الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفريقيا.. مظاهر سياسية خاصة


تتعدد الملامح والمظاهر فى القارة الإفريقية التى تنفرد دون غيرها ببعض المظاهر التى كانت تعبر بالضرورة عن الثراء والتنوع فى المظاهر الطبيعية والبشرية حيث تمثل القارة كنزا للبشرية فى تنوع ثرواتها التى تشمل كافة مظاهر الحياة الطبيعية بحيث أصبحت ترتبط فى الأذهان بأنها أصل لكل الحيوانات والنباتات فهى مصدر المواد الخام وسلة غذاء العالم مع الأخذ فى اﻻعتبار بأن تلك المظاهر جعلها مطمعا وهدفا مستمرا وممتدا عبر التاريخ للسيطرة واﻻستعمار واستمرار التبعية للأصل اﻻستعمارى الذى كان هدفه الوصول إلى تلك الثروات والسيطرة عليها مع امتداد تلك التبعية حتى اﻵن وذلك منذ حقبة الكشوف الجغرافية والتى صاحبها ظاهرة الرق ثم اﻻستعمار الذى مازالت تداعياته ممتده حتى اﻵن ...

وكل تلك التداعيات أراها فى معظمها سلبية حتى وإن تم الترويج لعكس ذلك فالواقع يؤسس على ذلك من خلال حالة الدولة الوطنية الأفريقية التى عانت ومازالت من ممارسات المستعمر والنظرة الدونية للإنسان الزنجى الذى أسس حضارة وساهم فى بناء العالم الجديد.

والظاهرة التى أراها تحتاج إلى جهود مستمرة ودراسة وتأصيل من أجل الوصول إلى حلول على الأرض تلك الظاهرة هى الصراع الأثنى والرغبة فى اﻻنفصال عن الدولة المركزية التى عانت وما زالت من حقيقتها بالأساس ونتيجة لممارسات المستعمر والنخب التى تركها على رأس السلطة تحمى مصالحة ويخطط لذلك كانت ممارسات التهميش واﻻندماج الإكراهى التى ساعدت على تفشى تلك الظاهرة فى ربوع القارة فى غرب القارة نجد الأزواد والجمهورية الصحراوية حيث طالب الأزواد باﻻنفصال عن مالى التى تعتبرها جبهة تحرير أزواد دولة تستعمر الإقليم الذى يمثل ثلثي مساحة مالى تقريبا وتم مواجهة تلك المطالب وبمساعدة فرنسية ولم تمت القضية ومازالت القضية مستمرة لأن واقع التهميش لهذا الإقليم مستمرة حتى اﻵن .....

وفى إثيوبيا إقليم اوروميا وفى الصومال وأيضا والسودان ..والجدير بالذكر أن هناك دولا نشأت فى الصومال لم يتم اﻻعتراف بها دوليا ...وحاصل القول فى انتشار النزاعات اﻻنفصالية فى القارة يعتبر أحد المظاهر السياسية التى تتميز بها وساهمت الممارسات الخاطئة التى أعقبت رحيل اﻻستعمار التقليدى فى تلك الظاهرة فى تعميق الخلافات والتمايز بين الجماعات الإثنية وتعميق الفوارق والتهميش الذى أدى إلى مطالب اﻻنفصال التى انتشرت ومازالت لعلو الوﻻءات القبلية التى زادت الأمور تعقيدا وأدت إلى تلك المطالب الشعبية نتيجة عدم المساواة فى توزيع الثروة والسلطة وعدم الوصول إلى التنمية ...

لذلك فإن التنمية البشرية ونشر ثقافة الأختﻻف وقبول اآخر والتخطيط اﻻقتصادى والتداول السلمى للسلطة ومكافحة الفساد واﻻستبداد السياسى هو طريق القارة للوصول إلى التنمية السياسية والثقافية واﻻقتصادية للوصول إلى اﻻندماج الوطنى الذى يعتبر طريق الوصول إلى التنمية والرفاهية ويحتاح ذلك إلى إرادة فاعلة للوصول إلى مستقبل تستحقه شعوب القارة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط