الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نورهان البطريق تكتب: سابع جار‎

صدى البلد

ينسب هذا الاسم إلي عمل درامي يعرض الآن علي إحدي القنوات الفضائية، وقد لقي المسلسل إقبال جماهيري كبير ونال علي إعجاب كثير من النقاد. ويعد هذا العمل من الأعمال الدرامية الاجتماعية الذي يضم علي العديد من الشخصيات التى تعكس حياتنا في الواقع،فكل شخصية تمثل حالة لا يخلو منها البيت المصري.كما أنه استطاع تسليط الضوء علي أغلب المشكلات الاجتماعية التى نعانى منها خلال حياتنا اليومية ومنها :الإيجار القديم، وعلي أي منهما يقع الظلم أكثر المالك أم المستأجر . مشاكل الشباب في سن المراهقة، الزواج العرفي، شبح العنوسة التى يطارد الفتيات، المخدرات وتأثيرها علي الشباب، مميزات وعيوب الاختلاط بين الشباب والشابات في الجامعات.

تدور أحداث المسلسل في مبنى سكنى كبير "عمارة" تشمل علي عدد من المنازل حيث يحوي كل منزل علي حدوتة يجسدها شخصين أو أكثر بما يتناسب مع الحالة الاجتماعية و الفئة العمرية له. فالشخصيتان المحوريتان للعمل الدرامى تدور حول أختين ،قد انسكبت كل منهما علي تربية أبنائها بعد وفاة الأب للأخت الكبري بينما ترك زوج الاخت الصغري هذه المهمة لها من أجل أن يركض وراء متاع الدنيا ونزواتها إلي أن يصل به الأمر في نهاية المطاف إلي السجن بسبب قضايا نصب واحتيال.

في الدور الثانى للعمارة يسكن زوجان في عقدهما الثالث وقد أنجبا ولدين، حيث جسد هذا النموذج أغلب المشاكل التى تقابل الأزواج ومنها :المصروفات الدراسية، الأقساط الشهرية، والصعوبات التى تواجه طفلين لايتجاوز أعمارهما الخامسة والعاشرة. إلي جانب الجفا الذي يولد بين الزوجين بسبب إنهاك الأم في الأعمال المنزلية اليومية الأمر الذي يدفع الزوج إلي الخيانة.

أما عن الدور الثالث فقد ناقش قضية عقوق الأبناء للآباء من خلال عرض نموذج للواء متقاعد "مسن "ترافقه جليسة لتلبية احتياجاته بسبب غياب الابن عنه وسفره بالخارج.

ويسكن في الدور الرابع شاب يعمل "ملحن موسيقى " متمسك بزمن الفن الجميل ويرفض الانجراف وراء تيار أغانى المهرجانات، مما يوقعه هذا الأمر في مشاجرات مع زوجته التى تعمل "مطربة " تلهث وراء الشهرة وتتطالبه بالانصياع وراء موجة الاغانى الهابطة من أجل تحقيق أكبر قدر من المكاسب المادية.

إلي جانب بعض الشخصية الثانوية مثل الفتاة المتشددة التى تري كل ما حولها حرام دون فهم أو إدراك ،فمجرد أنها تردد الكلمة آلاف المرات علي لسانها تزعم أنها بهذا التصرف متدينة. بينما تجد فتاة أخري علي النقيض تمامًا متحررة تفعل كل ما يجول بخاطرها دون ترو أو تفكير.

"سابع جار" استطاع أن يضرب الأعمال الدرامية التافهة التى تنم علي البلطجة والعنف عرض الحائط ،كما أنه تمكن من أن يخرس الأصوات التى كانت تنادي بالأعمال المبتذلة بحجة أنها مطلب الشاب بما يتناسب مع التطور التكنولوجي الذي أصبحنا نعيش فيه . وهذا غير صحيح بالمرة فأول من أشاد بالمسلسل على شبكات التواصل الاجتماعي هم الشباب ، فعلي سبيل المثال وليس الحصر فقد غرد أحدهم قائلا "شوفولي شقة على السطوح معاكوا"بينما قال آخر "مفيش حاجة مهونة عليا الميد ترم غير سابع جار"،وهذا إن دل على شئ فهو يدل علي أننا نفتقد هذه النوعية من الأعمال، ونرغب أن يكون هذا العمل نواة لأعمال أخري أكثر قيمة و واقعية والأهم من هذا وذاك أن يكون أخلاقيا.

فنحن في أشد الحاجة إلي أعمال يكمن مضمونها علي الاحترام تقف حاجزًا أمام الطوفان الذي أصبحنا نشهده من أعمال هشة الشكل وفارغة المضمون!