الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصطفي أبوزيد يكتب : القدس الأرض والتاريخ

صدى البلد



بعد القرار المنفرد من جانب الولايات المتحدة الإمريكية بنقل سفاراتها للقدس وإعترافها بإنها عاصمة لإسرائيل تكتب بداية النهاية لعملية السلام برمتها بل نسفتها عن بكرة أبيها وبذلك تكون ضاعت كل الجهود ومائة عام من النضال الفلسطينى فى مواجهة الإحتلال الإسرائيلى الذى قتل وعذب وأعتقل وشرد الألأف على مدار تاريخ الصراع الفلسطينى الإسرائيلى .

وهذا القرار يعتبر ليس مفاجئ وإنما جاء نتيجة للإنقسام الفلسطينى الفلسطينى الذى شغله عن القضية الإساسية والوطنية لمدة عشر سنوات كاملة مهما جعل الفرصة سانحة أمام إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية للمضى قدما فى الترتيب والتنفيذ لتلك الخطوة عندما إستشعروا أن القضية الفلسطنية باتت هشة وأن العرب ليس لديهم أى جديد أو دور محورى يشكل أى نوع من أنواع الضغط فى ظل الحروب والصراعات الدائرة فى منطقة الشرق الأوسط التى جعلت من الدول العربية لاتمثل أى تهديد أو مجرد التفكير فى إتخاذ أى خطوة جادة .

أننا اليوم أمام نتيجة فشل الدول العربية نتيجة سياساتها الخارجية أو اتباعها سياسة النأى بالنفس عن القضايا المحيطة التى بالاساس لها تأثيرات عليها مباشرة أو غير مباشرة ، أن القدس ليست مجرد أرض وتاريخ إنما تمثل عقيدة روحية لدى المسلمين وليس العرب فحسب وإن بضياع القدس يعتبر ضياع لثابت من الثوابت الإسلامية قبل أن يكون ضياع لإرض عربية وحق من حقوق الفلسطينين فى إقامة دولتهم التى طال الأمد فى تحقيقها فى ظل التعنت والعرقلة المستمرة من جانب إسرائيل والولايات المتحدة الإمريكية .

يحزننى كثيرا عندما أن الأمر يتحول الى شخصنة القرار فى الرئيس الأمريكى لكن فى حقيقة الأمر هى سياسة أمريكا والاستراتيجية الثابتة حيال تلك القضية فى مساندة ودعم إسرائيل على الدوام تحت ذريعة  دولة الإحتلال فى الحفاظ وتأمين الأمن القومى الإسرائيلى وتصديرها الدائم الخوف من الدول العربية وللإسف فى حقيقة الأمر بات الأمر هو العكس .

ليس بالشعارات وبيانات التنديد والشجب ستحل القضية الفلسطينية ونحافظ على هوية القدس وإنما بالتحرك الجاد والسريع والحاسم من جانب الدول العربية مجتمعة والدول الإسلامية فى مواجهة هذا الذى يعد إستهتارا وعدم الخشية من تبعات هذا القرار الجائر على الحقوق ولهذا يجب على قادة الدول العربية الدعوة لقمة عربية طأرئة لبحث الأمر والاتفاق على قرار عربى موحد بجانب تحرك جامعة الدول العربية فى نفس السياق وإلا ستتوالى القرارات المجحفة والتى تسلب حقوق الحلم الفلسطينى فى إقامة دولتهم المشروعة المسلوبة منهم طوال قرن من الزمن .

ولهذا فطنت مصر واستشعرت الخطر مما جعل القيادة السياسية تسعى سريعا خلال الشهور الماضية فى العمل على لم الشمل الفلسطينى وتوحيد الصف والقيادة الفلسطينية حتى تتفرغ للقضية الوطنية ويكونوا على قلب رجل واحد فى مواجهة دولة الإحتلال الإسرائيلى فأين باقى الدول العربية من دورها العربى فى دعم ومساندة هذا المسمى الذى بات يتلاشى فى الأفق حلم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس