الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بوتين ... والزيارة غير العادية


يبدأ غدا الاثنين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة إلى القاهرة لبحث سبل دفع التعاون الثنائي بين الدولتين في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية وفى مجال الطاقة، فضلًا عن التشاور بشأن عدد من القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

ما سبق هو جزء من البيان الرسمي لرئاسة الجمهورية الخاصة بزيارة "بوتين"...والذي قد يبدو للوهلة الأولى أنه بيان لزيارة اعتيادية كالتي يقوم بها رؤساء الدول للقاهرة ، ولكن التوقيت واتطور الأحداث في المنطقة يجعلها زيارة "غير عادية" بالمرة رغم أنها كانت مقررة من فترة لارتباطها بالتوقيع على اتفاقية انشاء مفاعل "الطبعة النووي" ، ولكن شاء القدر ان تتخذ الزيارة طابعا اخر لا يقل أهمية من "الضبعة" وهو مناقشة أزمة "القدس" بعد القرار الامريكي بنقل السفارة للقدس واعتبارها عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي.

وصرح السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئيس الجمهورية، أنه من المقرر أن تشهد الزيارة، والتى تأتى فى إطار حرص مصر وروسيا على تدعيم علاقاتهما التاريخية والاستراتيجية، عقد جلسة مباحثات بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الروسى، لبحث سبل دفع أطر التعاون الثنائى فى المجالات المختلفة، خاصة السياسية والتجارية والاقتصادية وفى مجال الطاقة، فضلًا عن التشاور بشأن عدد من القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

قناعتي الشخصية أن تحركات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بشأن إدارة مستقبل ملف القضية الفلسطينية مدروسة تماما لتحقيق هدف واحد وهو توفير حياه كريمة للشعب الفلسطيني في دولة مؤسسية كاملة عاصمتها القدس ، ولذلك اختار السيسي أن يستغل علاقات مصر الطيبة مع أحد الاعبين الاساسيين في الملعب الدولي وهي "روسيا" .

الزيارة الهامة التي يقوم بها بوتن لها العديد من الدلالات التي يمكن حصر بعضها في الآتي:


-القيادة السياسية لن تفرض بأي شكل من الأشكال أو تتخلى عن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

-الرئيس السيسي إختار أن تكون ضمن تحركات الأولى في مسألة ملف (القدس) مع دولة كبرى بحجم روسيا لما لها من تأثير في القرار الدولي.

-الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الرافضين للسياسات الاسرائيلية والتحركات الامريكية بمنطقة الشرق الأوسط وبالتالي سيكون داعما قويا للقضية والتحركات المصرية في الملف.

-العلاقات الجيدة بين الرئيسين (السيسي وبوتين) من شأنها أن تعطي قوة للتحركات في الفترة المقبلة بشكل واضح بحيث سيكون هناك تناغم في وجهات النظر المشتركة والتوجهات.

-التحركات المصرية - الروسية ستكون من خلال الحشد الدولي أمام المحافل الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة والدول الحليفة للدولتين من أجل الضغط للحفاظ على مسار القضية الفلسطينية.

-ستكون مصر حلقة الوصل المشتركة بين القيادة الفلسطينية وروسيا لتوحيد المواقف أيضا وخطط العمل المشترك.

في النهاية ... ثقتي لم تهتز للحظة في إدارة القيادة السياسية الحالية للدولة المصرية لمستقبل الملف الفلسطيني بتحركات عملية دون شعارات رنانة او "كلام في الهواء"..فما اسهل الكلام "الفاضي" والشعارات التي قد تكسب صاحبها شعبية وقتية ، ولكن البطولة الحقيقية هو ما يتحقق على الارض في النهاية بشكل إحترافي ، انا مقتنع تماما انه سيتحقق في لقاء الرئيس السيسي مع نظيره الروسي خلال الزيارة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط