الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رائد مقدم يكتب : المهنة بلطجي‎

صدى البلد

البلطجة (ويُمارسها البلطجي وجمعها بلطجية في مصر ) هي نوع من النشاط الإجرامى يقوم من يمارسه بفرض السيطرة على فرد أو مجموعة، وإرهابهم وتخويفهم بالقوة عن طريق الاعتداء عليهم أو على آخرين و التنكيل بهم لغرض السرقة أو الإبتزاز أو قمع الرأي.
ظاهرة البلطجة من الظواهر السيئة، ولكنها موجودة بكل المجتمعات، وتقل نسبتها كلما ارتفعت قيمة العمل، وزادت الرقابة الأمنية، وظاهرة البلطجة أو ما يعرف علميا باسم" الانحرافات السلوكية" يقصد بها اتباع سلوك مخالف لمعايير المجتمع والثقافات المحيطة بالشخص. وفي مصر ظهرت في السنوات الأخيره أشكال مختلفة من البلطجة الحديثه وهي تحدث بشكل يومي وفي وضح النهار في ظل غياب وتجاهل من الأجهزة الأمنية يصل إلى التواطؤ، فلا يجد المواطن مَن يجيره من سطوة البلطجية.

ونحاول في هذا المقال سرد أشكال البلطجه وحصرها

ا_بلطجي رصيف

وإذا سألت أي مصري يمتلك سيارة عن أكثر نوع بلطجة يؤرقه ويتعرض له أكثر من مرة يوميًا فستكون الإجابات واحدة وهي بلطجة "السايس" الذي "يتطوع" لركن سيارتك مقابل الحصول على خمسة جنيهات حتى إذا تركت سيارتك عشر دقائق فقط وإذا لم تدفع فلن تجد مكانًا لسيارتك، وإذا وجدت فستجدها مجروحة، وخلف هذا "السايس" مكتب كبير يدير المنطقة بعلم من أجهزة الشرطة.

٢_بلطجي طريق

التثبيت مصطلح شعبي في مصر ويعني السرقة بالإكراه وتحت تهديد السلاح، وللأسف ليس هناك أي إجراءات احترازية يمكنها أن تجنبك من خطر التثبيت في أي وقت ومكان.
تثبيت الأشخاص في مصر له عدة أشكال، فإذا كنت تركب ميكروباص ليلًا في طريق العودة إلى منزلك توقع أن يتم وضع سكين على رقبتك من الشخص الجالس خلفك، وأخرى في جانب بطنك من الشخص الذي يجلس بجانبك وذلك بالتنسيق مع السائق. لا ينصح بأن تظهر الشجاعة فالوضع أعقد مما يتخيله أحد وربما تلقى حتفك إذا قاومت.

وما يحدث في الميكروباص قد يحدث في التاكسي والتوكتوك مع اختلاف السيناريو ونوع الأسلحة.

٣_بلطجي مرور(التوكتوك)

وهو هذا البلطجي الذي يقود هذه الماكينه التي لاتخضع لأي قوانين أو أخلاق أو أعراف وهو بلطجي يستمد مشروعيته من الدوله التي تغض بصرها وتصم أذانها عن الأثار السلبيه التي تتسبب فيها هذه الماكينه من حوادث السرقه والتحرش وحوادث الطريق وتأثيرها علي سوق العمل وعلي المهن الحره.وإن حاولت أن تتصدي لهذه الظاهره فستجد نفسك محاصر من عصابات التوكتوك التي تهاجمك وتتعدي عليك وتكاد أن تفتك بك وسط لامبالاه من المواطنين وتواطؤ من الأجهزه الأمنيه التي في الغالب تمتلك أغلبها أو تأخذ إتاوات علي بعضها الآخر

٤_بلطجي جائل(بائع جائل)

وهو هذا الشاب أو الرجل الذي لايريد أن يدفع أي التزامات نظير تجارته الرابحه .وهو يختار أفضل الأماكن في المنطقه أو المدينه ويعرض فيها بضاعته بجانب الطريق أو أمام المحلات التي يقدر ثمنها بالملايين وتدفع ضرائبها وتأميناتها ومقابل استهلاكها من الكهرباء والمياه.ليأتي هذا البلطجي ويفرش بضاعته لينافسه ويسرق منه زبائنه بأسعار أقل بكثير.دون مراعاة أي شئ .وللاسف تجد من يتعاطف معه ومن يستفيد من وراءه سواء من المواطنين أو من الأجهزه الأمنيه التي بدلا من التصدي لهؤلاء البلطجيه تتعامل معهم وتحميهم وأحيانا تشاركهم ليجد المواطنين أنفسهم أمام من يتعدي علي نهر الطريق وعلي حريتهم في السير في الطريق بأمان دون مضايقه أو تحرش ببناتهم .وليجد أصحاب المحلات أنفسهم أمام منافسه غير شريفه ودون حمايه من مؤسسات الدوله وبالتالي تتحول هي الأخري الي بلطجي جائل ويقوم بالإستيلاء علي الرصيف الذي أمامه قبل أن يأتي غريب ويستولي علية.

٥_ بلطجي إعلامي

وهو هذا الشخص الذي يمتهن الإعلام المسموع أو المقروء .والذي لا يلتزم بأي معايير مهنيه في عمله وهو من يقوم بالهجوم والتشهير والإعتداء علي الحياه الشخضيه لأي أحد حتي يستطيع إبتزازه ماديا أو معنويا .حتي يكف عن التشهير به وللأسف القانون حتي الآن لايستطيع معاقبة هؤلاء البلطجيه تحت حجة حرية الإبداع وحرية الرأي

٦_بلطجي سياسي

وهو هذا الشخص ذو العلاقات القويه بالمسؤولين سواء في المؤسسات التنفيذيه أو الأمنيه أو الرقابيه وفي بعض الأحيان يتمكن من الوصول إلي بعض المناصب في هذه المؤسسات .ليبدأ في إبتزاز الأخرين عن طريق تسريب بعض المعلومات الخاطئه عن بعض الشخصيات وإستغلال كل إمكانياته لترهيب وابتزاز والإنتقام من المختلفين معه أو المنافسين له .وللأسف فلا يوجد أيضا قوانين تحمي الضحايا.لأن حتي جنح السب والقصف التي يرفعها الضحايا في الغالب مايكون مصيرها الحفظ أو عدم الإدانه
وأخيرا أعتقد أن السبب الرئيسي لظهور ظاهرة البلطجيه الحديثه .هي غياب الضمير وضعف دولة القانون والعداله البطيئه وتواطؤ بعض الإجهزه نظرا لتورطها في هذه البلطجه أحيانا أو الاستفاده من بعضها أحيانا أخري

ولا أملك حاليا إلا تذكيركم بقول أمير الشعراء

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت … فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه … فقوّم النفس بالأخلاق تستقم
إذا أصيب القوم فى أخلاقهم … فأقم عليهم مأتمًا وعويلًا
وليحمي الله مصر من أعداءها الداخليين والخارجيين ومن الفاسدين والمفسدين
وتحيا مصر