الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«صدى البلد» يرصد رحلة خام الحديد من مناجم «الجديدة» فى الواحات البحرية إلى مصانع الصلب بحلوان.. فيديو وصور

مناجم الحديد
مناجم الحديد

صحراء شاسعة، تبعد عن القاهرة 320 كيلومترا، وعن محافظة المنيا أقرب المحافظات إليها 180 كيلومترا، بين مرتفعاتها ومنخفضاتها يقطن عمال مناجم الواحات البحرية، يعملون في صمت لاستخراج خام الحديد من أحد أكبر مناجم خام الحديد والصلب في مصر «منجم الجديدة» بالواحات البحرية، والذي يصل إنتاجه لقرابة 3.3 مليون طن سنويا من خام الحديد، وبه احتياطي استراتيجي من خام الحديد يكفي 15 عاما، وتم اكتشافه عام 1962م.

وعلى امتداد اتساع الصحراء الغربية وفي قلبها الواحات البحرية، التي تتميز بوجود أكثر احتياطيات خام الحديد وزعت على 4 مناطق (الجديدة - غرابي - ناصر – الحارة)، والتي تقع على مسافات متقاربة داخل الواحات البحرية، والتي تم اكتشاف خام الحديد في منطقة غرابي أوائل القرن الماضي، والحارة في خمسينيات القرن ذاته، والجديدة في عام 1962 للتحول قبلة مصر في استخراج خامات الحديد من مناجم أسوان إلى الواحات البحرية بعد اكتشاف انخفاض نسبة المنجنيز في هذه الخامات.

في أواخر الستينيات من القرن الماضي وقعت مصر اتفاقية مع الجانب الروسي للتوسع في إنتاج شركة الحديد والصلب المصرية ليصل إنتاجها 1.6 مليون طن سنويا من الصلب، من خلال استغلال خام الحديد في منجم «الجديدة» بطاقته 3.3 مليون طن خام حديد سنويا، والذي كانت الشركة قبله تعتمد على خام الحديد من مناجم أسوان والتي توقفت عنه نهائيا في عام 1975م.

وبعد اتجاه الدولة للاستفادة من خام الحديد في الواحات البحرية واستخراجه من منجم «الجديدة» عملت على خدمة المشروع القومي من خلال إنشاء طريق أسفلتي يصل بين القاهرة و الواحات البحرية بطول 330 كيلو مترا، وإنشاء خط سكة حديد، من مصانع الحديد والصلب بحلوان إلى المناجمة بطول 349 كيلومترا، لنقل الحديد للمصانع، وحيث قطار يوميا مكون من 60 عربة حمولة العربة الواحدة 60 طنا من خام الحديد بما يقارب 3600 طن يوميا يتم نقلها إلى مصنع الحديد والصلب، إضافة إلى إنشاء 5 آبار للمياه، وإنشاء خط كهرباء للمناجم بجهد 132 كيلو فولت من كهرباء السد العالي من خلال محولات سمالوط.

وتقع منطقة «الجديدة» فى هضبة الحجر الجيري حيث تتكون خامات الحديد فيها من خام كتلي، وخام فجوي متوسط، وخام هش، إضافة إلى خام بازلائي، وتتميز بالتغيير السريع في مواصفات خاماتها الكيميائية والطبيعية راسيا وأفقيا، مما يستوجب عمل أبحاث جيولوجية تفصيلية وأعمال حفر مكثفة للحصول على أقصى حد ممكن من البيانات لإعداد خطط لعملية التشغيل أثناء رفع المواد الخام من المنجم، من خلال تقسيم المنجم إلى قطاعات ووجهات تشغيل.

عملية الحفر داخل المنجم ليست عشوائية، لكونها تبدأ بإزالة الغطاء الصخري بالبلدوزرات والكراكات، ويحمل إلى مفارغ الطفلة على حدود المنجم، وبعدها تخريم الخامات الصلبة باستخدام ماكينات الحفر تمهيدا لتفجيرها، والتي تتم عملية التعدين على مصاطب بسبب كبر حجم سمك الطبقة بحيث لا تتجاوز 10 أمتار، وبعدها تنقل الخامات إلى «الكسارات» والتي تتم عملية تكسير الخامات بداخلها من خلال مرحلتين، الكسارة الفكية والكسارة المخروطية، والتي يتم تكسير الخامات فيها إلى أحجام بداية من صفر وحتى 80 مم.

وبعد انتهاء عملية تكسير المواد الخام داخل الكسارة، يتم نقلها من خلال السير الناقل إلى ماكينتي التجنيس، والتي تقوم كل ماكينة بتفريغ الخامات في زوجين من المفارغ سعة كل مفرغ 45 ألف طن، والتي يتم خلالها أخذ عينات من تلك الخامات بصفة دورية لتحقيق التجانس بين الخامات وفقا للمعايير المطلوبة، من خلال الخلط بين واجهات وقطاعات التشغيل، للحصول على النسب المطلوبة من الخامات في صناعة الحديد.

وبعد كل هذه المراحل يتم شحن خامات الحديد من المناجم في قطارات السكة الحديد إلى مصانع الحديد والصلب بحلوان، ويتم أخذ عينات من عربات القطار قبل المغادرة لمعرفة تحاليل الخامات المشحونة إلى المصانع بحلوان.