الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد اغتيال "صالح" ... ما مصير اليمن ؟!!


كان يجيد الرقص على رؤوس الأفاعي"، وعلى يد "واحدة من الأفاعي التي امتهن تربيتها"، إلا أن مقتله فتح الباب أمام كثير من التكهنات حول مستقبل الأوضاع في اليمن، ليكون هناك أكثر من سيناريو مطروح على الساحة، وحقيقة مرة أن الحوثيين لم يكن لهم أن يتعاملوا بمثل هذه القسوة مع الرئيس السابق لليمن علي عبدالله صالح، والتخلص منه بهذه الصورة الشنيعة، مما يؤكد أن إيران قد سمحت لهم بالضوء الأخضر لإتمام العملية، ومن خلال تجارب إيران وعلاقتها مع حزب الله اللبنانى وسوريا بشار الأسد، تبدو بالفعل حليفا لا يتخلى عن حليفه مهما كلفها الأمر، فإيران وأمريكا مدتا الحوثيين بالسلاح لضمان بقائهم واستمرار الحرب، ﺑﻌﺪ ﺻﻤﻮﺩ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ لست ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺗﺤﻮﻟﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﻛﺔ ﻋﺼﺎﺑﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎءﺓ، ﻭﻋﺰﺯﻭﺍ ﻗﺪﺭﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﺸﻜﻞ ﺩﻓﺎﻋﻲ.

البداية كانت في 27 يناير وما يقارب من 16000 متظاهر خرجوا ضد صالح تنديدا بالأوضاع الإقتصادية والسياسية للبلاد والفساد الحكومي وعدد من التعديلات الدستورية التي كان ينويها علي عبد الله صالح، والذي حكم البلاد قرابة 33 سنة واستأثر أقاربه بمناصب ومراكز مهمة، ورغم وعوده بعدم الترشح لفترة رئاسية أخري، إلا أنهم طالبوا برحيله، قتل مئات المتظاهرين بعد ان أطلقت عليهم قوات صالح النار بينما أصيب المئات، وهنا تدخلت دول الخليج العربي لوقف العنف فطرحت مبادرة خليجية سرعان ما قامت قطر بالانسحاب من المبادرة ودعت قطر صالح إلى التنحي فورا، ولوحظ أن السعودية كانت غير متحمسة بقدرها لرحيل علي عبدالله صالح، وتم تفجير مقر قيادة الرئيس صالح فى 2011.

ولكنه نجا من الموت وتوجه إلى السعودية لتلقي العلاج، ووقع صالح على المبادرة الخليجية بعد عام من الإحتجاجات ومقتل حوالي 2500 قتيل، ﻭﻣﻊ ﺑﺪء ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ العربي لعام 2011، ﺑﺪﺃ ﺗﺤﻮﻝ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺁﺧﺮ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ بحجة ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﺔ ﻛﺎﻟﻤﻘﺎﻣﺮ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻦ ﻣﺨﺮﺝ ﻭﺍﺑﺘﺰﺍﺯ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ.

وبعد توقيع القوى السياسية الرئيسية فى اليمن على المبادرة الخليجية انتهج الحوثيون سياسة المعارضة للحكومة وزادت شعبيتهم فى اليمن، وسيطروا على محافظة عمران، والعاصمة اليمنية صنعاء، لتحقيق مصالح مشتركة للطرفين ونكاية بخصومهم حزب التجمع اليمني للإصلاح والعسكريين ممن أعلنوا تأييدهم للثورة الشبابية ضد صالح وأسسوا تحالفا موسعا "أنصار الثورة الشبابية" وساند الحوثيون الحراك الجنوبي وأبناء المحافظات الجنوبية ودعموا القضية الجنوبية فى مؤتمر الحوار الوطني حيث رفض الطرفان مشروع الدولة الإتحادية ذات الستة أقاليم، واعتبر عبدالملك الحوثي أن صالح جزء من النظام السابق، وإن "صالح بات أضعف مما كان عليه فى الماضي.

عدة سيناريوهات أحدها ينتظر مستقبل اليمن، وعلي رأسها أن فشل أنصار علي عبد الله صالح، في التجمع، والسير في الإتجاه الذي خطاه صالح من قبل قد يجعل الأمور أكثر تعقيدا على الأرض، مما يؤكد ان الحرب ستطول، والمشهد الدموى هو المسيطر خلال الفترة المقبلة، مع إيجاد صعوبة لتسوية المجال سياسيا، خاصة بعد مقتله بهذه الطريقة على يد الحوثيين.

ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ اﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﺳﺘﻴﻼء ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﺠﻤﺎﻋﺔ الحوثيين ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺻﻨﻌﺎء ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﺍﻟﺨﻠﺪﻭﻧﻲ، ﺣﻴﺚ ﺣﻠﺖ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎت ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺃﺳﺴﺖ ﺷﺮﻋﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ، وحيث أن اغتيال الرئيس السابق علي عبد الله صالح، اعتداء سافر على رمز من رموز الدولة، ولا يصح ان نلقب من قتلوه بثوار لأن ببساطة ما يحدث على أراضي اليمن ليس بثورة، وبغض النظر عن أخطائه خلال السنوات القليلة الماضية إلا أن صالح دفع ثمن مغامرته غير المحسوبة وتحالفه مع الحوثيين، وليس بالغريب أن يتعرض صالح للخيانة على يد بعض الأحزاب والقبائل اليمنية فى اليمن التي مكنت الحوثيين من الوصول إلى منزله.

وفي النهاية... الحرب الدائرة في اليمن هي حرب سنة وشيعة، ليس الحوثيون فقط مسئولين بل آل سعود تورطوا في الأمر، فالسعودية تحارب إيران في اليمن وستكلف هذه الحرب السعودية مليارات، حرب شرسة يتم فيها جرجرة السعودية لاستنزاف ثرواتها واتهامها بجرائم ضد الانسانية، واليمن ذاهبة إلى مزيد من الاقتتال والتدمير، والأمور ستزداد تعقيدا أمام الأمم المتحدة والمبعوث الدولي لليمن إذا لم يتمكن هذا الجيش من إستثمار هذه الفرصة فلن يتمكن من تغيير الأوضاع.

فالحل جيش يمني غير مذهبي يمثل كل أطياف اليمن، ولكن الأمور معقدة أيضا، وفي المقابل الشعب اليمني هو من بيده مصير بلاده، وستشهد اليمن حربا أهلية داخل صنعاء وحربا قبلية ربما تطول لفترة طويلة إذا لم يتم استثمار الموقف خلال الأيام المقبلة .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط