الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صناعة النسيج اليدوي التراثي تواجه الاندثار بسوهاج.. ارتفاع أسعار المواد الخام يقضى على مهن عمرها أكثر من 500 عام في أخميم.. والحكومة الكندية تمد يد العون وتقيم قرية للصناع بحي الكوثر

صدى البلد

• ارتفاع أسعار المواد الخام يقضي على صناعة عمرها أكثر من 500 عام
• شهرة عالمية للنسيج الأخميمي والسياح يتوافدون علي المنطقة لشراء المنتجات
• مؤسسة الفراعنة الخيرية تكافح من أجل الحفاظ على صناعة النسيج
• الحكومة الكندية تمد يد العون وتقيم قرية للصناع بحي الكوثر

تشتهر مدينة أخميم بسوهاج بصناعة النسيج اليدوي التي يناهز عمرها أكثر من 500 عام، وأصبحت المدينة ذات شهر عالمية حيث يقصدها عدد من السياح لشراء المنتجات ويحرص العاملون في تلك الصناعة علي الحفاظ علي تراث أجدادهم رغم وجود مشاكل كبيرة في عملية تسويق منتجاتهم، وعدم تمكنهم من شراء المواد الخام التي يحتاجونها في عملية التصنيع.

ورغم تلك المعوقات إلا أن أبناء المدينة لا زالوا يبدعون في تلك الصناعة ويشاركون في معارض دولية، بمنتجاتهم المتنوعة من "كوفرتات ومفارش السرير والسفرة والشيلان والطرح والفساتين والستائر".

وساهمت الحكومة الكندية في عام 1995 في تشييد قرية للنسيج اليدوي بمنطقة حي الكوثر شرق مدينة أخميم للحفاظ علي تلك الصناعة، لكن مع مرور الوقت وإهمال المسئولين في الدولة لتلك الصناعة فلقد هجر المهنة، أكثر من 70% من عمالها.

محمد الدقيشى، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الفراعنة التابعة لمديرية التضامن الاجتماعي يؤكد أن هناك صعوبات تواجه صناعة النسيج اليدوي فلقد هجر المهنة أكثر من 70% من العاملين فيها ولا يعمل في تلك المهنة سوي 30%.

وأضاف أن المهنة تواجه الاندثار بسبب المعوقات التي تواجه الصناع في أخميم والكوثر، بعد أن ترك المهنة العديد من عشاقها، ويضيف بأن مؤسسة الفراعنة نفذت مبادرة تحت أشراف وزارة التضامن الاجتماعي لتدريب 1000 شخص على صناعة المنسوجات اليدوية وجميع من تم تدريبهم يعملون الآن في تلك المهنة.

ويضيف، أن فكرة إنشاء قرية النساجين بحى الكوثر التابعة لمدينة أخميم كانت في عام 1995، وذلك بعد ان تعرضت الصناعة لخطر الاندثار وتراجعت صناعة النسيج اليدوى والتى عانت الإهمال من قبل المسئولين في الدولة، واتجهت محافظة سوهاج بالتعاون مع البنك الدولي لإنشاء قرية النساجين الأولى بحى الكوثر لنقل الراغبين في الاستمرار فى صناعة النسيج فى هذه القرية وعلى مدى 22 عاما، لم تحدث أية تنمية بهذه القرية بسبب الإهمال الواضح من المسئولين في المحافظة، وعدم توفر الخدمات لأهالي القرية، وهجر الكثير من الأهالي منازلهم ومنهم من أغلقها ورحل ومنهم من قام بتأجيرها إلي آخرين تاركين ورائهم حرفتهم التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم.

وأضاف الدقيشي، أنه في عام 2005 تم إنشاء قرية ثانية للنسيج اليدوي، أكثر تطورا من القرية الأولى على بعد 3 كيلو من قرية النسيج الأولي وكان تمويل بناء المساكن من البنك الدولي، لكن واجه الأهالي مشكلة أن المساكن بنظام التمليك ولم يكن لدي البعض من أصحاب تلك المهن رأس المال ليدفعوه مقدمات في تلك المساكن، ويضيف أن عدد الوحدات فى القرية الأولى 150 وحدة نول، وتتكون من غرفتين وصالة بالإضافة إلى النول، اما القرية الثانية عددها 122 وحدة نول.

وأضاف ان مؤسسة الفراعنة تقوم بتسويق منتجات عدد كبير من صناع النسيج وتشارك المؤسسة في معرض داخل الوطن العربي والدول الأوربية بالإضافة إلي المعارض التي يتم إقامتها داخل البلاد،

الأسطي ثروت كامل، من قدامى النساجين بالقرية يوضح أنه يعمل في المهنة منذ 20 عاما بعد أن ورثها عن والده الذي ورثها عن جده، موضحا أنه يعشق مهنته التي تواجه شبح الاندثار مؤكدا أن صانع النسيج، لابد وان يكون صاحب فن وذوق رفيع ويكمل، المهنة بها صعوبات كبيرة لأن الأسعار ارتفعت بشكل كبير والدولة لا تساعد الصناع، واكد أنه يعرف أشخاص كثيرين تركوا المهنة، ومنهم من اشتري "توك توك" ليعمل عليه بدلا من صناعة النسيج.

الدولة من جانبها تظهر اهتماما بتلك الصناعة لكن اهتمامها ينصب علي زيارات المسئولين من اجل التقاط الصور التذكارية مع العاملين هناك ولا يقدمون يد العون بشكل حقيقي لهم وآخر زيارة لمسئول في المنطقة كانت في يناير من العالم الجاري حيث تفقدت الدكتورة سحر نصر، وزيرة التعاون الدولي، معرض منتجات النسيج اليدوي بحي الكوثر، وأكدت نصر، في زيارتها أن وزارة التعاون الدولي تعمل على تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتكثيف إجراءات تسويق مبادرة تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر للشباب، وزيادة المنح المقدمة من الشركاء في التنمية، لاسيما في المناطق الجغرافية التي تنتشر بها عمليات الهجرة غير الشرعية، للمساهمة في القضاء على البطالة كأحد مسببات الهجرة غير الشرعية.