الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر وأفريقيا.. «وحدة الهدف ونبوءة نكروما»


كانت العلاقات بين مصر والقارة الإفريقية تمثل العمق الاستراتيجي ووحدة الهدف على أساس تحقيق اﻻستقلال والحرية من استغلال اﻻستعمار الذى عانت القارة ومازالت من تداعياته إبان وجوده بعتاده ومعداته العسكرية وحتى بعد رحيله استمرت تلك التداعيات السلبية حتى اﻵن.

وكأن نبوءة نكروما تتحقق حتى بعد رحيله بعد أن صرخ مناديا بالوحدة لمواجهة ما أسماه اﻻستعمار الجديد الذى يتعمد خلق حالة من العوز والتبعية عند الدول الإفريقية ليضمن وﻻءها على الدوام وخاصة فى ظل موارد القارة التى تنفرد دون غيرها بالثراء والتنوع فى تلك الموارد التى كانت سببا رئيسيا من أسباب أن تصبح القارة هدفا حاضرا ومستمرا فى عقل حكام الغرب لضمان استمرار تدفق تلك الموارد فى صيغتها الأولية لإعادة تصنيعها وتصديرها إلينا فى صيغة أخرى نحتاجها هنا فى بلادنا الإفريقية أى أن الغرب يحتاج إلينا كمصدر للمواد الخام وسوق رائجة لمنتجاته بعد تصنيعها وحتى مع تبنى سياسات إفريقية للتغلب على تلك المظاهر فإن الواقع يؤسس على محدودية نتائج تلك السياسات حتى اﻵن ومازالت الدول تحاول الوصول إلى سر الصناعة وحيازة القوة والتأثير والفاعلية في العلاقات الدولية.

وقد كانت مصر وﻻزالت تمثل للأفارقة مصدر فخر وعزة خاصة فى ظل قناعة تامة بأن مصر الفرعونية تمثل المرجعية الحضارية للثقافة والحضارة الإفريقية بل هناك من يؤكد على أفريقية مصر وحضارتها بأدلة متعددة ومن هؤﻻء الشيخ انتاجوب العالم السنغالى الشهير حيث دلل وأثبت من وجهة نظره أن بناة الحضارة فى مصر أصولهم أفريقية ودعم ذلك بأدلة متعددة منها الفخر باللون الأسود وتشابه اللغة الهيروغليفية مع لغة الولوف فى غرب القارة وتشابه العادات والتقاليد المصرية مع الإفريقية كل ذلك يمثل شهادة على عمق الترابط والعلاقات على كافة المستويات بل تستطيع دون جهد أن تدرك قيمة مصر عند الأفارقة فيما يشبه الرابطة العضوية التى دعمها نهر النيل الذى قامت عليه الحضارة المصرية ومنابعه الإفريقية التى تشهد على ذلك وبشكل طبيعى على عمق العلاقات مع كل الدول الإفريقية وخاصة دول منابع النيل.

وقد عمدت القيادة السياسية حاليا على تبنى سياسات من شأنها عودة العلاقات مع أفريقيا إلى سابق عهدها وخاصة كما كانت فى عهد الرئيس عبدالناصر الذى كانت فيه العلاقات دافئة وكانت القاهرة قبلة لحركات التحرير الإفريقية ومنها تحقق حلم اﻻستقلال الوطنى وانطلق إلى ربوع القارة.

لذلك وفى إطار البحث عن فاعلية مصرية فى إفريقيا وخاصة فى ضوء ترابط المصالح كان التأكيد على ذلك فى كافة المناسبات وقد تم فى مؤتمر اﻻتحاد الإفريقى الأخير والذى عقد فى إثيوبيا والذى تم فيه انتخاب مصر رئيسا للاتحاد لعام 2019 كذلك كان اﻻجتماع على مستوى القمة بين رؤساء مصر والسودان وإثيوبيا للتأكيد على ثوابت مصر فى علاقاتها مع دول القارة الإفريقية والتى تنطلق من تحقيق المصالح المشتركة من خلال قيم السلام والبحث عن التنمية لتحقيق الرفاهية التى طال انتظارها مع التأكيد على تحقيق مصالح الدول الثلاث وخاصة فى موضوع سد النهضة لقطع الطريق على كل من يريد استغلال الخلافات لضرب اﻻستقرار وتحقيق أهداف منها الإضرار بالأمن واﻻستقرار فى تلك المنطقة التى تمثل بالنسبة لنا مصالح بقاء بالأساس.

وتم اﻻتفاق على الوصول إلى صيغة تعاونية تضمن عدم الإضرار بالمصالح والحفاظ على إرادة التعاون للوصول إلى السلام والتنمية معا حتى تعود مصر إلى قلب القارة الإفريقية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط