الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خفافيش الظلام تغتال التراث الإنساني


فى أواخر عام 2017 أتذكر الأيام السوداء التى مررنا بها خلال العام المنصرم حينما إغتالت أيادى الغدر والخسة أبناءنا فى كل مكان على أرض مصر الطاهرة , فأتذكر كل الحوادث , لتنزف جراح القلب , وتتساقط الدموع ألما وحسرة على ما فقدناهم بسبب الخسة والنذالة التى ما زلنا نجد آثارها فى أماكن كثيرة وفى عقول كثيرة لا تريد لمصر أن ترتقى وتنهض وتعبر الى المستقبل.

أتذكر كل صرخة سمعتها من أم مكلومة أو زوجة مترملة أو طفل رضيع يشعر بالمرارة على ما فقده وهو لم يدرك أن مصيره المحتوم بات ممزوجا بالدموع على ما فقده .. أتذكر كل الحوادث الإرهابية فى سيناء وآخرها حادث مسجد الروضة الشريفة التى لم ولن تلتئم جراحنا بسبب هذا الحادث .. أتذكر حادث الواحات الأليم , ولكنى لن أنسى صقور مصر وفرسانها الذين لم يناموا حتى عادوا بالثأر للشعب المصرى من الخونة والجبناء.

أتذكر هذا كله وأكثر من هذا لأذكر نفسى وأذكركم أن الإنسانية تمر الآن بمرحلة إستثنائية , وتنزف دماؤها على أسفلت الحياة بسبب غرس مخالب الجهل والتطرف فى عنقها , وإطلاق رصاصات القهر المتربصة بنا والتى تحارب الإبداع والفن والتدين الحقيقى والسلام والحب وكل القيم النبيلة التى يبثها الشعب المصرى ويمشى بها على أرض الله بفطرته وسلوكه الطيب الذى لم يلوث.

أتذكر فى أواخر عام 2017 أن مصر الحرة لن تنكسر أبدا , ولن يسرق ثوبها الأبيض غربان الجهل والتطرف لأن فيها دين راسخ وتدين أعمق من أن يزايد عليه أحد , ومصر طوال تاريخها منارة للعمل والثقافة والفنون ولن يستطيع أحد أن يغتال التراث الإنسانى فيها , أو أن يطفئ شعاع النور المتجه منها الى كل دول العالم.

يا سادة .. لم ينج بشر ولا حجر في العديد من الأقطار العربية ليس فى مصر وحدها من شبح القتل والحرق والتدمير والانتقام الأسود الذي تمارسه الجماعات الإرهابية التي تتدثر بعباءة الإسلام والإسلام منهم بريء , الذين يريدون القضاء على الإنسانية والذين يريدون القضاء على الإسلام الحقيقى والمسلمين, والذين لا يريدون لمصر أى خير .. ولذلك يجب علينا أن ننتبه ونعود الى الحفاظ على تراثنا الإنسانى ليبقى شاهدا على جماعات الظلام الفكرى , ولنستطيع إنقاذ التراث الإنسانى من خفافيش الظلام التى باتت تملأ كل جوانب العالم بأفكارها المسمومة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط