الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أيها المصريون.. ارفضوا زيارة نائب الرئيس الأمريكي لمصر


تداولت وسائل إعلام عربية وعالمية أنباء عن زيارة مرتقبة لـ " مايك بنس " نائب الرئيس الأمريكي خلال شهر ديسمبر الجاري إلى إسرائيل ومصر، ومن المؤكد أن هذه الزيارة ستأتي بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا بنقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس، ضاربا بكل الأعراف والمواثيق والاتفاقيات الدولية ومشاعر ما يزيد ملياري مسلم وعربي حول العالم عرض الحائط.

وبشكل مستفز تظهر فيه البلطجة الأمريكية في أجل صورها في الانبطاح وتقديم فروض الولاء والطاعة لدولة الكيان الصهيوني المغتصب والمحتل للأراضي الفلسطينية، وفي وقت ــ أيضا ــ توغلت فيه الأنظمة العربية أو قل غالبيتها في الانبطاح الذي وصل لحد العمالة للإدارة الأمريكية وإسرائيل، وتمادت في جرائمها اللاإنسانية بحق شعوبها وأبناء جلدتها لتمزيق وتفكيك أوطانها و الأمة العربية والإسلامية بالوكالة، من أجل الحفاظ على كراسيهم وملياراتهم في البنوك.

فمن الواضح للعامة وللمتبحرين في دهاليز السياسة أن بعض الأنظمة العربية الآن تحارب شعوبها بالوكالة عن أمريكا وإسرائيل مقابل حمايتها وتأمين كراسيها وانقاذها من جرائمها بحق شعوبها وشعوب الأمة العربية والإسلامية، وما أن تحصل منهم أمريكا على مرادها ترميهم في أسواق النحر والدم والقتل والتمثيل بالجثث وتضحي بهم في الأعياد كالذبيحة، والحق أقول أن زيارة مايك بنس لمصر أنا شخصيا أرفضها ورفضتها في مطلع نوفمبر الماضي وقلت أنها زيارة مفخخة، خاصة وأن الرجل معروف تاريخه في دعم الغزو الأمريكي للعراق بشدة، ومقاومته لغلق سجن جوانتانامو في كوبا الذي مارست فيه أمريكا التي تصدع رؤوسنا كل يوم بحقوق الإنسان، كافة الجرائم اللاإنسانية من قتل وتعذيب واغتصاب.

كما أن الرجل من الذين يذوبون عشقا في دعم دولة إسرائيل وسياساتها في المنطقة، والأخطر في الزيارة أنه كان قد أعلن في مؤتمر تم انعقاده في واشنطن تحت عنوان " الدفاع عن مسيحي الشرق " تزامنا مع بعض الأحداث التي شهدتها محافظة المنيا من غلق لبعض الكنائس بحجة عدم وجود تراخيص لها، حيث قال نائب الرئيس الأمريكي في المؤتمر أن المسيحية تتعرض اليوم إلى هجوم غير مسبوق في دول الشرق الأوسط، والولايات المتحدة ستقف دائمًا إلى جانب من يعانون بسبب ديانتهم، وقال مخاطبًا مسيحيو الشرق: ” المساعدة في طريقها إليكم ” واصفا ً الأعمال الإجرامية التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي بـ ” الجرائم ضد الإنسانية” وانتقد الأمم المتحدة لفشلها في تنفيذ المشاريع الرامية إلى حماية الأقليات الدينية في الشرق الأوسط بقوله: ” لن نعتمد على الأمم المتحدة فقط لحماية المسيحيين والأقليات ولكن سنتواصل مع كل المنظمات المعنية.

أمريكا تستطيع دعم هذه الأقليات بشكل مباشر ” كما انتقد نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في هذا المؤتمر حرق الكنائس في مصر وقال أنه سيبدأ بزيارة مصر في إشارة منه للدفاع عن الأقليات الدينية فيها من الأقباط والشيعة وغيرهم . ومن هنا فهذه الزيارة المرتقبة تحمل اجندات مفخخة لتأجيج الأوضاع في مصر، فأنا شخصيا والتاريخ الوطني للكنيسة والأزهر الشريف ثابتين ومعروفين في رفض أي وصاية اجنبية على مصر أو استخدام ملف حقوق الأقباط كورقة ضغط للوي ذراع الدولة المصرية ومحاولة تركيعها وامتطاء واستباحة سيادتها.

وأحيي شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب والبابا تواضروس الثاني بسبب إصدار بيانات ترفض الزيارة وتعتذر عن لقاء مايك بنس ردا على قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس، وأطالب الرئيس السيسي شخصيا برفض أو تأجيل لقاء نائب الرئيس الأمريكي إلى حين تجميد ترامب للقرار أو سحبه وهذا سيحسب لتاريخ الرئيس السيسي لو فعلها، لأن القدس خط أحمر، كما أطالب كافة المصريين برفض الزيارة وهذا الرفض الشعبي سيكون بمثابة رسالة شديدة اللهجة للإدارة الامريكية للتعبير عن الغضبة الشعبية في مصر ضد القرار.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط