تحقيق أحلام الشعوب فى اﻻستقرار السياسى والتنمية فى جميع المجالات المختلفة، ولم يعد خافيا على أحد أن أفريقيا اليوم قد تختلف عن أمس على واقع الرغبة الحقيقية فى الوصول إلى اﻻستقلال الحقيقى والتنمية والقضاء على الفقر والجهل والمرض والفساد، تلك الرغبة التى تاهت على أيدى هذه النخب التى مزقت البقية الباقية من حلم اﻻستقلال والبحث عن العدالة والتقدم وتحقيق التنمية اﻻقتصادية.

والخلاصة.. غابت السياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية عقب رحيل اﻻستعمار التقليدى، ما أدى إلى تعاظم تداعيات الممارسات الخاطئة التي كانت عنوانا أصيلا وملمحا أفريقيا خالصا، ما أدى إلى تزايد الصراعات الإثنية التى أدت ﻻستمرار التبعية وفرض الوصاية من جانب الدول الكبرى، ودليل ذلك بقاء كل المؤشرات الاقتصادية على حالة التدنى، إلا من بعض الدول التى أصبحت فى طريقها للتحسن النسبى بفعل الثروات الطبيعية، خاصة البترول.

ولم تعرف أفريقيا اﻻستقرار بمعناه الواسع، ولكن عرفت بعضا من اﻻستقرار وعلى فترات زمنية قصيرة، حتى المشاهد التى تعكس تواجد اﻻستقرار، خاصة فى النواحى السياسية تشعر بأنها حالة هدوء تتبعها الصراعات الإثنية.

وحتى اﻵن لم تعرف أفريقيا طريقا لمارسة الديمقراطية، خاصة فى اﻻنتخابات التى تكون صراعا من أجل السلطة، وفى المجمل فإن هذه الظاهرة الديمقراطية، وأقصد هنا اﻻنتخابات أصبحت تمثل عنوانا للديمقراطية العددية!!!!

أى من يمتلك وينتمى إلى إثنية أكثر عددا من غيرها يفوز وتستمر الحياة السياسية في هذا اﻻتجاه حتى مع البحث عن وسائل تتضمن التمثيل النسبى لكل الشعب.

وأغلب دول القارة الأفريقية على حالة احترام ممتدة ﻵباء اﻻستقلال الذين يتمتعون بقدسية واحترام بالغ لدرجة البقاء فى الحكم وتوريثه على واقع تلك الحالة التى استغلها اﻵباء فى تكريس مفهوم الأبوية السياسية ونشر ثقافة القداسة والوﻻية على الشعوب التى ﻻ تستطيع أن تخرج من تحت الشعارات التي كانت وما زالت سببا من أسباب تخلف القارة الأفريقية.

وفى زيمبابوى، تلك الدولة البترولية التى تقع فى جنوب القارة، تمت الإطاحة بالرئيس موجابى الذى حكم البلاد منذ عام 1980، وحتى تاريخ استقالته بعد تدخل الجيش عقب إقالته لنائبه (ايمرسون مانجاجوا)، فى مطلع نوفمبر الحالى ليس فقط إقالته ولكن اتهامه بالتخطيط للوصول إلى الحكم ومن هنا تدخل الجيش لمنع تعيين زوحته بدﻻ من هذا النائب ...وتم عزل موجابى أقدم رئيس دوله فى العالم ومن هنا بدأ الحديث عن المستقبل عقب استقالته.

وأغلب السيناريوهات تميل إلى سيطرة حزب زانو، وهو الحزب الحاكم على السلطة على الرغم من وجود بعض المعارضين الذين يطمحون لكسر احتكار السلطة، وهو أمر صعب حدوثه ﻷن الحزب يرتكن إلى قاعدة إثنية كبيره (جماعه الشونا)، التى تقدس وتحترم الكبار ولديها موروثات تدعم ذلك، وبالتالى تصبح العملية بكاملها تغيير رئيس بآخر فى ظل الأغلبية العددية لهذه الجماعة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط