الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أكاذيب إعلامية في الصحافة الأجنبية


من الخطأ تصور البعض أن الإعلام الغربى، أو الأمريكى يتسم بالمهنية والحياد، وأنه منزه عن كل نقص، ولا يتأثر بعوامل الرشوة وشراء الذمم.

فما فعلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، من نشر أكاذيب وافتراءات على مصر، وادعاءات باطلة عن تعاونها مع الكيان الصهيونى، خير مثال على أن الصحافة الأمريكية، تحولت إلى بوق لمن يدفع أكثر، وأن إعلامها أصبح تحت الطلب، ولا يهمه فى هذا الأمر مهنية أو حيادية، أو رعاية المصالح الدولية.

فما فعلته تلك الصحيفة، والذى وصل إلى درجة الجرم بحق الدولة المصرية، لم يكن الأول من نوعه، ولن يكون الأخير، سواء فى الإعلام الأمريكى، أو الغربى عموما، فقد سبقتها صحف أخرى مثل "الجارديان" البريطانية، التى دأبت على تشويه الأوضاع فى مصر، وتناولها للثورة الشعبية فى 30 يونيو من العام 2013 على أنها "انقلاب"، وفعلته كذلك وكالات أنباء منها "رويترز" و" الأناضول"، وقد تعمدت نشر أخبار وتقارير بهدف بث روح التشاؤم بين أبناء بلادى، وتعمد نشر بيانات اقتصادية غير حقيقية، لتصور الأوضاع فى مصر، على أنها طاردة للاستثمار، وأنها بيئة غير آمنة لرؤوس الأموال الأجنبية.

تلك الممارسات وغيرها ليست غريبة على تلك الوسائل، التى تدّعى أنها إعلامية، وقد عرفت نفسها، بتلك الممارسات، بأنها مقربة من التنظيمات والجماعات المتطرفة، وفى المقدمة منها جماعة الإخوان الإرهابية، التى لا تتورع عن القيام بشراء صفحات كاملة، وذمم إعلامية خربة، لضرب مصالح بلادى مصر.

غير أن تلك الممارسات تتطلب أن تكون هناك آليات لمواجهتها، وهو ما سبق وأن طالبنا به من قبل، تتمثل فى ضرورة وجود آلة مصرية قوية، تتولى مهمة تصحيح الصورة الخارجية عن الأوضاع الداخلية، وتقوم بالرد على ما تنشره وسائل الإعلام الأجنبية من أكاذيب.

وإذا كانت الهيئة العامة للاستعلامات، يقع عليها جزء كبير من تلك المهمة، يتمثل فى تنظيم عمل المراسلين الأجانب، والتأكيد لديهم بضرورة الالتزام المهنى، والتحقق من المصادر، وقد قامت الهيئة بذلك فعلا فى كثير من المواقف، إلا أن أجزاء أخرى مازالت ملقاة على عاتق جهات أخرى، يأتى فى مقدمتها الملحقات الإعلامية بسفاراتنا بالخارج، والتى يقع عليها عبء متابعة ما تنشره الصحف الأجنبية عن الدولة المصرية، والرد عليه بشكل سريع ومباشر.

ثم تأتى المسئولية الكبرى، ويتحملها الجهاز الإعلامى الرسمى للدولة، والذي ينبغى عليه القيام بدور أكثر أهمية، وذلك بإيصال رسائل وبمختلف اللغات إلى العالم، عن حقيقة الأوضاع المستقرة فى مصر، وتبصير الرأى العام العالمى بمدى الحرب الإعلامية التى تتعرض لها الدولة المصرية، وهى مسئولية يتطلب تنفيذها إعادة النظر فى آليات عمل القنوات الفضائية الرسمية، خاصة تلك الناطقة بلغات أجنبية.

يجب أن يسبق ذلك كله، متابعة جيدة للمصادر التى تستقى منها الصحافة الأجنبية معلوماتها، والتى تتركز وبشكل أساسى فيما يسمى المنظمات الحقوقية، وهى التى تمثل همزة الوصل مع الإعلام الغربى، والمصدر الأعم للمعلومات، وهى منظمات فى غالبها هادفة لتحقيق أرباح ولو على حساب مصلحة الدولة، هذا بخلاف الكتائب الإعلامية التى تخدم الجماعات الإرهابية، والتى تشن وعبر مواقع إلكترونية مختلفة، حربا إعلامية ضد الدولة، وتنشر الأكاذيب الإعلامية عنها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط