الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خدعوك فقالوا.. انسلخنا


لا أجد تفسيرا لسلوكيات وأفعال وأقوال الذين يقولون عن أنفسهم، بأنهم انسلخوا من جماعة الإرهاب والتضليل، الإخوان سابقا، إلا أنها محاولة لخديعة الرأى العام، وتبييض ماء الوجه، والهروب من المركب الغارقة، وإن شئت قل، الإفلات من العقاب.

فلا يمكن بحال من الأحوال لمن تربى ونشأ وترعرع ورضع من فكر جماعات الإرهاب لأكثر من 40 عاما، وتدرج فى سلم التنظيم الإرهابى، أن ينسلخ عن هذا الفكر فى لمح البصر، أو أن يتوب عنه، فهو بالنسبة له نهج حياة، تمرس عليه طيلة سنوات، اتسمت بتحقيق المصالح الخاصة، والولاء والأداء بنظام السمع والطاعة.

والغريب أن الذين يقولون بأنهم منسلخون، يتعمدون خداع الرأى العام، بالتوبة الكاذبة، وهم فى حقيقة الأمر لا يخدعون إلا أنفسهم، وافتضح أمرهم فى كثير من المواقف، التى تؤكد أنهم يسعون لإنقاذ أنفسهم من تجارة يخشون كسادها، وجرائم ينتظرون عقابها.

فهؤلاء المدعون يظهرون من القول ما تخفيه صدورهم، ويتظاهرون بالرحمة بين الناس، والتوبة عن الفكر الهدام، والإيمان بالوطن، غير أنهم، وتواجدوا فى كثير من أجهزة الدولة، وفى ساحات الإعلام، لا يؤمنون إلا بما تربوا عليه، ويتحينون الفرصة لاستعادة النشاط، فتحولوا جميعا إلى خلايا نائمة.

فأين كان هؤلاء المنسلخين، حينما كانوا يدافعون وباستماته، عن التنظيم الإرهابى، ويصفون الأنظمة الحاكمة، عبر سنوات طوال، بالفساد والإفساد، وقد ملأت تصريحاتهم وسائل الإعلام الموالية، والصفحات المؤيدة لهم، ورقية كانت أو إلكترونية، وقت أن كانت الدولة فى حاجة، إلى الوحدة والوئام من أجل إعادة البناء.

وبعد أن نجح أبناء بلادى بثورة 30 يونيو 2013 فى الإطاحة بحكم الجماعة، التى سطت عليه، وتسلقت على جثث الشهداء، بدأت حالات التوبة والانسلاخ فى الزيادة، وساعدهم فى ذلك وسائل إعلام، لازالت تعيش حالة من غياب الوعى والفكر والثقافة، ومعرفة مدى الأخطار التى تلاحق الدولة.

أما وقد انشكف أمرهم جميعا، فلا يمكن القبول باستمرار سياسة الخداع، التى يمارسها المنافقون الذين تتوافر فيهم سمات الجماعة الإرهابية، والذين يدعون كذبا أنهم ضد الجماعة، وأنهم كفروا بها، وانسلخوا عنها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط