الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أعياد الميلاد بألوان الدماء...!!


امتنع عام 2017م عن تركنا قبل أن يترك بصمته الأخيرة على باب كنيسة مارمينا بحلوان...
راح يقول إن للدماء البريئة التي أهدرها تنظيم داعش السلفي ألوان ....
فتعجبت من قوله ذاكرة الزمان ...
غير أنها ذاكرة تراثيه لا تعي...
نعم .. إن للدماء في هذا النطاق الجغرافي المأزوم ألوان ..!

رأينا بعضها يوم الجمعة 29 / 12 / 2017م في حلوان حمراء قانية على باب كنيسة طيبة لم تؤذي أحدا ، ورأيناها رعبا يزف آلامه إلى كل النوافذ التي تطل على شارع يمارس فيه الإرهاب السلفي مواهب إطلاق الرصاص الحي على بيئة أهلية مسالمة لا يأبه بشيء غير إيلام البشر وتعكير صفو الأيام التي تمضى بنا نحو مستقبل لا يريد أن يفتح مساراته...!

ورأيناها كذلك في دخان البارود الذى حركته عدة عواصم إقليمية وغربية تريد تشتيت الانتباه عن القدس لتُسلم بسكون لصهاينة مملكة الخزر ... عبر رج الساحة المصرية لتنشغل بنفسها وزحزحة الثقة في الشارع المصري ليهرب منه المستثمر ولا يأتي إليه السائح ويخرج منه الباحث عن مستقبل في المنطقة أكثر أمانا واستقرار ..!

إنه حجر واحد ضربوا به عدة عصافير على شجرتنا المصرية من خلال تحريك أدوات الصهاينة والأمريكان في المنطقة عندما يجيدون استخدام مثل البارود السلفي زمانا ومكانا وحاله ..!

فلا سلام للأقباط بعيد ميلاد المسيح المجيد ...
ولا سلام للأمة المصرية وهي تنوى تعبيد الطريق ...
ولا سلام للمستقبل كي يفتح دروبه ولو من بعيد ....

ما دامت الدولة المصرية تنتهج نفس أسلوبها في التعامل مع الخطاب السلفي عبر غض الطرف والذى لا زال مسيطرا على عقليه متخذ القرار ومسيطرا على عقليه من يصعدون ليصدعوا أدمغة المصريين في مساجد الضرار التي يحتلونها ومن خلال إصرارهم على نشر خطاب التكفير والكراهية الذى تركه القانون بلا حساب والمؤسسات الدينية بلا تجديد ونقد وتدريب وعقاب ..!

فالدولة التي تربي الوحش وترعاه .. وتثمن أقدامه وتكبر سنامه لا يحق لها مطلقا أن تشتكي من مخالبه إذا طالت وجهها أو نهشت قلبها ..!

وهذا الغول السلفي الذى تركناه في مناهجنا ومدارسنا ومساجدنا يكفر المسيحيين وكل المختلف معهم من المذاهب الإسلامية وأهل الديانات السماوية لابد أن تكون نتيجته طلقات عشوائية من أسوان إلى حلوان تقتل كل من يقابلها بعدما وقفت على باب الكنيسة الآمنة تريد خطف روحها وهدم بنيانها وهزيمه خطابها الداعي إلى المحبة والتصافي ولم تتركها إلا والدماء بألوانها تحاصر مخارجها ومداخلها .!

ولن يكون أمامنا من حل لمواجهة هذه الحالة إلا بالتحول السريع ناحيه تأسيس دولة مدنيه معاصرة يعمل بها القانون بحسم وتُرعى فيها الحقوق بدقه وتعيش فيها المساواة بحق بعد هدم كل هذا الإرث القديم الذي حكم علينا بالموت في الشوارع بقانون الهوى السلفي الذى دمر من قبل سوريا ونال من العراق وفتن ليبيا وطعن اليمن تحت شعارات طائفية ومذهبية بغيضة وكاذبة ولا زال يعمل على رج القاهرة لإلقائها في مراجل الشتات والألم .

ولن يكون أمامنا من حل لمواجهة هذا الخطاب السلفي إلا بالاعتراف المبدئي بأصل المشكلة أنها سطور تعيش في أكثر من نصف الأدمغة الأزهرية والشعبية قبل أن تكون ساطور وأنها برود فكرى وجهل قبل أن تكون بارود ينكل بنا ويخطف أرواحنا مسلمين ومسيحيين على حد سواء ..!

ولن نصل أبدا لحل بظل غياب كامل لمثل هذا الاعتراف داخل أجهزة الدولة وبأروقة وزارة الثقافة التي فقدت دورها والأزهر المتهم بأنه مرجعيه تعيش بين جدرانه هذه السطور الذى يلقب مؤلفيها بشيوخ الإسلام والذين جاءوا ليرهبوا الحياة بالخناجر والبارود فيما حقيقة الدين ..كل دين محبة وسلام .

وكذلك لن يكون هناك من حل بظل غياب المعلومة الاستخبارية الاستباقية حين يشهد الواقع ربطا بالوقائع أن هناك كسل وعقم في الإدارة وغيوم تتلبس بها الساحة ... مع قصور أمنى في التدريب والخطط وغياب لفن الإدارة المعاصرة في مواجهة خلايا إرهابيه متحركة وكأننا كمصريين مُصِرين على ألا نتعلم شيئا من كل التجارب الماضية .!!

العالم يستهدفنا .. نعم كثير من دوله تريد إشغال القاهرة وإبعادها عن الملفات الإقليمية التي تمثل أبجدية أمننا القومي ..
ولكنهم لن يستطيعون النفاذ إلينا بحق إذا كان بنياننا صلدا وجداره أملسا وبواباته موصده .. وهذه بأيدينا والتفريط فيها بمثابه هدايا ثمينة لهذا العدو المتربص فلنلوم أنفسنا قبل تصدير موجات اللوم المتتابعة لغيرنا وبلا فائدة .

السلام على المسيح يوم ولد ويوم ويموت ويوم يبعث حيا
والسلام على كل حجر في جدار كنيستنا الصابرة الصامدة في مواجهة المحن .. جين تقول بمواقفها فلنقدم الضحايا تلو الضحايا بصبر ووعي كي يبقى الوطن .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط