الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القوى الناعمة لمصر.. والسلابكس اللي لهلط


بسبب غرابة عناوين بعض الروايات الشبابية والتي كتبها شباب وتم عرضها في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 49، كتب الصديق العزيز جدا والصحفي الشامل جدا محمد البرغوتي (صحفي شامل لأنه أستاذ التحقيقات الصحفية ومعلم الصنعة فيها ورئيس عموم الديسك المركزي وأيضا هو أديب وشاعر من الوزن الثقيل وله باع طويل في التحليل السياسي والاجتماعي وتعصره يطلع منه فلاح مصري أصيل معجون بحب مصر)، المهم أنه كتب على صفحته الخاصة على "فيس بوك" بوست قصيرا وعميقا وساخرا كعادته قال فيه: "ذهبت إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب ووجدت أغلب العناوين من عينة السلابكس اللي لهلط، وهذا ما استفزني للكتابة عن ظاهرة أدب الشباب وعناوين رواياتهم أو قصصهم القصيرة، والحقيقة أنني أجدها ظاهرة صحية وتعبر عنهم وعن زمنهم"، والحقيقة يا أستاذ برغوتي شباب الأدباء والكتاب معذورين فهم فعلا ولدوا وترعرعوا في زمن السلابكس اللي لهلط.

ولكن كلامي هذا لا ينفي نجاح الدورة الـ 49 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الذي كان شعاره "القوى الناعمة كيف؟"، وخيرا فعلت اللجنة المنظمة له لأنه في رأيي المتواضع أن إعادة إحياء القوة الناعمة لمصر هي السلاح الأقوى لمواجهة جميع أشكال التطرف والإرهاب الذي يستمد فكره من التطرف ومن زرعوا التطرف والتدين الزائف، والدولة المصرية الآن تخوض معركة عسكرية شاملة تحت عنوان "العملية العسكرية الشاملة 2018" للقضاء على البؤر الإرهابية وتطهير شمال سيناء منهم تمهيدا لإطلاق معركة التنمية في سيناء، وإن شاء الله مصر ستنتصر وتدحر الإرهاب الأسود من جذوره ثم بعد ذلك تأتي معركة الفكر بالفكر.

والقوة الناعمة لمصر أحد أهم روافدها الكتاب المصري والرواية وديوان الشعر والأمسية الثقافية والعروض المسرحية والفنية والندوات الأدبية والسياسية والفكرية والفنية وهي شكل من أشكال تفعيل القوى الناعمة على أرض الواقع بما في ذلك اقتصاديات الثقافة وبناء جسور مع الثقافات الأخرى.

ومصطلح القوى الناعمة لمصر يشمل الآداب والفنون والإعلام والسياحة والكتاب والرواية والعلوم، وهي التي أوصلت الراحل نجيب محفوظ وأحمد زويل للحصول على جائزة نوبل، وكانت شخصية العام بالمعرض الشاعر والأديب والمفكر الكاتب الراحل عبد الرحمن الشرقاوي وهم جميعا من رموز القوى الناعمة لمصر، وهو ما تحقق بامتياز في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 49 بشهادة الجميع.

ومعرض القاهرة الدولي للكتاب هو أقدم معرض منتظم للكتب والنشر بالشرق الأوسط، ويجذب سنويا ملايين الزائرين من مصر ومن الدول العربية، ويقدر عدد زائريه هذا العام والعام الماضي بنحو أربعة ملايين زائر، وشارك فيه أكثر من 400 دار نشر من مختلف أنحاء العالم واحتفى بأسماء عدد كبير من الأدباء المصريين الراحلين، من بينهم الشاعر سيد حجاب والكاتب مكاوي سعيد والشاعر فؤاد حداد والكاتبة لطيفة الزيات والمخرج يوسف شاهين وجميعهم كما أسلفت رموز للقوى الناعمة لمصر.

ومعرض القاهرة للكتاب وغيره من معارض الكتاب بالدول العربية أصبحت الحيز العام والمشترك الذي يجمع المثقفين العرب، وفي معرض القاهرة الدولي للكتاب تظهر بوضوح ملامح الحيز العام والمشترك للمثقفين العرب وسط مشاهد تدل على قوة دور الثقافة في توحيد الشعوب العربية في وقت تفرقها فيه السياسة.

والإقبال الكبير على معرض الكتاب أمر يدعو للتفاؤل، خاصة أن الشباب هم الأغلبية في الحضور والقراءة والاهتمام، وأيضا ظهور أدباء شباب وبعضهم لم يتجاوز عمره 21 سنة ولهم روايات مطبوعة ودوواين شعرية، ورغم غرابة العناوين التي يختارونها لروايتهم (وهي غريبة بالنسبة لأجيالنا)، إلا أنني أجدها ظاهرة صحية جدا تعبر عنهم وعلينا تشجيعهم حتى لو اقتضى الأمر أن السلابكس يلهلط.. والله المستعان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط