الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المنتخب السعودى.. بين قرارات المسئولين وطموحات المونديال


تناولت فى المقالين السابقين قرعة مونديال روسيا 2018، ووقوع منتخب مصر فى المجموعة الأولى إلى جانب روسيا وأوروجواى والسعودية، وتحدثت بالتفصيل عن منتخبى روسيا وأوروجواى، وعرضت عناصر القوة لديهما، وأهم اللاعبين فى كل فريق، وحظوظهما فى التأهل للدور الثانى من المونديال.

واليوم أتناول منتخب السعودية، صاحب التصنيف الرابع فى قرعة المونديال، والذى يشارك للمرة الخامسة بالنهائيات، بعد مشاركته أربع مرات من قبل، أعوام 1994، 1998، 2002، و2006، وكانت أفضل نتائجه خلال نهائيات كأس العالم 1994 عندما تأهل لدور الــ 16 من البطولة.

جاء تأهل المنتخب السعودى للمونديال الروسى بعد خوضه 18 مباراة فى التصفيات الأسيوية، فاز فى 12 مباراة وخسر 3 مرات وتعادل فى مثلها، أحرز 45 هدفًا، منهم 17 هدفًا فى منتخب تيمور الشرقية بالمرحلة الأولى من التصفيات التى تضم منتخبات ضعيفة، بينما تلقت شباكه 13 هدفًا.

وسوف يدخل المنتخب الأخضر، التاريخ من أوسع أبوابه، عندما يخوض لقاء إفتتاح المونديال القادم، أمام منتخب روسيا صاحب الأرض والجمهور، على ملعب ستاد لوجنيكى بالعاصمة موسكو، ليصبح المنتخب الأخضر أول فريق عربى يخوض مباراة الافتتاح فى نهائيات كأس العالم.

طموحات وأحلام كبيرة تراود الشعب السعودى فى مشاركة قوية وإيجابية لمنتخبها بالمونديال والوصول إلى أبعد مدى بالبطولة المنتظرة، لذا يولى المسئولون عن الكرة بالمملكة اهتمامًا كبيرًا بالمنتخب الأخضر حتى يظهر بشكل مشرف للكرة العربية فى النهائيات، وبناء عليه إتخذ اتحاد الكرة السعودى عدة قرارات الغرض منها تحقيق طموحات الجماهير السعودية.

القرار الأول كان إقالة المدير الفنى الأرجنتينى "باوزا" الذى تعاقد معه الاتحاد السعودى لقيادة المنتخب الأخضر بالمونديال الروسى، وتمت إقالته بعد أسابيع قليلة من توليه المسئولية بسبب النتائج الهزيلة التى حققها "باوزا" مع الفريق أثناء المعسكرين اللذين أقامهما المنتخب، استعدادًا للنهائيات، حيث خسر 3 مباريات أمام غانا والبرتغال وبلغاريا، ورأى الاتحاد السعودى أن "باوزا" لن يحقق طموحات المنتخب والجماهير السعودية لذا كان قرار الإقالة.

ثانى قرارات الاتحاد السعودى، كان مشاركة منتخب المملكة فى كأس الخليج التى تستضيفها الكويت حاليًا بعناصر من اللاعبين الشبان وتطعيم صفوف الفريق ببعض عناصر الخبرة أمثال أحمد الفريدى وسلمان المؤشر وعمر هوساوى ومختار فلاتة ويقودهم فنيا الكرواتى يورشيتش، مدرب منتخب المواهب من مواليد السعودية.

وشخصيًا أرى أن المشاركة فى خليجى 23 بالعناصر الشابة، هو قرار صائب، خاصة أن المنتخب الأساسى ينتظره مشاركة كبيرة فى المونديال، وهذا القرار من شأنه عدم وضع الفريق الأول تحت أى ضغوط يكون لها مردود سلبى على النواحى المعنوية والفنية للاعبين الأساسيين الذين يستعدون للنهائيات، ومن الممكن أيضًا أن يقدم احتياطيًا إستراتيجيًا للفريق الأساسى.

وكان آخر قرارات اتحاد الكرة السعودى، التعاقد مع المدير الفنى الأرجنتينى "أنطونيو بيتزى"، الذى قاد منتخب تشيلى لإحراز لقب كوبا أمريكا عام 2016، وتأهل لنهائى كأس القارات الماضية، لكنه فشل فى التأهل مع منتخب تشيلى لنهائيات كأس العالم القادمة، وبمجرد إنتهاء علاقة "بيتزى" بمنتخب تشيلى قرر اتحاد الكرة السعودى الاستعانة به لقيادة منتخبها فى المونديال الروسى.

فى كل الأحوال، يعد المنتخب السعودى، من الفرق الأكثر تنظيمًا فى القارة الآسيوية، ويضم عددًا من اللاعبين المتميزين، من أصحاب الخبرات والمهارات العالية، حيث يمتلك فى خط الدفاع ياسر الشهرانى، ومنصور الحربى، وعمر هوساوى، وفى خط الوسط عبد الله عطيف، وسلمان الفرج، وأحمد الفريدى صانع الألعاب، بالإضافة إلى لاعبى خط الوسط المهاجم يحيى الشهرى وتيسير الجاسم ونواف العابد.

ويمتاز المنتخب الأخضر بخط هجوم قوى يضم لاعبين على درجة عالية من الموهبة والكفاءة، يأتى فى مقدمتهم محمد السهلاوى لاعب النصر، وسالم الدوسرى نجم الهلال، وناصر الشمرانى لاعب الشباب وفهد المولد لاعب الاتحاد وصاحب هدف التأهل فى لقاء اليابان الأخير بالتصفيات.

ومن وجهة نظرى سيكون المنتخب الأخضر حاضرًا بقوة وشراسة خلال المونديال الروسى ولن يكون ضيف شرف، بل سيقدم كرة قدم حقيقية وسيحاول المنافسة بكل قوته على نزع بطاقة التأهل للدور الثانى من المونديال مكررًا إنجاز التأهل لدور الــ16 الذى حققه عام 1994.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط