الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر في ذكرى 25 يناير


" كل عام ومصر بخير" بمناسبة حلول ذكرى ثورة 25 يناير المجيدة التى أثرت فى وجدان الشعب المصرى وكان لها دلالات عظيمة .. بل الأعظم من دلالتها , ما ترتب عليها من قيم معرفية واجتماعية وثقافية , حينما تغير وجدان الشعب المصرى وأصبح له اهتمامات مختلفة عن اهتمامات الماضى , بل ظهرت قيم سلوكية دون وضع ضوابط لظهورها , لأن الثورة أفرزت كل ما هو جميل فى قلب الشعب المصرى , ولا أخفى عليكم سرا لأنه بالأساس ليس سرا , وهو أن الثورة كما كان لها إفرازات إيجابية فكانت لها إفرازات سلبية كثيرة , نحاول أن نتطهر منها الآن شيئا فشيئا .

كانت ثورة 25 يناير بمثابة الحدث الأهم خلال العقدين الماضيين , لأن ما حدث فى مصر قبيل الثورة بأعوام عديدة كان يعكس حجم التدهور الذى أصاب الأداء العام لمؤسسات الدولة وطريقة التعامل مع المشكلات الحياتية وانتقال الحكومة من إدارة العمل اليومى الى إدارة التسيب اليومى , بل غابت الرقابة الجادة القانونية على الأداء العام وأداء مؤسسات الدولة , وظهرت مظاهر للتسيب , فكانت المقدمات التى أقدمت عليها الدولة بمثابة المعطيات للشعب الذى قرر الخروج عن كل الأطر القانونية والدستورية لمحاولة إعادة تصحيح المسار السياسى الذى اعوج فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك .

لدرجة أن السلوك الانحرافى لبعض الكبار فى النخبة الحاكمة آنذاك أعطى الفرصة للصغار أن يكونوا فسدة فى المجتمع لأنهم اتخذوا الكبار قدوة , وهذا ما يتم تداركه وإصلاحه الآن فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى قرر القضاء على كل صور وألوان الفساد وقرر بناء مصر الجديدة القائمة على مبدأ تطبيق القانون والدستور لأنها أصبحت دولة مؤسسات وليست دولة تُحكم "بالبركة" .

ويجب أن أسلط الضوء وأنا أتقدم إليكم جميعا بالتهنئة ناحية جماعات المصالح والشر لأنها زادت وظهرت ملامحها الحقيقية بشدة بعد ثورة 25 يناير وكأن مصر " كعكة " اجتمعت فئات كثيرة على طاولة المفاوضات لتفتيت وتقسيم هذه الكعكة , ولكن الله حفظ مصر , فهى بلد الأمن والأمان ولن يكون للطامعين والحاقدين والمتسولين مكان فيها ولا نظر إليها , كما أن ظهور جماعات الشر ترتب عليه ظهور تداعيات خطيرة للغاية مما أدى الى نتائج سلبية على كل المجتمع كله منها القضاء على جسور الثقة بين القوى السياسية وزيادة الصراعات وتفتيت القواسم المشتركة بين كل القوى السياسية وبين الحكومة والشعب أيضا وهذا ما يتمناه أهل الشر والمتفلسفون بالباطل لمصر .

وإذا خرجنا من التحدث والكتابة عن حالة السلبيات الكثيرة التى لم نتطرق الى معظمها وقررنا الغوص فى الإيجابيات الثورية سنجد أن الدولة انتقلت من الديكتاتورية الى الديمقراطية فى فترة وجيزة , وإصلاح ملف حقوق الإنسان الذى كانت دائما تتغنى به الولايات المتحدة على حساب مصر وتحقيق الأمن والسلام والتكافل والتراحم بين فئات المجتمع , وتصعيد الشباب لإنجاز التغيير فى الاتجاه الصحيح , وزيادة الوعى والثقافة لدى الشعب وخاصة فئة الشباب التى غيرت اهتماماتها بشكل كبير على مدار السبع سنوات الماضية.

يا سادة .. يوم 25 يناير 2011 لم يكن يوما شبابيا للغضب موجها لرفع الأجور أو احتجاجا على رفع الأسعار فقط , بل كان يوما شعبيا ضد كل ما يعانيه الشعب المصرى فى العقود الأخيرة , ولهذا بعدما تم تصحيح المسار وحصل الشعب على مكتسباته يجب أن نوجه التهنئة للقادة العظام الذين حملوا مصر على أعناقهم ليعبروا بها الى بر الأمان وهم القوات المسلحة والشرطة المصرية ويجب أن نقدم التهنئة فى هذا اليوم الى الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى حمل الأمانة وقاد سفينة البناء من جديد حتى وصلنا لمكتسبات عظيمة فى ظل ظروف صعبة نعانى منها , ويجب أن نقدم التهنئة الى البطل الأكبر وهو الشعب العظيم الذى ضحى بكل غال ونفيس من أجل الحفاظ على تراب هذا الوطن , فكل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول ذكرى الثورة المجيدة 25 يناير وكل عام وأنتم بخير بمناسبة كل ذكرى جميلة .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط