الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مي عبد الهادي تكتب: الرجل الطفل

صدى البلد

سيدتي عامليه كطفل لتكسبين قلبه! نعم ربما ستكسبين قلبه ولكن سرعان ما ستندهشي ان ذلك سيحدث لبعض الوقت ليتغيير لاسباب تجهليها.. تفقدك ثقتك بنفسك وتجعلك تكفرين بالحب.. عزيزتي ان تعامليه كطفل.. حالة ستحقق لك احساس بالحب أقرب لغريزتك.. فانتي ام بالفطرة وستحلو لك اللعبة.. وستتعاملي من منطلق كونك مسئولة عنه وعن سعادته.. لتجدين نفسك غارقة في حبه حتى الثمالة..

وتعامليه بالفعل كطفلك المدلل تغدقي في العطاء بلا حدود والأغرب لن تنتظري المقابل.. فمتعتك في العطاء لطفلك المدلل وحبيبك لا تضاهيها متعة.. اقصى ماتتمنيه ان تكوني السبب دائما وابدا لهذه الابتسامة التي ترتسم بقلبه قبل شفتيه.. ان تكوني سكنه.. وتنهيدته.. وملاذه الآمن.. والصدر الحنون الذي يحتويه في كل ازمة.. ولكن في الغالب عزيزتي انتي تخطئين صنعا.. لان(الرجل الطفل) لن يقدر كل هذا وسيخذلك دائما.. لان الطفل هوائي المزاج.. متقلب.. متغيير.. يمل سريعا.. مغامر يود ان يكتشف كل جديد.. وذلك ليس عيبا فيه.. ولكن يفعله رغما عنه.. لان ينقصه أهم ما تحتاجينه كامرأة (النضج) مشاعره لم تنضج للحد الذي يتفهم مشاعرك.. ويقدر عطاءك وحبك غير المشروط.

الطفل عزيزتي مع كثرة العطاء لن يتعلم سوى الانانية.. ولن يفكر سوى في نفسه وما يريحه.. (الرجل الطفل) لن يتحمل مسئولية وعوده.. فالكلمة وعد.. والاهتمام وعد.. وهو سينسى كل وعد.. سيخطئ كثيرا ولن يتحمل مسئولية اخطاؤه.. سيهرب مع كل مواجهة وسيلقي اللوم دائما عليكي.. سيراهن دائما على صبرك وحبك له سيتركك تتألمين كثيرا من أفعاله ولن يلتفت.. ولن يشعر بوخز ضمير تجاهك.. الرجل الطفل ستثيره وتستفزه دموعك ولن يتحمل ان يراكي ضعيفة او تنهاري أمامه سواء بسببه او لاي سبب آخر.. فهو يكره ان يتحمل مسئولية اي شخص حتى مسئولية نفسه.

تذكري تلك النصيحة التي يسديها دائما الطبيب لاي ام تحمل بين احشائها جنينا.. ليحفزها على الاهتمام بصحتها.. يقول لها سيدتي لابد ان تأكلي جيدا.. لان جنينك في كل الأحوال سيحصل على ما يريده من غذاء من جسدك انتي.

سيدتي الرجل الطفل بقبوله لدورك الأمومي المزعوم يقتلك ببطء ويسرق أجمل لحظات عمرك.. يتغذى على مشاعرك.. غير مكترث بصحتك النفسية.. لابد ان تدركي انك ترتكبي جريمة في حق نفسك.. ستسنزف مشاعرك من اجله وفي الغالب ايضا لن يكون سعيدا.. لانه مازال لا يدرك معنى الاستقرار النفسي.. والاندماج الكامل في علاقة مستقرة .. مازال لا يعرف كيف يقتسم الحياة مع امرأة واحدة تشاركه كل شيء ليكتمل بها وتكتمل به.. مسكين هو ايضا لان طفوليته ستضيع عليه فرصة التنعم بقصة حب حقيقية ملهمة.. لا تحقدين عليه ان خذلك بل اشفقي عليه مرة.. واشفقي على نفسك مرات لانك احببتي طفلا.

ان تحبي طفلا.. ياعزيزتي هذا يعني انك اختارتي ان تعيشي الجحيم.. والوجع .. والنزف في صمت لوقت طويل.. تذكري ان الحياة أقصر من ان تهدريها في تحليل تصرفات طفلك المدلل.. والوجع من مغامراته.. وتقلباته المزاجية.. الحياة سيدتي تحتاج لرجل ناضج يحتويكي وتحتويه.. ليس أبا لكي ولستي أما له.. انتي تحتاجين لشريك.. لرفيق .. لرجل.