الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عماد حمدى يكتب: قد سئمنا مناهجكم‎

صدى البلد

(مصر بلد عربي جميل , حباها الله بأنعم كثيرة لاهي مقطوعة ولا ممنوعة) كلمات منيرة ومستنيرة تعلمناها منذ الصغر بين دفتي الكتاب تصف لنا حال تلك البلاد المٌتخيلة في أذهاننا كجنات عدن الكبري.الصيف معتدلَ وشتاؤها دافيء فذاك طقسها الجميل الذي سوف تنعم به حينما تكبر وتعرف أكثر عنها وعن خصالها وأحوالها وحولك مجموعة من ذوي الحظ العظيم الذين يردددون معك تلك الكلمات في عظمة وإجلال وهم بدورهم سيقاسمونك تلك الجنة المُنتظرة في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب!.

التاريخ فيها مشرق فهي مقبرة الغزاة . نعم كانت تلك حضارتها التي ُقدمت إلينا تصف قوتها وعظمتها وأصالة شعبها وبسالة قومها في منازلة أعدائها الذن جاؤا لنهب الخيرات وقطع الارزاق وفناء الحضارة ولكن هيهات هيهات فهي القادرة والمقتدرة صاحبة البأس التي ردت هؤلاء الغزاة إلي جحورهم بعزيمة صابرةٌ وحكمة مقتدرة. قبعنا في تلك الفكرة كثيرًا حتي ظننا انها ستكون في واقعنا حينما نكبر لنذهب إليه فنكون قد ظللنا فيه من المهد إلي اللحد ولكن ذلك فقط في (مناهجكم).

أحلام اليقظة في مرحلة أبتدائية أو إعدادية بل وربما الثانوية , تلك كانت عنوان الفترة الماضية في حياتنا الدراسية والتي قد أصبحنا فيها مشغوفين بحال بلادنا وبنعمها علي سائر البلاد الاخري في شتي البقاع فلا ينازلها الغرب بطغيانه وتسلطه وإستعماره ولا يقوي عليها الشرق بأفكاره العدائية ولا قدراته المادية !.فالاْمر أمرها فليسمعوا ما يؤمرون وإلا والله فسيندمون من غضب شعبها ورباطة جأشها وتحكمات أمرها.

يختلف الأمر كثيرا في جامعاتها المٌوقرة وكلياتها المٌخضرمة ليري كل واحد فينا الفرق بين السماء والارض بأم عينيه بين حال بلاد كانت جنات عدن وأصبحت ويلات سقر بين الفينة والأخري !.

فظهر بها المشاكل الكثيرة والهموم الكبيرة والحلول العقيمة والرتابة المميتة بدءا بخمسينيات شبابها وستينيات عقودها وسبعينيات حروبها وأهوالها كان ذلك أيضا في (مناهجكم) ولكن لا أدري لماذا كان هذاوكيف حدث ذاك. وللعجب العجاب أني لا أري أين نحن الان ولكن فيما التعجب فهذا هو المتاح لك بين دفتي كتابك - فإحفظ كتابك – ولا تسأل عن ما لم تحط به علما لأنه خارج إمتحانك!.

يراودني سؤال عن حال بلادنا في الحاضر من سيدرسه وكيف سيقدم له ؟! وكيف ستكون دراميته وصيغته ؟ فقد درسنا الماضي العتيق في الصغر بكل إنجازاته وندرس ماضينا القريب في كبرنا ولكننا لانفقه شيئا عن حاضرنا . أو لسنا أهلا لدراسته والتعرف علي خصاله كي نعرف أزماته ونفقه تطوراته وتحدياته كي نساهم في تطويره وإصلاحه بدلا من أن تتركونا وحالتنا تلك التي نبكي فيها علي اللبن المسكوب!.

فهلا حدثتم مناهجنا ووسعتم مداركنا وطورتم أفكارنا وتركتم الماضي ونظرتم إلي حاضرنا كيف هو ولماذا هو كذلك وكيف سيكون كي نستطيع بعذمنا وقوتنا أن نرفع عن تلك البلاد الغشاوة التي أصابت قلبها والعمي الذي أصاب عينها كي تبصر حالها وتدرك واقعها بدلا من تلك الحالة التي أصبح من الواجب علينا أن نقول لكم فيها قد سئمنا مناهجكم .