الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ضاعت سوريا بين جنيف وآستانا


سنوات سبع نتركها وراءنا وما زلنا نعد الأيام والشهور كي نتخلص من الفوضى التي يعانيها الشعب السوري بكل مكوناته ومذاهبه وما لاقاه من ويلات الحرب والدمار علي يد الدولة السورية ومن كانوا يسمون أنفسهم بالمعارضة المتعارضة مع ذاتها اولا ومع النظام بنفس الوقت. 

الطرفان كان وما زالا يلوحان بالعنف وعسكرة المجتمع بغية تنفيذ الاجندات الموكولة لهما إن كان من تركيا والرياض أو من ايران وروسيا والشعب بين هذين الثورين المتناحرين يدفع الثمن وما زال.

جنيف المربوطة بقرارات دولية وعرابها دي مستورا اوصلها الى ثمانية جولات من المباحثات والحوارات عديمة النتيجة سوى انه ينفذ ما هو مطلوب منه كي يفرغ مطالب الشعب من جوهرها ويقنعهم بفتات ما تبقى من كرامة هذا من جهة. 

ومن جهة اخرى هناك العراب الروسي الذي اقنع طرفي الصراع في الجلوس على طاولة المباحثات في استانة والتي لم تختلف عن جنيف بشئ سوى باسمها فقط ولكن الجوهر هو هو. 

وما بين جنيف 8 واستانة 8 هناك 16 جولة من المباحثات التي كان يطبل لها الإعلام المحلي والاقليمي والدولي والنتيجة ضحك على الشعب وخداع للجميع لأن طرفي الصراع بالاصل لا يملكون اوراق اللعب بل هم بيادق وادوات بيد القوى الدولية والإقليمية التي لا تفكر سوى بمصالحها هي فقط. 

الطامة الكبرى هي ان الثوريين المتصارعين والمتناحرين يعتقدون أنهم يمتلكون أوراق اللعب على الجغرافيا السورية وانهم الى الآن لا يريدون الاعتراف بغبائهم الذي هم فيه ويتحدثون ويصرحون ببيانات اكبر بكثير من حجمهم ومستواهم ويؤمنون انهم اصحاب القضية بحق ولا يعلمون أنه يتم تسييرهم عن بعد بواسطة أجهزة التحكم التي بيد القوى الدولية الرأسمالية الناهبة. 

وآخر هذه التصريحات ما اتحفنا به الأسد الابن في وصفه من حرر ثلث الأراضي السورية بالخونة هذه هي حقيقة الحكام في منطقتنا التي نعيشها ونعيش مع أمثال هكذا حكام ايضا رغما عنا. 

الكل بنظرهم هو خائن وعميل ان لم يفكر مثله ويمتثل لأوامره، وانه لم يدرك الى الآن لماذا خرجت الشعوب السورية للانتفاض ضد هذه التقربات والأفكار، ما زال النظام في سوريا يعتقد انه هو الوحيد القادر على إدارة البلد وان يكون الرئيس الملهم حفظه الله ورعاه واطال في عمره. 

حينما يبتلى مجتمع ما بهكذا حكام ورؤساء تكون عاقبة هذا المجتمع وخيمة، اذ يعمل الحكام على تمييع المجتمع وجعله مجتمع نمطي استهلاكي وظيفته فقط ان يصفق للرئيس ويدعوا الله في اطالة عمره. 

لكنه تناسى انه لم يتم انتخابه بالأصل وانه اصبح رئيسا في غفلة من الزمن وتم تغيير الدستور كي يكون متوافق والرئيس الجديد. لا مشكلة ان يتم تغيير الدستور إن كان ذلك يخدم جلالته، لكن ان طلب الشعب بكرامته وحريته او تغيير نظام الحكم الى فيدرالي فهنا تخرج جوقة وحريم السلطان لتتحفنا بأن الدستور لا يمكن تغييره الا بموافقة الشعب، لكن أين كان الشعب حين تم تغييره في سويعات قليلة لتتربع على كرسي الزعامة. 

ما بين جنيفات ثمانية واستانات ثمانية وعلكة تغيير الدستور والانتخابات ضاعت سوريا على يد رئيس عفا عنه الزمن. 

وستبقى شعوب سوريا ملتحفة بامل النصر في بناء سوريا الديموقراطية الاتحادية على أساس أخوة الشعوب وليس تخوينها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط