الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نساء روضة الشهداء


من واقع زيارتى مع وفد الأزهر الشريف لبئر العبد بسيناء برئاسة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، لمست قوة فى نساء الروضة وصبرا وجلدا وتعايشا مع القدر بثبات لم أعهده عند أكثر النساء تعلما وثقافة وتحضرا كما وجدت عزة نفس وإباء وشموخ قل أن نجده عند أغنى الناس مالا وجاها ومكانة.

ومن الحديث مع جمع النساء الحاضرات للعزاء والزيارة بقرية الروضة، وجدت كثيرا من النساء الحاضرات من أهل سيناء ولسن من أهل القرية جئن لمشاركة وتعزية قريباتهن من أهالي الروضة، وتقديم الشكر والتقدير لفضيلة الإمام الأكبر على مشاركته المرأة في مصابها وتعزيته لها وكذلك لأنهن كن على علم بعزة نفس المرأة وبأن نساء القرية لن يتحدثن عن أنفسهن بما تحتاج إليه ولذا كان وجودهن للحديث نيابة عنهن.

أول أثر للزيارة وجدته على أهل سيناء وأهل قرية الروضة من النساء حيث جاءت زيارة فضيلة الإمام للقرية بمثابة مسح الدموع من أعين النساء ومواساتهن في مصابهن وإحساس فضيلته بمعاناة النساء في تلك القرية، وتطييب خاطر كل امرأة فيها وأنه يشعر بآلامهن ولن يتركهن وحدهن يواجهن المحن وظروف الحياة الصعبة بلا سند.

لقد تحدثت معنا النساء فقالت إحداهن وتدعى (إحداهن ) من بئر العبد : "لأول مرة نحس إن لنا سند، الأزهر سندنا وظهرنا , وفضيلة الإمام شعرنا بأنه الأب الرحيم نعم الرجال الإمام الطيب , وطالبت ألا يجعل فضيلة الإمام واسطة بين الأزهر والناس وأن يكون تواصله ومساعداته مباشرة مع النساء بلا وساطة من أي جهة لأنهم يثقون بالأزهر وشيخه " ووعدتني بأن تذهب للأرامل في بيوتهن، وتجعلهن يسجلن رسائل صوتية موجهة منهن لفضيلة الإمام.

نساء سيناء وبئر العبد اللاتي أتين لعزاء قريباتهن في الروضة قلن ما خفف الألم عنا وأدخل الطمأنينة في قلوبنا إلا زيارة فضيلة الإمام لنا الرجل الطيب الذى يسكن في قلوبنا جميعا.

وتذكرت النساء مصابهن والدماء التي لم تجف والبيوت التي فقدت كل أهلها والقرية التي فقدت في لحظات كل رجالها وشبابها وأطفالها من الذكور وبكين وقالت ( سيدة أخرى ) من الروضة: هناك سبع نساء فقدن كل رجالهن وأطفالهن وبيوتهن مدمرة لا تصلح للعيش فيها ولذا تجمعن في بيت واحدة منهن وليس لهن عائل ولا مصدر رزق ومع ذلك لديهن عزة نفس فلا يقبلن شفقة ولا يطلبن شيئا من أحد ولكن أملهن في الإمام الأكبر أن يوجد عمل لهن لمن تستطيع أن تخرج للعمل ولمن لا تستطيع أن يوفر لها عمل في المنزل لتعيش منه واقترحت فتحية عامر إذا قرر فضيلة الإمام معاشا لهؤلاء النساء أن يصلهن من الأزهر الشريف على مكتب بريد القرية بأسمائهن حفظا لماء وجوههن وتيسيرا عليهن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط